الدور الجيد أهم من البطولة المطلقة.. ٤ فنانين أثبتوا ذلك

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

النجومية لا تقتصر فقط على أصحاب الأدوار الأولى، لا يمتلك زمامها من تتصدر الأفيشات ودور العرض بأسمائهم، عدة فنانين يُثبتون ذلك في المواسم الفنية الأخيرة، لم تشغلهم أدوار البطولة بقدر ما شغلهم التمثيل في حد ذاته، موقنين بأنه من الممكن أن تظهر كبطل في دور يعود بك إلى الخلف، وأن البطولة المطلقة ليست الغاية المُثلى إن لم تكن مقرونة بنجاح حقيقي، وأن الأهم هو الدور الجيد، وأن الحالة الفنية لا تعني الجمود، وأن البقاء للممثل أيًا كان حجم الدور، وأن الفن لا يوجد عليه محاذير لتجسيد الأدوار.

فتحي عبد الوهاب

فتحي عبد الوهاب ولد في 21 أغسطس 1971، حصل على بكالوريوس من كلية التجارة، ثم دبلومة تذوق فني من أكاديمية الفنون، ثم ليسانس الآداب من قسم المسرح، وبدأ مسيرته السينمائية عام 1995 حيث أتته الفرصة للمشاركة بفيلمي "طيور الظلام، سارق الفرح"، وشارك في العام التالي بمسلسل "الوتد"، لتتوالى أعماله منذ منتصف التسعينيات.

بطولات عبد الوهاب السينمائية بدأت في الألفية الجديدة مشتركة من خلال عدة أفلام، منها "فيلم ثقافي" مع أحمد عيد وأحمد رزق 2000، و"رانديفو" مع سمية الخشاب وخالد أبو النجا وأحمد زاهر 2001، و"سهر الليالي" مع كوكبة من النجوم الشباب 2003، وقدّم أولى بطولاته من خلال فيلم "فرحان ملازم آدم" 2005، ثم أفلام "عزبة آدم" 2009، و"خلطة فوزية" مع إلهام شاهين 2009، و"عصافير النيل" مع عبير صبري 2010. 

منذ عام 2010، وتحول مسار فتحي قليلًا، وبعدما كانت دفته تسير باتجاه أدوار البطولة أصبح أكثر جرأة في تقديم بطولات مشتركة وأدوار ثانية، مثل دوره في مسلسل "الأخوة أعداء" مع الفنان صلاح السعدني 2012، و"الخانكة" مع غادة عبد الرازق وماجد المصري 2016، و"أبو عمر المصري" و"عوالم خفية" 2018، وغيرها من الأدوار التي حصد منها على النجومية التي يستحقها أكثر مما ناله من أعمال بطولته.

حنان مطاوع

حنان مطاوع ولدت في 23 فبراير 1979، وهي ابنة الفنان الراحل كرم مطاوع، وتخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأت العمل في مجال التمثيل منذ عام 2001 من خلال مسلسل "حديث الصباح والمساء"، وتوالت بعدها نشاطاتها الفنية بين السينما والتليفزيون، ومن أعمالها السينمائية "اوعى وشك، الغابة، قص و لصق، صياد اليمام"، ومن المسلسلات "محمود المصري، الست أصيلة، آخر أيام الحب، أحلام نبيلة".

عام 2010 كان فارقًا في المشوار الفني لحنان، خلاله كانت بطلة لثلاثة أعمال، مسلسلي "أغلي من حياتي" مع محمد فؤاد، و"أزمة سكر" مع أحمد عيد، وفيلم "هليوبوليس" مع خالد أبو النجا، وشهد العام 2013 أولى بطولاتها من خلال فيلم "وبعد الطوفان" الذي تدور أحداثه حول طبيبة نفسية تُجري دراسات نفسية على مجموعة من الوزراء لمعرفة أسباب فسادهم، وفي نفس العام أيضًا وقفت إلى بطلة جوار أحمد وفيق في فيلمه الأول "قبل الربيع".

ورغم تصعيد حنان إلى بطلة نسائية (الاسم الثاني) في عدة أعمال، وبطلة أولى لفيلم سينمائي، إلا أنه لم يُحالفها نجاح مثل الذي تُوجت به بمشاركتها في مسلسل "ونوس" مع يحيى الفخراني ونبيل الحلفاوي وهالة صدقي، أو على دورها في مسلسل "حلاوة الدنيا" مع هند صبري وظافر العابدين 2017، أو في مسلسل "هذا المساء" مع إياد نصار وأحمد داوود ومحمد فراج، وغيرها من الأدوار التي أجادت فيها وشهد لها الجميع رغم عدم لعبها دور بطولة.

