"أنوك ٢٠١٦" .. الدوحة ستشهد صراعا ثلاثيا في السباق لاستضافة أولمبياد ٢٠٢٤
ما يقرب من ٩ سنوات فى قنا
الدوحة في 01 نوفمبر /قنا/ تتواصل الاستعدادات والتحضيرات لاستضافة اجتماعات الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) يومي 15 و16 نوفمبر الجاري بمشاركة 206 دولة.
وستشكل الدوحة مسرحا لصراع كبير بين المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2024 خلال الاجتماعات حيث يشكل وجود نخبة من أصحاب القرار السياسي والرياضي في العاصمة القطرية مناسبة للمسؤولين عن ملفات المدن الثلاث ( لوس أنجليس وباريس وبودابيست ) لحشد المؤيدين والداعمين واستمالة المصوتين على وجه التحديد قبل ساعة الحسم.
ويعتبر وجود المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2024 أحد العوامل التي تجعل من اجتماع الجمعية العمومية للانوك في الدوحة محطة مهمة في تاريخ الجمعيات العمومية لما يتضمنه من أنشطة موازية تجعله يأخذ طابعا خاصا يكرس الدوحة مركزا جوهريا في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى واتخاذ القرارات التاريخية والحاسمة كذلك.
المؤكد أن مسؤولي ملفات المدن الثلاثة سيتواجدون في الدوحة في الأيام المقبلة وسينزلون بكل ثقلهم لاستمالة الناخبين و الشخصيات المؤثرة في دوائر القرار مستغلون تواجد الكثير من المسؤولين الرياضيين والسياسيين لحضور الجمعية العمومية للأنوك والحفل السنوي لتكريم الرياضيين المميزين في مختلف الألعاب.
وقد اختارت العاصمة الفرنسية باريس "الحلم الذي يجمعنا" شعار لحملتها من أجل الظفر بشرف تنظيم الحدث الأولمبي للمرة الثالثة في تاريخها بعدما استضافته مرتين عامي 1900 و 1924 وتحلم بعودة الرياضيين إليها مرة أخرى بعد مائة عام على آخر مرة تنافسوا فيها.
وسبق لباريس أن خسرت الرهان ثلاث مرات سنة 1992 أمام برشلونة و سنة 2008 أمام بكين و سنة 2012 أمام لندن وفي حال نجاحها في كسب الرهان هذه المرة فستكون المدينة الثانية التي تستضيف الأولمبياد ثلاث مرات بعد مدينة لندن.
وتم تخصيص مبلغ 35 مليون يورو لتشييد منشآت رياضية جديدة في ضواحي العاصمة من أجل تأكيد الرغبة الفرنسية في احتضان الحدث. وهذا لم يمنع من وجود شكوك حول نية الفرنسيين في المنافسة حتى النهاية بعدما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس يوم 15 أكتوبر 2014 نية المدينة للترشح لاحتضان المعرض العالمي إكسبو 2025، وقد تأكد ذلك في نوفمبر 2014 عندما أعلنت آن هيدالغو عمدة باريس أن المدينة قد لا تستطيع مواجهة التحديات الخاصة بملف الترشيح متحدثة عن إمكانية الترشيح لأولمبياد 2028 لكن ذلك لم يمنعها من تقديم دعمها لملف ترشيح المدينة لأولمبياد 2024 قبل أن يوافق مجلس باريس في أبريل 2015 على ملف الترشيح.
وعلى غرار باريس، تطمح مدينة لوس أنجليس الامريكية لاستضافة الأولمبياد للمرة الثالثة بعد نسختي 1932 و 1984 ويعتبر الأولمبياد الخاص الذي استضافته صيف 2015 ثاني أكبر حدث رياضي يقام في المدينة منذ أولمبياد 84 فكان الإعلان رسميا عن نية الاستضافة بتاريخ 26 أبريل 2014 عندما أعلنت لجنة كاليفورنيا الجنوبية للألعاب الأولمبية ترشيح المدينة رسميا لتحظى بعد ذلك بدعم اللجنة الأولمبية الأمريكية.
