٥ حكايات عن «هو وهي».. «السندريلا» اعتذرت عن ٢٥ عملًا بسببه

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

«أنت توأمي في الفن وضرتي».. تلك هي العبارة التي كانت ترددها الفنانة سعاد حسنى فى كل لقاء يجمعها بالفنان أحمد زكي، والتي كانت أحد الدعمين له فى بداية مشوار حياته، حين أصرت على إسناد البطولة الأولى له أمامها فى فيلم «الكرنك»، لكن شكله النحيف حال دون ذلك، إذ وجد المنتج أنه لا يصلح أن يكون حبيبًا لها، إلا أن الحلم تحقق وجاءت الفرصة لـ«النمر الأسود»؛ ليقف أمام «السندريلا» بالفعل في فيلم «شفيقة ومتولى»، لكن الدور كان صغيرًا؛ لتأتي الانطلاقة الحقيقية لتعاونهما في المسلسل التليفزيوني «حكايات هو وهى»، أحد أنجح الأعمال عبر تاريخ الدراما المصرية، والتي حملت نكهة صلاح جاهين.

كان هو العمل التلفزيوني الأول والأخير لـ«السندريلا»، الذي أبدعت فيه وجسدت أكثر من شخصية «جوهرة، عفاف، سميرة، صفيّة، بدرية، بهيرة، نادية، نسمة، كريمان، نهى وأخيرًا عواطف» لتلعب دور الفتاة المدللة، المرأة الناضجة، الحبيبة، الفلاحة البسيطة، الإسكندرانية الدلوعة والزوجة المحبة، وتقدم استعراضات غنائية راقصة من أشعار صديقها صلاح جاهين الذي اقترن اسمه باسمها وألحان كمال الطويل وعمار الشريعي.

«حكايات هو وهي» طرح أول مرة فى رمضان عام 1985 على شاشة التليفزيون المصري، وكانت الشوارع تخلو من المارة أثناء عرضه، فالجميع يجلس أمام الشاشة الصغيرة من أجل رؤية الثنائي الذهبي وهما يلعبان بالشخصيات ويحكيان واقع الحياة فى تلك الفترة، بجانب الأغاني الاستعراضية التي لا تزال تعيش حتى اليوم.

مع إعادة عرض المسلسل على شبكة قنوات DMC، يوميًا من السبت إلى الأربعاء فى 2 ظهرًا، إليكم 5 حقائق عن «حكايات هو وهي» بعد مرور 33 عامًا على عرضه.

1- رهبة التليفزيون والحل صلاح جاهين

سعاد حسني موهبة متعددة استحقت أن تلقب بـ«سندريلا الشاشة العربية» ورصيدها فى السينما يتجاوز 85 فيلمًا، رغم ذلك كان الخوف يسيطر عليها حين يعرض عليها عمل تليفزيوني، وكانت تصف المسلسلات بالخطر على العلاقات الأسرية، كما انتقدتها في العموم قائلة: «كلما فكرت في العمل بأي مسلسل تليفزيوني، كان يصيبني الدوار من إيقاعه البطيء، وأخشي أن أظهر على الشاشة الصغيرة كسلحفاة تمشي على مهلها في عصر السرعة والتكنولوجيا».

وكان هذا رأيًا جريئًا من نجمة كبيرة، لكن عقب ذلك التصريح الصادم للكثيرين، تراجعت عن رأيها، وقدمت سعاد حسنى مسلسلها الأول والأخير مع رفيقها الشاعر صلاح جاهين، الذى حل عقدتها من التليفزيون، وتؤكد «السندريلا» أنها انتظرته 7 أعوام حتى ينتهى من كتابة فوازير النجمة نيللي، لعلمها أنه الوحيد الذي يفهمها ويعلم ما تريد، وبالفعل خرج مسلسل «هو وهي» إلى النور.

2- أزمة تتسبب فى عدم استكمال الحلقات

عرض المسلسل فى أول 10 أيام من شهر رمضان، بحلقاته المنفصلة المتصلة، وكان هناك اتجاه لزيادتها إلى 15 حلقة، لكن الخلاف الذى وقع بين سعاد حسنى وصلاح جاهين، كان سبب وراء عدم خروجها إلى النور، فقد سجلت «السندريلا» اعتراضها على الخمس حلقات الأخيرة من المسلسل، بسبب رؤيتها أن تصويرها بكاميرات الفيديو كان صعب جدًا من الناحية التكنيكية، لذلك طالبت بإلغائه على الرغم من أنها قامت بتسجيل أغانيها.