عمرو عبد الجليل

عمرو عبد الجليل من مواليد 7 فبراير 1963، بدأ حياته الفنية أواخر الثمانينيات من خلال المسرح، ومنه إلى تعاون بارز مع المخرج يوسف شاهين، والذي اختاره بطلًا لفيلمه "إسكندرية كمان وكمان" 1990، ثم شارك في بطولة فيلم "ضحك ولعب وجد وحب" 1993، وعلى الرغم من الانطلاقة القوية إلا أنه سرعان ما أصبح حكرًا على الأدوار المساعدة، كأفلام: "المهاجر، دم الغزال، ليه يا هرم"، ومسلسلات منها: "رد قلبي، رياح الشرق، بنت من شبرا".

نقطة التحول المحورية في مسيرة عبد الجليل بدايةً من عام 2007، حيث شارك في هذا العام للمرة الثالثة مع يوسف شاهين في فيلمه الأخير "هي فوضى"، وكذلك في فيلمي تلميذه المخرج خالد يوسف "حين ميسرة" و"دكان شحاتة"، وكان ميعاده مع البطولة المطلقة الأولى عام 2010 في فيلم "كلمني شكرًا"، ثم قدّم فيلمه الثاني "صرخة نملة" 2011، ثم مسلسل "الزوجة الثانية" 2013 مع المخرج خيري بشارة والفنان عمرو واكد.

تراجع جديد حالف عبد الجليل في عدة أعمال، في 2014 حينما قدّم الفيلم الكوميدي "سعيد كلاكيت" وفشل فشلًا ذريعًا، وهو ما حدث أيضًا في فيلمه "الليلة الكبيرة" 2015، وواصل تراجعه بشكل كبير من خلال فيلم "فص ملح وداخ" 2016، وعُرض له العام الماضي مسلسل "البارون" ولم يُحقق نجاحًا يُذكر.

قرار مفاجئ وجريء كان وراء عودة قوية لعبد الجليل، بمشاركته في مسلسل "طايع" (رمضان 2018) كاسم ثاني بعد الفنان عمرو يوسف، وبالفعل حالفه نجاح كبير لم يُحققه من قبل بأدائه لشخصية "الريس حربي"، ذلك الأداء الذي جعله في مقدمة أفضل فناني الموسم.

ماجد الكدواني

ماجد الكدواني من مواليد 10 ديسمبر 1967، تخصص في بداية حياته في دراسة الديكور، وحصل فيه على البكالريوس من كلية الفنون الجميلة، إلا أن طموحه ألحقه بمعهد الفنون المسرحية، وتخرج منه عام 1995، وشارك حينها في العديد من مسرحيات الهواة، وكانت أول مسرحية له "الإسكافي ملكًا"، بينما أول أفلامه "عفاريت الأسفلت" 1996.

مع بداية الألفية الجديدة كان أحد ممثلي الأدوار الصغيرة في سينما الشباب، في أفلام منها "عمر 2000، فرقة بنات وبس، صعيدي رايح جاي، الرجل الأبيض المتوسط"، وغيرها، حتى شارك مع كريم عبد العزيز وحنان وترك كاسم ثالث في فيلمي "حرامية في كي جي تو" 2001 و"حرامية في تايلاند" 2003، وحل كاسم ثاني بعد محمد هنيدي في "عسكر في المعسكر"، ثم كاسم ثالث في "شباب تيك أوي" مع أحمد عز ومنة شلبي 2004.

عام 2005 شهد أولى بطولاته السينمائية، من خلال فيلم "جاي في السريع"، ثم تراجع بعد فشل الفيلم للعب أدوار صغيرة، في أفلام منها "الرهينة، العيال هربت، كباريه، الفرح"، ثم يعود كاسم ثالث مع أحمد مكي ودنيا سمير غانم في "طير أنت" 2009، و"لا تراجع ولا استسلام" 2010، وكاسم ثاني في "أسماء" مع هند صبري 2011، وثالث في "ديكور" مع خالد أبو النجا وحورية فرغلي 2014، وثاني في "قبل زحمة الصيف" مع هنا شيحة 2015.

مشهد واحد لماجد الكدواني في مسلسل "تحت السيطرة" مع نيللي كريم 2015، كان كفيلًا له بالإشادة من الجميع، وكرر الأمر بعدد من المشاهد في فيلم "هيبتا" 2016، لتتلبسه شخصية جديدة صوتها فقط كفيل بكتابة النجاح لأعمال، ويؤكد لذاته أنه ليس شرطًا لنجاحه أن يكون بطلًا كما فعل في "الأصليين" 2017، والذي لم يُحقق نجاح يُذكر في دور العرض.

بداية النجاح للفنان هو إيمانه بداخله وإصراره على أن يكون نجم دوره أيًا كان حجمه، وأن يُدرك جيدًا أن التراكم في صالحه، وأن كل شخصية يقوم بتجسيدها في أعماله تمنحه عمرًا زيادة على عمره، وأن يتأكد أن البطولة المطلقة ليست الغاية المُثلى إن لم تكن مقرونة بنجاح حقيقي.

شارك الخبر على