قضية الأسبوع من ينقذ اللاعب العربي من بُعبع المونديال؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 رعد العراقي
انتهت رحلة المنتخبات العربية المشاركة في نهائيات كأس العالم المقامة حالياً في روسيا بعد خروجها من دوري المجموعات وهي تُردد ذات العبارة التي تعوّدت الجماهير سماعها وأصبحت جزءاً مع الأسف، من ثقافة الإقناع الخادع (يكفينا شرف المشاركة .(!ستنتهي التجربة وتمرّ عبر دوائر التخطيط والبحث للاتحادات العربية من دون أن تأخذ بالأسباب الحقيقية للإخفاق وتذهب نحو تحميل الملاكات التدريبية والأخطاء التحكيمية المسؤولية، بينما تتغافل عن الاقتراب من كشف أهم الجوانب المخفية التي تتعلق بعقدة ( الخوف والرهبة ) واهتزاز الثقة وتَشَتّتْ التركيز التي أصبحت جزءاً من شخصية اللاعبين العرب عندما يواجهون الفرق العالمية بينما تراها تختفي وتزول حينما تكون المنازلة عربية - عربية!لا غرابة أن تسقط تلك المنتخبات وبخاصة في الأوقات القاتلة من المباريات أو تصبح ممّراً سهلاً وتنهار عندما تستقبل هدفاً فتخرج بنتيجة ثقيلة، المغرب تسجّل بشباكها بالخطأ في لقاء إيران بالدقيقة 94، ومصر تتلقى هدفاً من الأورغواي في الدقيقة 93، وتونس تغفل عن هاري كين فيُصيب مرماها بهدف الفوز في الدقيقة 91، والسعودية تنهار أمام روسيا وتخرج بالخمسة في أداء مهزوز لا يتناسب وحقيقة الأخضر السعودي، كل تلك المعطيات تؤكد ما ذهبنا إليه من سبب جوهري في أن الفرق العربية ما زالت بعيدة عن الأداء المتزن المقترن بالثقة بالنفس، فتراهم يدخلون المباريات وهاجس استقبالهم الأهداف يراود مخيلتهم فيشدّ الأعصاب ويحدد الخيارات بالتصرّف ويتشتت التركيز فتختفي القدرات الفنية وراء ذلك وإن تأخر هزّ شباكهم، فهو بسبب الحماسة ودفعة الشحن التي حاول الملاك التدريبي زرعها فيهم قبل المباراة، لكنها عادة ما تختفي وتزول مع تقدّم الوقت نحو النهاية!هل تستفيد الاتحادات العربية من درس الشمشون الكوري وهو يهين بطل العالم 2014 ويفوز عليه بهدفين ويجبره على الخروج من المونديال متذيّلاً مجموعته لأوّل مرة في تاريخه منذ 80 عاماً؟ الشمشون حافظ على تماسكه وإتزانه للدقائق الأخيرة، بل وأصبح في قمة تركيزه ليخطف الأهداف بتلك الأوقات الحرجة، وأجزم أن كل المنتخبات العربية المشاركة قادرة على هزيمة المنتخب الكوري لو أتيح لها مواجهته والسبب أن الحاجز النفسي سيختفي وسيدخل اللاعب العربي المباراة وقد اعتاد مواجهة منتخبات القارة الصفراء، بينما اللاعبون لا يستطيعون الصمود أمام الماكنات الألمانية!المعالجة لابد أن تتجه نحو الجيل الجديد من اللاعبين الناشئين من خلال التركيز على الجوانب النفسية وترسيخ ايدلوجية جديدة في الأذهان بعيدة عن الاحساس بالرهبة وتعزيز الثقة بالنفس وزجهم في مواجهات على مستوى عالٍ وتعويدهم على الملاعب العالمية والمشاركات الدولية وإزالة آفة الشعور بالنقص من أي مواجهة مع الخصوم عندها سيكون أداؤهم محكوماً بالمهارة الفنية وتطبيق الخطط التكتيكية وسيظهر المستوى الحقيقي والجانب النفسي لصالحهم لا ضدهم!

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على