3- رفضت 25 سيناريو بسبب «هو وهي»

وكان يعرف عن السندريلا تركيزها الشديد فى الأعمال، فلا تقبل عملين فى نفس الوقت، فأثناء تصوير «حكايات هو وهى» عرض عليها نحو 70 سيناريو، وتقول هي فى تصريحات لمجلة «المصور» عام 1985، إنها اعتذرت عن 25 سيناريو من لارتباطها بحلقات المسلسل، ثم عادت هي إلى السينما بعد انتهائها من المسلسل، بفيلم «الجوع» عن قصة نجيب محفوظ وإخراج على بدرخان.

4- خلافات حادة بين «السندريلا» و«المخرج»

أثناء عرض مسلسل «حكايات هو وهي»، ورغم النجاح الكبير للثنائي سعاد حسني وأحمد زكي، كانت هناك أخبار تتردد عن الخلافات ين «السندريلا» ومخرج العمل يحيى العلمي، الذى خرج يهاجمها على صفحات الجرائد والمجلات، وذلك وفقًا لتصريحاتها التي نشرتها مجلة «المصور» عام 1985، وقالت خلالها: «المخرج يعمل 4 ساعات، ثم يتفرغ لتصريحات الهجوم على»، وانتقدت خلالها بطء الإيقاع وعدم التجهيز للعمل بشكل جيد وخاصة الاستعراضات الراقصة، رغم سخاء الإنتاج وضخامته.

كان هذا هو سر الخلاف بينهما، وهو عدم التزام المخرج بتجهيز الاستديو من أجل تصوير كافة حلقات المسلسل حينها، حيث تقول فى حوار آخر مع «الموعد»: «ظلمًا يقال أن تصوير حلقات (هو وهي) استغرق شهورا طويلة والواقع أن أيام التصوير الفعلية لم تتجاوز السبع وثلاثين يوما».

5- لقاء العمالقة

يعد مسلسل «هو وهي» نقطة فارقة في تاريخ الثنائي اللذين كان وصل مجدهما وشهرتهما إلى ذروته فى تلك الفترة، فكلاهما له جمهور كبير يحبهما وينتظر هذا اللقاء الذي تأخر كثيرًا بعد لقاءات سينمائية ناجحة، وقدما معًا عددا من الشخصيات المختلفة التي جسدت الواقع الاجتماعى فى ذلك الوقت، وخاض خلالها «الإمبراطور» التجربة الغنائية الأولى له بعد أن أقنعه بذلك الشاعر صلاح جاهين، ليغني مع «السندريلا» أغنية «هو وهي» تتر المقدمة، كما غنى بشكل منفرد ضمن أحداث المسلسل أغنية «اثبت»، لتتوالى بعد ذلك مشاركاته الغنائية فى أعماله السينمائية بعد نجاح تلك التجربة.

توفت سعاد حسني بعد 16 عاما من هذا المسلسل، وكان هذا الخبر كالصاعقة على الفنان أحمد زكي، الذي كان يعتبرها توأمه فى الفن، حيث رثاها بتلك الكلمات المؤثرة «إلى الفنانة سعاد حسنى، يا أكثر الموهوبين إتقانا وأكثر العباقرة تواضعا، وأكثر المتواضعين عبقرية، بوجودك ملأتِ قلوب البشر بالبهجة وبغيابك ملأتيها بالحزن، استريحي الآن.. اهدئي.. يا من لم تعرف الراحة من قبل.. يا من جعلت حياة الناس أكثر جمالا»، ليرحل بعدها بأربع سنوات فقط، تاركين خلفهما واحدًا من أبرز الأعمال التليفزيونية الاستعراضية.

دائمًا ما تحمل كواليس تصوير الأعمال التليفزيونية التي نجحت فى أن تدخل قلوب المشاهدين أسرارًا، ربما لم تنتشر وقتها ولكن لا تزال مثيرة للكثيرين حتى الآن.

شارك الخبر على