أردوغان يحكم قبضته على السلطة.. وصحف إسرائيل تصفه بالديكتاتور

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

في أكبر تحد انتخابي، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منتصرا على منافسيه في الانتخابات الرئاسية أمس، وهو الأمر الذي منحه سلطات تنفيذية واسعة، استطاع بموجبها إحكام قبضته على 81 مليون نسمة حتى عام 2023.

بالأمس، أكدت نتائج غير رسمية فوز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي شهدتها تركيا، في حين تصدّر "تحالف الشعب"، الذي يقوده حزب "العدالة والتنمية"، بالتعاون مع "الحركة القومية" الانتخابات البرلمانية، التي جرت بالتزامن، حسب الأناضول.

كانت النتائج الأولية قد أظهرت تقدّم أردوغان بحصوله على ما نسبته 52.8% من الأصوات، بعد فرز أكثر من 95% من الصناديق، في حين حصل منافسه، مرشّح حزب الشعب الجمهوري، محرم إنجه، على 30.7% من الأصوات، بحسب ما أوردته قناة "تي آر تي" التركية.

وفي ما يخص الانتخابات البرلمانية، فقد أظهرت نتائج فرز 94.5% من الأصوات فوز "تحالف الشعب" بنسبة 53.8%، بينما حصل حزب "العدالة والتنمية" وحده (جزء من التحالف)، على 42.6%، وحصد "تحالف الأمة" 34.1%، بينما كانت نسبة أصوات حزب الشعب الجمهوري 22.6%، يليه حزب الحركة القومية بنسبة 11.2%، ثم "الحزب الشعبوي الديموقراطي" بنسبة 11.66%.

اقرأ أيضًا: تركيا تنتخب رئيسها.. وأردوغان يتسلح باللاجئين خوفًا من الخسارة

من جهتها، عكفت الجماهير على النزول إلى شوارع أنقرة، عقب فرز صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتوالي النتائج الأولية التي أظهرت فوز أردوغان بمنصب رئيس الجمهورية لولاية ثانية، وحمل المواطنون الذين شكلوا مواكب بسياراتهم، أعلام تركيا ورايات حزب العدالة والتنمية.

ووفقًا لـ"الأناضول"، تتواصل الاحتفالات في عدد من الأماكن التي احتشدت الجماهير حولها، كالمقر العام لحزب العدالة والتنمية، والمجمع الرئاسي بالعاصمة.

كانت صناديق الاقتراع قد أغلقت في مراكز الاقتراع بعموم تركيا، عند الساعة الخامسة من عصر اليوم بالتوقيت المحلي، أي بعد تسع ساعات من انطلاق عملية التصويت، التي شهدت إقبالًا كثيفًا.

وحسب النتائج الأولية فقد بلغ إجمالي الصناديق 188.080 صندوقًا، وعدد الناخبين 59.354.840 ناخبًا، بنسبة اقتراع بلغت 87.15%، حسب الوكالة.

اقرأ أيضًا: الأتراك الجدد.. أردوغان يتحصن بالسوريين للفوز بالانتخابات

على جانب آخر، أكد رئيس المجلس الأعلى للانتخابات، سعدي جوفين، أن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ستعلن خلال 10 أيام أو11 يومًا، وفقا لـ"رويترز".

كان أردوغان قد أعلن وحزبه العدالة والتنمية متفوقين على المعارضة، التي اكتسبت زخمًا كبيرا في الأسابيع الأخيرة وبدا أنها قادرة على قلب النتيجة.

وسرعان ما عبرت المعارضة عن استيائها من إعلان النتائج، مؤكدة أنه من السابق لأوانه الإقرار بالهزيمة، لكن مرشح المعارضة الرئيسي محرم إينجه أقر بالهزيمة، إلا أنه وصف الانتخابات بأنها غير عادلة، محذرا من أن النظام الذي سيطبق في البلاد اعتبارًا من الآن خطير ويقوم على حكم الفرد، حسب زمان ترك.

من ناحية أخرى، علّقت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية على فوز رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية، قائلة: "تركيا في طريقها إلى الخراب السياسي".

اقرأ أيضًا: انتخابات تركيا على صفيح ساخن.. و5 مرشحين ينافسون أردوغان

"الصحيفة" رأت أن أردوغان يريد مصلحة الفلسطينيين فهو يتوق إلى إلحاق الضرر "بإسرائيل"، موضحة أن الانشقاق الذي خلقته أحزاب المعارضة بينها سمح لأردوغان بأن يظهر الوجه الحقيقي للديكتاتور أمام العالم".

المثير هنا أن رئيس السلطة محمود عباس كان واحدًا من أوائل الذين تقدموا بالتهنئة لأردوغان على انتصاره حتى قبل قادة حماس -الذين يعتبرون أقرب حلفاء الرئيس التركي- ولسبب وجيه بالنسبة لعباس يبقى الرئيس التركي الأمل الوحيد في الشرق الأوسط بعدما أدار قادته ظهرهم للفلسطينيين، وفقا لـ"فلسطين اليوم".

وتكتسب هذه الانتخابات أهميتها لكون النظام الرئاسي سيجري تطبيقه بعد تعديل النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي جمهوري في استفتاء أجرى في إبريل 2017.

وعانت تركيا فى الآونة الأخيرة من أزمات اقتصادية دفعت عملتها إلى مستويات قياسية متدنية خاصة مع تدخل الرئيس رجب طيب أردوغان فى السياسة النقدية ومطالبته مرارًا بخفض سعر الفائدة.

ويبدو أن سياسة السلطان كانت كفيلة بدفع وكالة "فيتش" للتحذير من أن ملف الائتمان السيادى لتركيا قد يتعرض لضغوط حال تقليص استقلال البنك المركزى بعد الانتخابات المبكرة المزمع عقدها فى البلاد.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على