٤ حقائق صادمة عن «زيزينيا».. عمر الشريف رفض التمثيل فيه

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

هل كنت من متابعي مسلسل «زيزينيا»؟ وهل تعلم أنه قد مر نحو 21 عامًا على عرض الجزء الأول «الولي والخواجة» و18 عامًا على الجزء الثاني «الليل والفنار»؟، لا تفكر كثيرًا.. نعم، قد مرت سنوات طويلة على واحدة من روائع الدراما المصرية والتي ألفها السيناريست أسامة أنور عكاشة وعزفها الفنان الكبير يحيى الفخراني وأشرف على إخراجها المخرج جمال عبد الحميد، والتى حكت عن جزء كبير من تاريخ مصر، وتحديدًا خلال أربعينيات القرن الماضى؛ من خلال «بشر عامر عبد الظاهر» الذى تجمع أصوله بين مصر وإيطاليا، فأيهما برأيك انتصر فى أن يجذبه نحوه؟

يبدو أن هناك بعض القنوات قررت أن تعيد عرض عدد من الأعمال الدرامية القديمة والتى حققت نجاحًا كبيرًا، ومن بين تلك الأعمال مسلسل «زيزينيا» الذي يعرض على قناة on دراما، الذى حملت كواليسُه الكثير من الحقائق المثيرة والتى قد تغير فكرك تمامًا عن العمل، وتجعلك تتخيله من أول وجديد، لكن مع تغيير جزء من الشخصيات وتكشف لك عن حكايات وتطورات فى الشخصيات لم يتحقق لها أن تخرج للنور.

1- أيهما كان يستحق هذا الدور؟

«أنا السؤال والجواب.. أنا مفتاح السر وحل اللغز.. أنا بشر عامر عبد الظاهر».. تلك الكلمات التي افتتح بها الفنان يحيى الفخراني مسلسل «زيزينيا» ملخصًا حالة الارتباك التي تدور داخله ما بين جذوره المصرية وأصوله الإيطالية، والذى أبدع فى تقديمها ولا يمكن أن نتخيل فنانًا آخر يلعب هذا الدور، لكن الحقيقة أنه اعتذر في البداية عن الدور بسبب علمه بأنه مسلسل يتكون من أجزاء والتى ترهق الممثل كثيرًا، وكان حينها قد انتهى من خماسية «ليالي الحليمة»، وتم ترشيح الفنان فاروق الفيشاوى، الذى وافق ثم عاد واعتذر قبل التصوير، -وهنا الحظ لعب دوره- ليعود الدور مرة أخرى إلى «الفخراني»، الذي وافق عليه فى المرة الثانية.

2- أسرار تغير النجوم

شخصية «عايدة» فى المسلسل لا تقل أهمية عن البطل المحوري «بشر»، لذلك لم يكن الاختيار بين النجمات حينها سهلًا، حيث رشحت فى البداية الفنانة ميرفت أمين والتى كانت فى عز تألقها، لكنها اعتذرت، ليذهب الدور إلى الفنانة ليلى علوى التى وافقت وبدأت البروفات التحضيرية للعمل، لتفاجئ الجميع وتنسحب قبل التصوير من أجل مسلسل «التوأم»، فيقع الاختيار على آثار الحكيم  التي أنقذت الموقف، وأجادت في تقديم الشخصية، حيث كانت إضافة لدغة بحرف الراء لـ«عايدة» من اقتراحها، لكنها لم تستكمل الجزء الثاني، وحلت الفنانة هالة صدقى بديلة عنها، لتلغي تلك اللدغة، وتبرر ذلك بأنها لا تريد تقليد أحد.

الفنان يحيى الفخراني في حوار مع «الشرق الأوسط» عام 2000، قال إنه رفض أن يدلي برأيه فى هذا التغيير المفاجئ، لكنه مع بدء تصوير أول المشاهد بينه وبين هالة صدقى، شعر بالطمأنينة لأنه لمس روح «عايدة» بها، وهذا أهم شيء كان يبحث عنه، كما حلت الفنانة ماجدة الخطيب بديلة عن زيزي البدراوي، التي اعتذرت قبل التصوير عن دور «فرانشيسكا»، وأيضًا شخصية «بياضة» كانت ستلعبها فى البداية نرمين الفقي، ولكنها فى اللحظات الأخيرة كان الدور من نصيب لوسي.

