من عامل نظافة لحارس إيران الأول في المونديال.. «الهارب على رضا» في سطور

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

يحتضن استاد موردافيا أرينا، مباراة منتخب إيران أمام البرتغال، اليوم الإثنين، في تمام الساعة الثامنة مساءً، ضمن مباريات الجولة الثالثة، لحساب المجموعة الثانية، التي تضم إسبانيا والمغرب، بمنافسات كأس العالم 2018، والمقامة في روسيا لأول مرة في تاريخها، حتى 15 يوليو.

ولم يتم حسم أي بطاقة للصعود لدور الـ16 من تلك المجموعة، سوى أن منتخب المغرب تبددت أحلامه في التأهل، فيما تتصارع البرتغال وإسبانيا وإيران على البطاقتين، حيث تتصدر إسبانيا المجموعة برصيد 4 نقاط بفارق الأهداف عن البرتغال التي تأتي في المركز الثاني، فيما تأتي إيران في المركز الثالث برصيد 3 نقاط، بينما تتذيل المغرب المجموعة بلا نقط.

ويُمكن القول أن مباراة اليوم، مواجهة شبه نهائية لكلا الطرفين، والاستثناء الوحيد هو أنه يُمكن للبرتغال الحصول على نقطة واحدة فقط لتضمن التأهل، بينما لا مجال أمام إيران إلا الظفر بكامل النقاط من أجل تحقيق هدف التأهل التاريخي، لذلك سنسلط الضوء في السطور التالية على حارس إيران «علي رضا بيرانفاند».

علي رضا بيرانفاند إبن عائلة بدوية، هرب منها ليعمل في مصنع ملابس، ثم في غسيل السيارات، ثم كعامل نظافة في الشوارع، قصّة حياة علي هي إلهام لألاف الناس، حيث كانت عائلته تتنقل بين الأرياف للعثور على العشب.

علي رضا بيرانفاند «الإبن الأكبر»، لذا من الطبيعي أن يعمل في سن مبكر، وظيفته الأولى كانت الرعي، وكلما وجد وقت فراغ، كان يلعب لعبة تدعي «دال باران» تقوم هذه اللعبة على رمي الحجارة لمسافات طويلة، وهذه اللعبة ساعدته على المدى الطويل.

وفي سن الـ12 من عمره، كان يتمرّن مع نادي محلي، وبدأ كمهاجم وعندما يتعرض الحارس لإصابة يقوم بتعويضه، وبعد فترة قرر أن يصبح حارس مرمى، لكن والده عارض ذلك بشدّة، كما أن والده كسائر الآباء في هكذا بلاد، ظن أن كرة القدم ليست مهنة، ولن تساعده في حياته، وكان يفضّل أن يصبح إبنه عامل بسيط.

علي رضا بيرانفاند في حواره مع صحيفة «الجارديان» البريطانية، قال: «والدي يكره كرة القدم، كان يريد مني أن أصبح عامل، لدرجة أنه قام بتمزيق ثيابي وقفازاتي عديد المرات».

وبسبب والده وأسلوب حياة عائلته، هرب علي لطهران، باحثًا عن فرصة في أحد الأندية الكبرى هناك، لتبدأت المعاناة الحقيقية، حيث إنه اقترض المال وسافر، وفي الحافلة قابل مدرب لفريق محلي، أخبره أنه سيسمح له بالتدرب مع فريقه مقابل 30 جنيه استرليني، لكن علي لم يكن يملك لا مال ولا مكان للنوم، ويقول في هذا الشأن: "كنت أنام أمام باب النادي، وأستيقظ صباحًا أرى الكثير من المال، والناس تعتقد أني متسول".

بعد أيام وافق المدرب على منح علي رضا بيرانفاند تجربة مجانية في النادي وطلب من كابتن الفريق دعمه، علي أيضًا عمل في مصنع ملابس يملكه والد أحد زملاءه في الفريق، وهناك أصبح ينام في المصنع، ووظيفته الثانية كانت العمل في غسل السيارات، وبسبب طوله الفارع، أصبح متخصصًا في تنظيف السيارات الرياضية متعددة الإستخدامات.

وفي أحد الأيام، واجه علي رضا بيرانفاند موقف صعب، حيث كان أسطورة كرة القدم في إيران علي دائي يريد تنظيف سيارته، وزملاء علي نصحوه بأن يتحدث مع مهاجم بايرن ميونخ السابق، على أمل أن يساعده في بدء مشواره بأحد الأندية لتتطور مسيرته.

لكن علي لم يأخذ بالنصيحة وفضل شق طريقه بنفسه، ويقول الحارس في هذا الشأن: "كنت متأكد من أن علي دائي سيساعدني لو أني طلبت منه ذلك، لكني كنت محرجًا من إخباره بوضعي الحالي وقتها".

وبعد ذلك، قابل علي رضا بيرانفاند مدرب نفط طهران وانتقل للعب هناك، النادي سمح له في البداية بالنوم في غرفة الصلاة، لكن بعد ذلك حظروا عليه ذلك.

ثم ذهب علي للعمل في محل بيتزا ليس لشيء، فقط كي يجد مكان ينام فيه ليلًا، لكن هناك تعرض لموقف محرج، مدربه في نفط طهران جاء لتناول البيتزا، ولم يكن يعلم أن علي يعمل هناك، وعلي كان محرج ولم يرغب في أن يراه المدرب، لكن مالك المتجر طلب منه أن يخدمه بنفسه فترك العمل.

علي واجه أقسى أيام حياته بعد ذلك، لم يجد عملًا يتيح له النوم فيه، في النهاية وافق على العمل في تنظيف الشوارع، أحيانًا كان عليه تنظيف حديقة كاملة، وكان من الصعب عليه أن يكون لائقًا للمباريات بعد كل ذلك المجهود الذي يبذله.

وبعد فترة تم طرده من نادي نفط طهران لأنه تدرب مع فريق آخر وتعرض للإصابة، ثم انتقل الى نادي يدعى حوما، وكان المدرب هناك مترددًا في منحه عقد، وشعر علي أن حلمه يموت، لكن مدرب نفط طهران تحت 23 عامًا اتصل به وأخبره أن الباب مفتوح له للعودة ما لم يكن قد وقع لفريق آخر.

ومن هنا بدأ نجم علي بالسطوع، وأصبح حارس نفط طهران الأول، واختير لمنتخب إيران تحت 23 عامًا في 2015، وأصبح حارس المنتخب الأول بعد عناء شديد، ليحقق علي 12 كلين شيت (رقم قياسي) في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا.

علي ختم حديثه لصحيفة الجارديان، قائلآ: «تعرضت للعديد من المواقف واللحظات والأيام العصيبة التي تجعل حلمك صعب المنال، لا أريد نسيان تلك اللحظات، فهي التي جعلتني الشخص الذي أنا عليه اليوم».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على