بابا مجرم.. مذبحة الرحاب وسم السحور وخنق أحفاد الفنان المرسي أبو العباس

ما يقرب من ٦ سنوات فى الموجز

صدى البلد - مني حسين - أحمد مهدي
«يزأر الأسد ولكنه لا يلتهم صغاره».. 3 حوادث قتل حدثت في الآونة الأخيرة ولعلهم كانوا الأبشع، حين كان الأب أسدا لم يزأر والتهم في تلك الجرائم صغاره في صمت، شهور تفصل حادث قتل أب لأبنائه بوضع سم في وجبة السحور بالجيزة، وواقعة قتل أب لأولاد وانتحاره خوفا عليهم من الديانة بالرحاب، إلي الخاتمة حين اقتلع أب قلبه من بين الضلوع، ومزق معايير الانسانية بمخالبه وقتل زوجته وبناته بمنطقة بولاق الدكرور.
أحفاد الفنان المرسي أبو العباسجريمة قتل بشعة.. ارتكبها الاب "صلاح المرسي" نجل الفنان المرسي أبو العباس، حين قرر قتل زوجته هبة عادل ربة المنزل، وابنتيه "جنة الله" الطالبة بالصف الثالث الإعدادي، و"حبيبة" البالغة من العمر 11 عاما، بمنطقة بولاق الدكرور، ليس ذلك فقط بل تجرد الاب من كافة المشاعر حين غافل زوجته أثناء صلاتها وخنقها وهي علي سجادة الصلاة.
120 ساعة تحريات مباحث120 ساعة من التحريات استغرقتها أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة، برئاسة اللواء إبراهيم الديب مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة، عمليات البحث عن المتهم بقتل الضحايا، إلي أن عثرت علي الأجهزة علي الخيط الأول أثناء مناقشة "رب الاسرة" عن طريق وجود خدوش في ذراعه، والذي قام بقتلهم ونوي الانتحار إلا أنه لم يتمكن وفشل في تنفيذ مراده وبقي وحيدا بعد رحيلهم.
خلال مناظرة النيابة لجثة الزوجة القتيلة، تبين وجود إصابات بجسدها، وكدمة بالعين واثار خدوش بالصدر والرقبة مما رجح مقاومتها للجاني فكلفت النيابة حينها الطبيب الشرعي بأخذ عينة من أسفل اظافرها لبيان مدى وجود اية بقايا جلود من عدمه، وأحالت النيابة الزوج إلي مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه بشأن بعض السحجات والخدوش التي عثر عليها بجسده ومطابقتها بالعينات المأخوذة من اظافر الزوجة.
15 ساعة من التحقيقاتوبدأت التحقيقات مع الأب "صلاح المرسي" بمعرفة نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية، بإشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول، علي مدار 15 ساعة، لمواجهته بما نسب اليه وكيفية تنفيذ الجريمة واسباب قتله لزوجته وابنتيه، وواجهت النيابة برئاسة المستشار محمد خالد، رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، ومحمد عمر، وكيل النيابة المتهم بالأدلة التي توصلت لها الأجهزة الأمنية بالجيزة بارتكابه الجريمة، ومن ثم أمرت بحبس المتهم، 4 أيام علي ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.
وكشفت التحقيقات قيام الاب المتهم بخنق الزوجة اثناء قيامها بأداء الصلاة، ومن ثم كتم أنفاس الطفلة الكبري "جنة الله" 12 سنة بـ "مخدة" بينما تعرضت الطفلة الصغيرة "حبيبة" 10 سنوات للخنق بـ"سلك تليفون"، وقال الزوج في مناقشات المباحث إنه خرج من منزله الساعة السادسة أمس لمشاهدة مباراة منتخب مصر مع روسيا على أحد المقاهي وترك زوجته وطفلتيه نائمات حتي تلقي اتصالا هاتفيا من شقيقه زوجته قرابة الساعة الواحدة صباحا تسأله عن شقيقتها نظرا لاتصالها هاتفيا بها وعدم ردها وقال الزوج انه انتابه القلق لتكراره اتصاله بزوجته وعدم إجابتها فعاد مسرعا إلى المنزل.
وأضاف الزوج أنه فور دخوله الشقة توجه إلى غرفة طفلتيه فعثر عليهما جثتين وأسرع تجاه غرفته فعثر علي زوجته ملقاة بين السرير والدولاب واكتشف فقدان مبلغ 340 ألف جنيه من دولاب غرفة النوم مشيرا الي انه باع شقة ورثها عن والده منذ 15 يوما والمبلغ المسروق كان ثمن الشقة.
