نكشف أسرار إقامة المنتخب في «جروزني» وكيف تأثر أداء الفراعنة سلبًا في المونديال؟
about 7 years in التحرير
مع تأهل المنتخب لمونديال روسيا 2018 تسابق الجميع بدءًا من وزير الشباب والرياضة السابق خالد عبد العزيز وحتى أصغر عضو في مجلس إدارة اتحاد الكرة للظهور، والتأكيد على أنهم السبب الرئيسي في تحقيق هذا الإنجاز، وأنهم وفروا عوامل النجاح للجهاز الفني واللاعبين، لكن مع بدء ظهور الأزمات أثناء البطولة، وآخرها اختيار مدينة جروزني للإقامة، وتأثير ذلك على مستوى الفريق، نظرًا للإرهاق الشديد، الذي تعرض له اللاعبون، بدأ الجميع يهرب من المسؤولية، وأصبح كل طرف يلقي بالمسؤولية على الآخر، فاتحاد الكرة يحملها للجهاز الفني والعكس.
اختيار جروزني
توجه وفد من الجهاز الفني والإداري إلى روسيا لاختيار المدينة، التي سيقيم فيها المنتخب أثناء خوض منافسات كأس العالم، ووقع الاختيار على مدينة جروزني في روسيا "عاصمة الشيشان" للإقامة بها، بمباركة من اتحاد الكرة، وعلل محمود فايز مُحلل أداء منتخب مصر اختيار هذه المدينة بأنها بلد مسلم في روسيا وتقاليده وعاداته تتوافق مع أجواء رمضان في مصر، وهو مبرر غريب جدا، نظرًا لأن المنتخب سافر يوم 10 يونيو أي قبل نهاية رمضان بأربعة أيام فقط.
اللافت أن المنتخب أقام في المدينة 3 أيام فقط، أيام 10 و11 و12، وسافر يوم 13 إلى المدينة التي تستضيف لقاء أوروجواي في افتتاح مشوار الفراعنة بالمونديال، التي أقيمت يوم 15 من نفس الشهر، فهل اختار المنتخب الإقامة في مدينة، جعلته الأكثر سفرًا بين كل المنتخبات المشاركة في المونديال، لأنها تتمتع بأجواء مسلمة يعيشها اللاعبون لمدة 3 أيام فقط ؟! ووصلت المسافات التي قطعها الفراعنة، في السفر من جروزني إلى المدن التي استضافت مباريات الفريق القومي إلى 5268 ميلا، بل إن الأكثر جدلًا، أن المنتخب هو الفريق الوحيد في المونديال الذي يقيم في جروزني.
أيضًا ما يثير الدهشة وراء اختيار جروزني هو أن درجة الحرارة في البلد تصل إلى 28 و29 درجة مئوية في الوقت الذي يخوض فيه الفراعنة مبارياتهم في درجة حرارة تصل إلى 7 و8 درجة مئوية، وهو ما يؤثر بالطبع على اللاعبين أثناء خوض المباريات.
الدول العربية تحرج الفراعنة
في الوقت الذي ساق فيه مسؤولو المنتخب سببا غريبا لاختيار جروزني، وهو أنها بلد إسلامي نجد أن المنتخبات العربية لم تفكر بهذه الطريقة، واختار كل منهم أماكن قريبة من الملاعب، التي تستضيف مبارياتهم، فالمنتخب السعودي الذى يقع في نفس المجموعة مع منتخبنا الوطني أقام في مدينة روستوف، بينما يقيم منتخب المغرب في مدينة فارونيج، ويقيم منتخب تونس في موسكو.
فندق الإمارات ورئيس الشيشان
تبين خلال الأيام الماضية، أن الفندق مملوك لولي عهد الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، وافتتحه في شهر مايو الماضي، وكشف مصدر بالجبلاية، رفض ذكر اسمه، أن الجانب الإماراتي تحدث مع مسئولي اتحاد الكرة من أجل إقامة المنتخب في هذا الفندق حتى تكون خير دعاية للمكان.
كما حرص رئيس الشيشان رمضان قاديروف على استغلال وجود محمد صلاح نجم منتخب مصر وليفربول الإنجليزي في المدينة مع بعثة الفراعنة، من أجل زيارة التدريب وتحية الجماهير بصحبة صلاح، الذي يحظى بشعبية كبيرة في هذا البلد المسلم، وجاء تصرف رئيس الشيشان لتحسين صورته بين أبناء شعبه.
حقيقة الإقامة مجانًا
وأكد إيهاب لهيطة، مدير منتخب مصر في تصريحات خاصة، أن الجهاز الفني واتحاد الكرة، لم يكن لديهم علم أن الفندق مملوك لولي العهد في الإمارات، موضحًا أن اتحاد الكرة يتحمل نفقات الإقامة، وما تردد أن الإقامة مجانية غير صحيح إطلاقًا.
وتابع أنه قام بجولة في أكثر من مدينة في روسيا، وحصل على موافقة ومباركة الجهاز الفني للمنتخب قبل اختيار أي مدينة منهم، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن يتدخل لدى جهاز المنتخب لإثنائه عن قرار خاص به، لأن هذه مسئولية الجهاز الفني في المقام الأول.
كيف تأثر المنتخب؟ ومن يتحمل المسؤولية؟
لا شك أن إقامة المنتخب في مدينة جروزني شكل حملًا بدنيًا على اللاعبين، نظرًا لطول مسافات السفر، إلى جانب الحالة البدنية المتراجعة للاعبي منتخب مصر في الأساس، وهو ما أثر سلبيًا على مستوى الفريق القومي في مبارياته، خاصة مع تمسك عدد من اللاعبين بالصيام خلال فترة الإعداد التي تزامنت مع شهر رمضان الكريم، بما يعني أن اتحاد الكرة والجهاز الفني للمنتخب، شركاء في الشكل، الذي ظهر به الفريق القومي في مونديال روسيا، حيث لم تتم مراعاة مثل هذه التفاصيل الصغيرة، التي دفع منتخب مصر ثمنها في مباراتي أوروجواي وروسيا.