واختارت لوس أنجليس "اتبع الشمس" شعارا لها في إيحاء للمناخ الدافئ للمدينة والجو المشمس الذي يجعل شروق الشمس وغروبها المتواصل وعد بغد أفضل.
وفي يناير 2016، أعلنت لجنة لوس أنجليس عزمها تخصيص 2 مليار دولار لتشييد ملعب جديد وبناء القرية الأولمبية في الحرم الجامعي لجامعة كاليفورنيا وفي شهر يونيو الماضي وافقت ولاية كاليفورنيا على اعتماد مبلغ 250 مليون يورو للوفاء بالتزامات المدينة في حال فوزها بتنظيم الألعاب بما فيها تحديث ملعب لوس أنجليس التذكاري.
أما المدينة الثالثة، العاصمة المجرية بودابيست، فتعتبر الأضعف حظا بين المدن المرشحة لكونها تنافس باريس ولوس أنجليس اللتان تعتبران الأوفر حظا لاستضافة الحدث سنة 2024 لكن بلوغها هذه المرحلة يعتبر إنجازا في انتظار تأكيد نجاحها في المرحلة الثانية وبلوغها المرحلة الثالثة والحاسمة من سباق الترشح.
ففي يناير 2015 قررت اللجنة الأولمبية المجرية تقديم ترشيح مدينة بودابيست لاحتضان ألعاب 2024 وفي يوليو من السنة ذاتها وافق البرلمان المجري على دعم ملف المدينة وبعدها اعتمد مجلس مدينة بودابيست قائمة المنشآت الخاصة بالاستضافة في 28 يناير 2016.
وسبق لمدينة بودابيست أن خسرت خمس مرات سنوات 1916 أمام برلين و1920 أمام أنتويرب البلجيكية و 1936 أمام برلين مرة أخرى و 1944 أمام لندن و 1960 امام روما.
ولم تكن المدن الثلاثة فقط المعنية بسباق الترشح لاستضافة الأولمبياد فإلى حدود سبتمبر الماضي كانت العاصمة الإيطالية روما واحدة من المدنية المعنية بالأمر قبل أن تعلن فيرجينيا راغي عمدة روما عن انسحاب المدينة من المنافسة يوم 21 سبتمبر 2016 وهو ما تأكد بسحب الملف رسميا يوم 11 أكتوبر الماضي بدعوى أن الاستضافة ستغرق المدينة في ديون ثقيلة وترهن مستقبلها.
وبعد هذا القرار توالت ردود الفعل الغاضبة من خطوة مسؤولي الملف الإيطالي الذين انتقدوا بشدة انسحاب روما معتبرين أن القرار ناتج عن تدخل سافر للسياسة في الموضوع وتأثيرها على دوائر القرار في إيطاليا.
يشار إلى أن "أنوك" هو أحد أهم ثلاث منظمات رياضية في العالم، بجانب اللجنة الاولمبية الدولية، والاتحادات الدولية، وهو مسؤول عن برنامج التضامن الأولمبي وعن دعم اللجان الاولمبية الوطنية وحقوق مشاركتها في دورات الألعاب الأولمبية، ومنذ أن تم اختيار الشيخ احمد الفهد رئيسا للانوك في 2012 وتم تجديد الثقة فيه حتى 2018 أصبحت"أنوك" جسرا بين اللجان الاولمبية وبقية الاتحادات والمنظمات الرياضية في العالم فهي المسؤولة عن حماية وتعزيز مصالح اللجان الأولمبية الوطنية في العالم، ودعم مهمتهم لتعزيز القيم الأولمبية وقد ارتفع عدد اللجان الوطنية المعترف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية إلى 206 لجان أولمبية.