بعد دعوة عباس ونتنياهو لنهائي كأس العالم.. هل تصلح كرة القدم ما أفسدته السياسة؟
about 7 years in التحرير
يبدو أن النسخة الحالية من بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها روسيا، لن تخلو من الرسائل السياسية داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
حيث بدأ الأمر بإعلان الحكومة البريطانية عدم مشاركة أي من مسؤوليها في فعاليات البطولة لدعم المنتخب الإنجليزي على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، وصولًا إلى احتفال لاعبي منتخب سويسرا باستخدام شعارات سياسية في مباراتهم أمام منتخب صربيا.
ولم يتوقف الأمر هنا، حيث أشارت عدد تقارير وسائل الإعلام إلى قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لحضور المباراة النهائية من البطولة.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، إن نتنياهو ينظر في حضور المباراة المقرر إقامتها في 15 يوليو المقبل، على ملعب "لوجنيكي" في العاصمة الروسية موسكو، إذا أمكن تلبية متطلبات الأمن الإسرائيلية.
في وقت سابق، أعلن رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني جبريل الرجوب، أن عباس سيسافر إلى روسيا للمشاركة في المباراة، كما سيجتمع مع بوتين.
اقرأ المزيد: قبل انطلاق كأس العالم.. موسكو تحرز هدفًا في لندن
وقال الرجوب في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن الزعيمين سيبحثان "العلاقات الثنائية وآخر التطورات السياسية في المنطقة".
وأشارت عدد من التقارير إلى أن بوتين دعا عددا من زعماء العالم الآخرين إلى نهائي كأس العالم، إلا أنه لم يكن هناك أي مؤشرات على أن نتنياهو وعباس سيلتقيان أثناء وجودهما في العاصمة الروسية.
وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إلى أنه حتى لو كان نتنياهو وعباس في نفس المدينة في نفس الوقت، فهذا لا يعني أنهما سيلتقيان.
ففي عام 2013، كانا في العاصمة الصينية بكين في نفس اليوم، لكنهما لم يلتقيا ببعضهما البعض، كما أنهما كانا في نفس الوقت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، لكنهما لم يلتقيا أيضًا.
وكان بوتين حاول في السابق استضافة محادثات بين الزعيمين، حيث لم يجتمع نتنياهو وعباس في محادثات منذ عام 2010، واستمرت جهود السلام في التعثر منذ انهيار مبادرة الولايات المتحدة في أبريل 2014.
اقرأ المزيد: أهداف بوتين الدبلوماسية في كأس العالم
وذكرت الصحيفة العبرية، أن نتنياهو وعباس أعربا عن استعدادهما للقاء وجهًا لوجه، عندما دعاهما بوتين إلى إجراء محادثات في عام 2016، لكن جهود موسكو للتوسط في الاجتماع تعثرت وسط اتهامات متبادلة بأن الطرف الآخر غير راغب في التفاوض.
تأتي التقارير الخاصة باجتماع محتمل بين نتنياهو وعباس برعاية روسية، وسط دفعة أميريكية لتحريك خطة السلام الإقليمية التي أعاقتها السلطة الفلسطينية، بسبب غضبها من اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقرار نقل السفارة الأمريكية إليها.
وقام كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، بجولة في المنطقة الأسبوع الماضي، لكنه لم يلتق أي مسؤولين فلسطينيين.
وزعمت صحيفة "إسرائيل هايوم" العبرية المؤيدة لنتنياهو، في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي، أن مسؤولين كبار في مصر والأردن والسعودية والإمارات أشاروا للفريق الأمريكي إلى أنهم على استعداد لدعم خطة سلام إدارة ترامب حتى لو رفضت السلطة الفلسطينية ذلك، ولم يتم تأكيد هذا التقرير الذي نقل عن مصادر مجهولة في القاهرة وعمان.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تدخل فيها كرة القدم في قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث ألغى اتحاد كرة القدم الأرجنتيني، مباراة للمنتخب الأول للبلاد أمام نظيره الإسرائيلي، في إطار الاستعدادات لنهائيات كأس العالم، بعد ضغوطات عالمية.
اقرأ المزيد: إلغاء مباراة الأرجنتين بالقدس.. صفعة على وجه نتنياهو
حيث اعتبر العديد من أنصار القضية الفلسطينية، أن إقامة المباراة، يعتبر تأييدا واضحا لأعمال العنف التي يعاني منها الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي.
واتهم الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، السلطة الفلسطينية، بتهديد لاعبي المنتخب الأرجنتيني، وقرر تقديم اتهام رسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، ضد نظيره الفلسطيني.
حيث زعمت عدد من تقارير الصحف الإسرائيلية تلقي بعض نجوم المنتخب الأرجنتيني تهديدات حال تمت إقامة المباراة.