جريمة ما قبل الأحدجريمة ما قبل الأحد، باعتبارها استغرقت عدة أيام على اكتشاف الجيران لها، بعدما انبعثت روائح كريهة فى مدينة من إحدى المدن الراقية بالقاهرة الجديدة، والتى لم تشهد حوادث مثل هذه الحادثة البشعة، حيث يقطن فى مثل هذه المدن أصحاب النفوذ والطبقات العالية والمثقفين، الذين أفاقوا في صباح يوم الأحد على مذبحة غريبة من نوعها وهي رجل أعمال يقوم بقتل زوجته وأولاده ويقوم بقتل نفسه لتراكم الديون عليه لتصبح الجريمة حديث السوشيال ميديا ومواقع التواصل ومدينة الرحاب بأكملها، فلم يجد مقاول وسيلة للتخلص من الديون والدعاوى القضائية، التى لحقت به سوى قيامه بإطلاق الرصاص على زوجته وأولاده الثلاثة ثم ينتحر.
مواقع التواصل الاجتماعىالجريمة أثارت جدلا واسعًا بين سكان الحي الهادئ حيث تداول السكان أخبارا ما بين أن الحادث انتحار أو انتقام، ففي البداية نشرت إحدي الصفحات التي تهتم بأخبار حي الرحاب علي "فيس بوك" أن الحادث انتحار، وأن الأب أطلق النيران علي أولاده وزوجته وبعدها انتحر، بسبب غرقه في الديون وعدم قدرته علي السداد.
ولكن التعليقات كشفت عن حالة من الجدل بين السكان، فمنهم من أكد أن الحادث انتحار والآخرين كذبوا الرواية مؤكدين أنهم لم يسمعوا صوت إطلاق رصاص خلال أمس أو الأيام الماضية ومنهم من أكد أن الجثث كانت مذبوحة وغارقة في الدماء وأنه عثر عليهم في حالة تعفن لوقوع الحادث منذ عدة أيام.
تحريات المباحثتحريات رجال المباحث كشفت عن الخيوط الأولية لجريمة القتل حيث تبين أن الأب يعمل فى مجال تجارة المقاولات وأنه قد جمع من المواطنين مبالغ مالية كبيرة ولكن تعثره فى السداد جعل الضحايا ينهالون عليه ببلاغات ضده وبعد فترة وجيزة صدر ضده العديد من الأحكام القضائية وأصبح ملاحق أمنيا ليصاب بحالة نفسية سيئة نتيجة لذلك.
وفى ليلة الحادث بالأمس والتى كانت نهاية زوجته " 43 سنة " و نجله " 22 سنة " ونجلته " 20 سنة " وأخرى " 18 سنة " على يده بعد أن أطلق الرصاص عليهم لتتحول فيلاتهم إلى بركة من الدماء وبعدها قام بإطلاق الرصاص على نفسه ليلقى مصرعه فى الحال.
وكشفت التحريات أنه بعد مرور 3 ايام اشتم السكان رائحة كريهة تنبعث من داخل الفيلا فتم إبلاغ الشرطة التى حضرت على الفور وقام رجال الأمن وخبراء المعمل الجنائى بمعاينة جميع مداخل ومخارج الفيلا وفحص المترددين عليها وكذا جار العمل على فحص سجل المكالمات الأخيرة للمتوفين بعد مخاطبة شركات المحمول لكشف غموض ملابسات الحادث، وأمر اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة بإخطار النيابة التى تولت التحقيق فى الحادث.
معاينة النيابةفيما كشفت المعاينة عن وجود المسدس المستخدم في الجريمة بجانب القتيل "الأب" كما تم العثور علي من فوارغ الطقلات بأنحاء متفرقة من المنزل، كما تم العثور علي طلقات الرصاص المستخدم في قتل الزوجة على "كنبة الريسبشن" والفتاة بطلقتين بجوارها ثم ابنيه أحدهم في المطبخ والآخر في غرفة النوم، كما تبين أن الأعيرة النارية المستخدمة في قتل الثلاثة أفراد والسيدة وزوجها هي ذاتها الأعيرة المنطلقة من أداة الجريمة بجانب جثة المجني عليه "مسدس غير مرخص"، كما تم العثور على جميع مصوغات الأسرة بالكامل ولم تتعرض الفيلا للسرقة مما يؤكد أن الحادث هو انتحار بسبب الديون المتراكمة وتبين من المعاينة اختفاء كلب يملكه أصحاب الفيلا، وعدم وجوده في أي مكان داخل محيط الفيلا، وكذلك أن إطارات السيارة فارغة من الهواء تمامًا.