3-  الخواجة من؟

عرضت شخصية «الخواجة جيوفاني» على الفنان العالمى الراحل عمر الشريف، الذى رفضها، ويقول: فى حوار سابق له عام 2002، «في مسلسل زيزينيا رفضت الدور الذي قدمه جميل راتب لأن المسلسل نفسه لم يعجبني، أنا لازم أحب الدور اللي هاعمله وإلا ما أعملوش خالص».

4- خلافات حادة تصل إلى الأزمات المرضية

بعد النجاح الذى حققه الجزء الأول وتألق الممثلين الذين حظوا بشعبية كبيرة من خلاله، حدث تغيير كبير في الجزء الثاني، حيث اعتذر الكثير منهم عن استكمال المسيرة، وبينهم: إيمان، التي قدمت شخصية «سيلفانا»، وحلت محلها الفنانة مادلين طبر، وجليلة محمود بدلًا من نجوى فؤاد بشخصية «بديعة عصفور»، وريهام عبد الغفور بدلًا من منى زكي بشخصية «ألفت»، ومحمود عزت بدلًا من أحمد السقا فى دور «فتحى»، بينما حالت إصابة الفنانة سماح أنور بشلل، دون استكمال دور «إكرام» لتكمله الفنانة نهى العمروسي.

على ما يبدو أن الخلافات أفسدت عددًا كبيرًا من الأعمال الدرامية التي لم تخرج إلى النور، فمثلما حدث مع الجزء الثالث من «المال والبنون»، تكرر الأمر مع «زيزينيا»، فكما عودنا «عكاشة» بحبه فى تقديم الأعمال الملحمية، كان هناك خطة لتقديم ثلاثية من المسلسل، لكن خلافه مع المخرج جمال عبد الحميد، حال دون اكتماله، إذا كان يرى أنه ليس من حق المخرج أن يتدخل فى السيناريو ويحذف جزءا من التفاصيل، فى المقابل كان يرى «عبد الحميد» أن حذف تلك التفاصيل الصغيرة لن يضر، وهذه وجهة نظره، وتطورت الأزمة حتى قررا أن لا يعملا معًا، رغم صداقتهما الطويلة، ليضطر اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى تأجيل مشروع الجزء الثالث، حتى تهدأ تلك الخلافات.

ويقول المخرج جمال عبد الحميد، فى أحد الحوارات الصحفية: «بسبب تلك الخلافات والتى بدأت مع تصوير الجزء الثاني، أصبت بأزمة صحية كادت أن تعصف بتاريخي الفني الطويل بلا أية أسباب منطقية»، لذلك انتهى الجزء الثالث، بعد فشل وساطة كل المقربين منهما في أن يقربوا وجهات النظر بينه وبين أسامة أنور عكاشة، على رأسهم الفنان يحيى الفخراني.

كان الجزء الثالث من المسلسل سيشهد أحداثا تاريخية أخرى وهى ثورة يوليو ونصر أكتوبر، وتطور شخصية «بشر عامر عبد الظاهر» بعد هذه الأحداث الجديدة.

فى النهاية، لا أحد يستطيع أن ينسى مسلسل «زيزينيا»، والتتر الرائع الخاص به، الذي حمل كلمات أحمد فؤاد نجم وألحان عمار الشريعي وغناء محمد الحلو، وربما حقق شهرة فاقت شهرة العمل نفسه، وما زالت تلك الكلمات تتردد تغزلًا فى محافظة الإسكندرية، «اسكندرية تانى وآه م العشق يانى.. والرمل الزعفرانى على الشط الكهرمانى.. والسحر اللى احتويته والبحر اللى احتواني.. والبحر أبو ألف موجة والموجة بألف حالة.. وانا المغرم صبابة باسكندرية يابا».

شارك الخبر على