الإندبندنت تزايد تحرّكات داعش يُجبر العراقيين على المباشرة بحملة إعدامات

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 ترجمة/ حامد أحمد
أقدم العراق على إعدام 13 شخصاً مدانين بارتكاب أعمال إرهابية بعد ساعات من أوامر وجهها رئيس الوزراء حيدر العبادي بإعدام سجناء محكومين بالإعدام رداً على حادث مقتل ثمانية مختطفين على يد داعش .كانت الإعدامات تهدف الى تقليل غضب شعبي حول مؤشرات بأن تنظيم داعش بدأ بالظهور من جديد كتهديد بعد أن بثّ شريط فيديو نهاية الأسبوع الماضي يظهر فيه رهائن بدا عليهم الإعياء والتعذيب وهم يقولون بأنهم سيتم قتلهم ما لم تطلق الحكومة معتقلات بتهمة الانتماء لداعش خلال ثلاثة أيام .وتقول الحكومة إن نتائج تشريح جثث القتلى أظهرت بأنه قد تم قتلهم قبل موعد انتهاء المهلة التي حددوها. وقال مسؤول حكومي، تحدث لصحيفة الإندبندنت قبل اكتشاف الجثث، إن مسلحين من داعش يتواجدون في منطقة جبال حمرين الوعرة يقومون باستهداف المارة عند طريق بغداد – كركوك الخارجي، مشيراً إلى أن انتحاريين يتواجدون في المنطقة المحاذية للحدود السورية غالباً ما يحاولون الوصول الى بغداد "ولكن كلّ محاولاتهم فشلت حتى الآن."وأضاف المسؤول إن "القوات الامنية العراقية لديها الآن معلومات استخبارية جيدة عن خطط داعش وعناصرهم بعد استدراج خمسة من قياديي داعش الى العراق مرة أخرى وإلقائهم القبض عليهم والتحقيق معهم. ويبدو أن داعش تواق للرجوع الى أسلوب حرب عصابات مشابهة للتي شنها بنجاح قبل توسعه الكبير عندما سيطر على الموصل عام 2014، ولكن لم يتمكن من تحقيق سوى نجاحات محدودة حتى الآن.التقدمات التي أحرزها داعش تركزت بالأساس في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك، حيث غالباً ما يكون بإمكان مسلحي داعش تجنيد مرشدين محليين من أبناء السنّة الذين هجروا من قراهم ويتطلعون للعودة .وقال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد عبد الجبار الكريّم، في مؤتمر صحفي هذا الاسبوع إن عشرات الاشخاص قتلوا أو اختطفوا في محافظة صلاح الدين، محذراً من "وضع كارثي في المحافظة مالم تتعامل الحكومة مع التزايد الحاصل في مسلحي داعش، حيث بدأت بعض العوائل بمغادرة بيوتها بسبب المسلحين المتطرفين ."وبإلقائه اللوم على الحكومة والقوات الامنية إزاء تدهور الوضع الامني في محافظته، قال الكريم إن "القوات الامنية منشغلة بتهريب الوقود وأخذ رشاوى من المواطنين عند نقاط التفتيش، في حين تتجاهل الملف الأمني ."عملية الاختطاف على الطريق الرئيس شمال بغداد واكتشاف الجثث الثماني الممثل بها التي كانت ملغمة بمتفجرات، تعيد الى الاذهان مخاوف من أن القادة السياسيين انشغلوا عن إنهاء ملف داعش بركوبهم موجة الصراع على السلطة مابين الاحزاب المختلفة قبل وبعد الانتخابات العامة التي جرت في 12 أيار .ولإثبات استجابتها القوية أظهرت السلطات العراقية لأول مرة الجمعة صوراً للسجناء المدانين وهم بالرداء الأصفر أو الأسود معصوبي الأعين ووجوههم الى الحائط مع تقييد أيديهم خلف ظهورهم، مع صورة أخرى وهم مشنوقون .الحكومة لم تقل كم سجين من المحتمل أن يُعدم، ولكن يذكر بأن عدد الذين ينتظرون تنفيذ الإعدام بحقهم 300 شخص من بينهم 100 امرأة سجينة أجنبية تمت إدانتهن بالانتماء لداعش.واستناداً الى الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش، بلقيس ويلي، فإن عدد الذين تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم غير معروف، مشيرة الى أنّ هناك قلقاً كبيراً من أن "غالبية القضايا المحسومة تعتمد على مجرد اعترافات وأن أعمال تعذيب تمارس لانتزاع تلك الاعترافات.أحد التقديرات أشار الى أن القوات الأمنية العراقية وعبر الثلاث سنوات الماضية من الحملة ضد تنظيم داعش اعتقلت مايقارب 20000 سجين .وانحسر العنف بشكل سريع خلال السنة الماضية عندما تم إلحاق الهزيمة بداعش في معقليه الموصل والرقة وتحريرهما بعد حصار طويل وحرب تدميرية خلال النصف الثاني من العام الماضي .وفي الوقت الحالي يسيطر داعش على جيوب قليلة من الاراضي أكبرها في محافظة دير الزور شرقي سوريا قرب الحدود العراقية .وهناك مخاوف متزايدة من أن تنظيم داعش لم ينته بشكل كامل بعد، وأنه يستغل حالة الانقسامات السياسية التي يعيشها العراق الآن بعد انتخابات غير محسومة. هذه المخاوف عبّر عنها ممثل المرجع الديني علي السيستاني، خلال صلاة الجمعة الأخيرة التي أقيمت في كربلاء .وقال ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبته إنه "من غير الصحيح أن ينشغل السياسيون بنتائج الانتخابات وتشكيل تحالفات أو التنافس على مناصب وينصرفوا عن عمل ما هو أهم وهو تدمير الإرهابيين وتوفير حماية للمواطنين في كل المناطق والمحافظات ." عن: صحيفة الإندبندنت البريطانية

شارك الخبر على