تفريغ الكاميراتوانتهت النيابة من تفريغ كاميرات المراقبة الخاصة بالفيلا والفيلات التي بجانبها، وتبين عدم دخول أو خروج أي فرد من الفيلا غير سكانها خلال الأيام الماضية، وتستمتع النيابة إلي أقوال الجيران الذين أكدوا أنهم قاموا بإبلاغ الشرطة بعد انبعاث رائحة كريهة من الفيلا والتى كشفت عن جريمة القتل البشعة.
ما باليد حيلةبين الخوف على فلذة الكبد من زوج الأم سيئ السمعة، وصعوبات الحياة وقلة الحيلة، وقع الأب المكلوم فريسة للهموم حتى تسللت له أفكار - ما باليد حيلة - والتي انتهت بوضعه نهاية مأساوية لحياة ابنه وابنته لعدم قدرته على تربيتهما وخوفه عليهما من الضياع في بيت زوج الأم.
دبت المشكلات بمنزل العائلة الصغيرة المكونة من رجل وزوجته وطفليه منذ سنوات، بسبب ضيق الحالة المادية لرب الأسرة، وعدم قدرته على تسيير الأمور المادية للمنزل، حتى كانت بداية النهاية بانفصال الزوجين، وبدء مسيرة محاكم الأسرة لتحديد حاضن الأطفال ما بين الأم والأب، ولجوء الأب لزوجة جديدة لتربية أطفاله، والأم لزوج جديد "سيئ السمعة"، كما قال الأب المتهم.
الأب يقتل ابنائه بالسميسرد "إبراهيم. أ"، الأب المتهم بقتل أولاده عن طريق وضع السم في وجبة السحور، تفاصيل الجريمة، حين أغلقت أمامه جميع الطرق للحصول على وظيفة تدر له - لقمة عيش - ويستطيع من خلالها تسيير أمور الحياة لأولاده هايدي ويوسف، ولكنها جاءت جميعها بالفشل، ولم يتمكن الأب من التحصل على عمل ينفق به على أولاده.
حين تجلس للوهلة الأولى مع الأب المتهم تجد شخصا وكأنه عاد للحياة مرة أخرى بعد دفنه بمقبرة لأيام، وجهه مكسوّ بحزن شديد، تتضح عظام تلك الجمجمة المستديرة على جانبي منخاره، وسواد يظهر أسفل عينيه التي تمتلئ بالدموع، ويغطي ذقنه شعر كثيف للحيته التي أطلقها من "سوء النفسية"، يتحدث بصوت محشرج وكأن هناك من يدفع الكلمات من داخله: "جلست مدة أبحث عن عمل فلم أجد، وبحثت هنا وهناك، لطالما كانت تقتلني نظرات أبنائي غير المقصودة وأنا غير قادر على توفير متطلباتهم، وفي ذات الوقت كانت تراودني مخاوف ذهابهم إلى منزل أمهم، والعيش مع زوجها - سيئ السمعة - ومحاولته التعدي على هايدي ابنتي أو التحرش بها".
"أنا مش لاقي آكل يا باشا"، كلمات استجمع إبراهيم قوى جسده حتي يتلفظ بها، قائلا: "الحياة بقت صعبة، قررت أروح عند ربنا بيهم وهو يتولانا، لكن قدره كان أكبر مني وأخدهم وسابني في الدنيا".
سم الفئرانلحظات النهاية التي سردتها "نيرمين. م"، زوجة المتهم الثانية، قائلة: "ذهبت ليلة الحادث لصرف معاش والدتي، وحينما عدت إلى المنزل وجدت هايدي ويوسف وقد أصابتهما سخونية شديدة والعرق يتصبب منهما، فقمت بالاتصال بالإسعاف لنقلهمن خاصة أن حالتهما كانت غير مستقرة، وقمنا بالذهاب إلى مستشفى الهرم، حيث لقيت هايدي مصرعها قبل وصولنا، وبعد دقائق قام الأطباء بتحويل يوسف إلى معهد السموم، حتي توفي متأثرا بالسم".
وكشفت الأجهزة الأمنية، بمديرية أمن الجيزة، بإشراف اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، تفاصيل جريمة الأب المتهم بقتل أطفاله عن طريق وضع السم لهم في مشروب قبل وجبة السحور.
وتبين من التحريات والتحقيقات، برئاسة اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، التي أجريت عقب استقبال مستشفى الهرم لفتاة تدعي "هايدي. ا"، 13 سنة، طالبة، جثة هامدة، و"يوسف. ا"، 11 سنة، طالب، و"إبراهيم. ا"، ٣٩ سنة، سمكري، إثر اصابتهما بحالة تسمم غذائي، بأن والد الطفلين هو المتهم بوضع "سم فئران" لهما داخل كوب مياه.

شارك الخبر على