افتتاح قاعة المدافن بعد تجديدها أمام الجمهور اعتباراً من ٢٦ يونيو ٢٠١٨

ما يقرب من ٦ سنوات فى البلاد

تم مؤخراً الانتهاء من أعمال تجديد قاعة المدافن في متحف البحرين الوطني وستفتح أبوابها لاستقبال الزوار اعتباراً من 26 يونيو 2018. وقد استغرقت أعمال التجديد نحو خمس سنوات، تم خلالها إعادة تصميم القاعة بالكامل وفق أحدث التطورات في مجال المتاحف، وتحديث محتوياتها لتواكب آخر ما توصلت إليه البحوث الأثرية، الأمر الذي يوفر تجربة متحف معززة وجذابة تدعم مهمة المتحف الوطني. وجاءت أعمال إعادة التصميم لتحقق ثلاثة أهداف رئيسية، هي: تعزيز مساحة العرض بشكل كبير، والسماح للمتحف بعرض أحدث مجموعة لها بوسائل متعددة التخصصات تشمل آخر البحوث الأثرية، والتواصل مع شريحة أوسع من الجمهور.

وبهذه المناسبة توجهت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالشكر لداعمي تجديد قاعة المدافن، مؤكدة إن الثقافة وسيلة هامة للحفاظ على الإرث الإنساني لمملكة البحرين. وأوضحت معاليها أن قاعة المدافن تراعي في تصميمها الجديد أعلى المعايير العالمية في العروض المتحفية، معربة عن سرورها أن يتزامن افتتاح هذه القاعة مع اجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين، حيث سيزور الحاضرون متحف البحرين الوطني وقاعة المدافن بحلّتها الجديدة.

ودعم مشروع تجديد قاعة المدافن كل من: شركة البحرين للسينما، المحرّق مول، عقارات السّيف، رتاج، شركة تسهيلات البحرين والبنك الأهلي المتّحد. كما وساهم عدد من الفنانين في دعم تجديد القاعة وهم: معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية، عبد الرحيم شريف، بلقيس فخرو، عباس الموسوي، علي المحميد، سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، الشيخة مروة بنت راشد آل خليفة، الشيخة حنان بنت حسن آل خليفة، عمر الراشد، زهير السعيد، مياسة السويدي، عادل العباسي وعلي حسين ميرزا. 

وتشكل تلال المدافن الدلمونية المنتشرة في المناطق الشمالية والغربية من البحرين تقليداً جنائزياً أصيلاً وفريداً استقطب اهتمام المسافرين على مر القرون. هذه المدافن التي بنيت بين حوالي 2250 إلى 1700 قبل الميلاد تعكس قيام وانحسار حضارة دلمون المبكرة على الجزيرة وأيديولوجية المجتمع الذي أنتجها. ومع أن تقليد بناء تلال المدافن فوق الأرض أخذ يتلاشى تدريجياً بدءاً من عام 1700 قبل الميلاد، ظلت الطقوس الجنائزية تحظى بأهمية جوهرية في حياة الدلمونيين خلال العصر البرونزي الوسيط (دلمون الوسيطة) والعصر الحديدي (دلمون المتأخرة). وعلى الرغم من التمدد العمراني المتسارع منذ سبعينيات القرن العشرين، تبقى تلال المدافن المحفوظة أبرز المعالم الأثرية في مملكة البحرين وأكبر مجموعة من المدافن التي تعود إلى العصر البرونزي في العالم بأسره.

وفي هذا السياق، تم في قاعة المدافن الدلمونية الجديدة المحافظة على تلال المدافن الدلمونية الأصلية المعاد بناؤها التي كانت تشكل محور الردهة في تصميمها السابق، مع تعزيز العرض وإعطاء شرح أوفى عن المجموعة وإستخدام تركيبات الوسائط المتعددة الجديدة. كما تم بالإضافة إلى ذلك تنظيم المعرض الجديد بحيث يحدد للزوار مساراً واضحاً يركز على تقاليد الدفن من عصر دلمون، ما يمنح للزوار فهماً وتقديراً أفضل للقيمة التاريخية المتفردة التي تتمتع بها تلال المدافن الأيقونية في البحرين والمدرجة حالياً في القائمة المؤقتة للتراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

وضم فريق عمل متحف البحرين الوطني الدكتور بيار لومبارد مستشار الأثار بهيئة البحرين للثقافة والآثار والدكتورة نادين بقسماطي – فتوح مستشارة المتاحف بالهيئة. وعمل على تصميم المعرض شركة ديديه بلان بينما قام بتركيب القطع شركة إينو، أما العروض البصرية والسمعية فعمل عليها كل من شركة لاميدوز والنوران. وجاء تصميم الجرافيكس من قبل نويمي لولييافر أما تصميم الإضاءة فكان من قبل الكسي كوسومان. أما خزائن العرض والغرافيكس فكانت من تنفيذ كيبوكس وأما الحواجز المعدنية ولوائح الشرح المعدنية فعملت عليها شركة إنفلوونس ميتال. واشتغل على مجسّم التلال أتولييه فورما أوبيس ونفّذ التصميم سيتس نيون من مملكة البحرين.

على هامش افتتاح قاعة المدافن، شهد متحف البحرين الوطني محاضرة للدكتور ستيفان تورب لاورسن مساء اليوم الموافق 22 يونيو 2018، حيث كشف الدكتور لاورسن خلال محاضرته تفاصيل كتابه الذي يعرض نتائج آخر البحوث الأثرية في تلال مدافن عالي الملكية. بالإضافة إلى سرد تاريخ ظهور نظام الملكية في البحرين في  فترة دلمون المبكرة حوالي 2250 – 1600 ق.م. ويُذكر أن الكتاب يُباع في متجر الهدايا بالمتحف الوطني،

شارك الخبر على