النفط يرتفع بفعل انخفاض المخزونات الأميركية

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 بغداد - فينا / رويترز - المدى
ارتفعت أسعار النفط أمس (الأربعاء) مدعومة بانخفاض في مخزونات الخام التجارية بالولايات المتحدة، وفقد سعة تخزين في ليبيا المنتجة للنفط. وانخفضت مخزونات الخام الأميركية ثلاثة ملايين برميل إلى 430.6 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في 15 حزيران (يونيو) الجاري، وفقا للتقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي أمس. وفي الساعة 06:53 بتوقيت غرينيتش، كانت العقود الآجلة لخام «برنت» مرتفعة 40 سنتاً بما يعادل 0.5 في المئة إلى 75.48 دولار للبرميل، مقارنة مع أحدث إغلاق لها أمس.وزادت عقود الخام الأميركي «غرب تكساس الوسيط» 36 سنتاً أو 0.6 في المئة لتسجل 65.43 دولار.وقال المتعاملون إن تراجعاً في الإمدادات الليبية نتيجة لانهيار صهريج تخزين تقدر سعته بأربعمئة ألف برميل قد ساعد أيضاً في دفع الأسعار للصعود.من جانب آخر يجتمع وزراء «منظمة الدول المصدرة للنفط» (اوبك) في فيينا مع كبار المنتجين الآخرين يومي الجمعة والسبت، في وقت يتوقع المراقبون أن يشهد توتراً كبيراً مع وجود اختلاف في الآراء بشأن مراجعة حجم الإنتاج وزيادته أو الإبقاء عليه. ويتوقع أن تحتدم أجواء الاجتماعات بين الدول الـ24 من أعضاء «أوبك» وشركائها الذين يمثلون أكثر من 50 في المئة من الانتاج العالمي من الخام. وبعض هذه البلدان غير قادر على استئناف استخراج النفط ويعارض مراجعة أهداف الحد من الانتاج المتفق عليها منذ نهاية 2016 وحتى نهاية 2018.وليس أمام عملاقي النفط، روسيا غير العضو في «أوبك»، والسعودية وهي إحدى ركائزها، سوى بضعة أيام لإقناع «الكارتل» والبلدان العشرة الأخرى في مقدمها إيران التي تعارض مراجعة الانتاج، نظراً إلى أنه قد يخفض أسعار النفط، في وقت لا تستطيع زيادة عمليات الاستخراج بسبب العقوبات الأميركية. وفي روسيا، تجد شركات النفط الخاصة صعوبة متزايدة في تبرير عدم زيادة استخراج النفط أمام مساهميها وعدم الاستفادة من ارتفاع الأسعار. إذ أدت أهداف خفض الانتاج التي حُددت في نهاية 2016، إلى ارتفاع سعر الذهب الأسود إلى أكثر من 70 دولاراً في الربع الثاني من 2018، بعدما انخفض لفترة وجيزة إلى أقل من 30 دولاراً في أوائل عام 2016. وأفادت «وكالة الطاقة الدولية» بأن عدداً قليل من البلدان قادر على زيادة الانتاج فعلياً وهي السعودية وحليفتاها الإمارات العربية المتحدة والكويت، وكذلك روسيا. أما بالنسبة للآخرين، فمن الأفضل الابقاء على أهداف الانتاج على ما هي عليه لبيع إنتاجها المحدود بسعر مرتفع. وفي السياق، توقعت لجنة فنية في «أوبك» هذا الأسبوع، أن يظل الطلب العالمي على النفط قوياً في النصف الثاني من 2018، ما يشير إلى أن بمقدور السوق استيعاب المزيد من إنتاج المنظمة. ولفت أحد المصادر إلى أن استمرار «أوبك وحلفائها في الإنتاج عند مستويات أيار ، فإن السوق قد تسجّل عجزاً في الأشهر الستة المقبلة». وصرح مصدر آخر قائلاً إن "توقعات السوق في النصف الثاني قوية»، في وقت أشار أحد المصادر إلى أن «بعض الدول بما في ذلك الجزائر وإيران وفنزويلا، أكدت خلال الاجتماع أنها مازالت تعارض زيادة إنتاج الخام" .إلى ذلك، قال رئيس شركة «لوك أويل» ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا وحيد علي كبيروف أمس، إن إنخفاضات الإنتاج العالمية يجب أن تُقلص بمقدار النصف»، وإن "الشركة قد تستأنف إنتاج النفط عند مستويات ما قبل الإنخفاضات في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر" . وفي السياق، أبلغ وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك الصحافيين، إن «روسيا تنوي اقتراح زيادة إنتاج الدول الأعضاء في اتفاق أوبك والمستقلين بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً»، قبيل أيام من توجهه إلى فيينا لحضور الاجتماع. وأضاف أن «السوق تنمو والطلب على النفط ينمو، ونلاحظ بالفعل توازناً في السوق" . ولم يذكر نوفاك حجم زيادة الإنتاج التي قد تنفذها روسيا، قائلاً إن «الأمر يتوقف على طاقة كل شركة»، لافتاً إلى أن «من المنطقي تنفيذ الزيادات في الربع الثالث من السنة، عندما يصل الطلب على النفط إلى ذروته، على أن يُعقد اجتماع في أيلول (سبتمبر) للنظر في رد فعل السوق" . وفي الإطار، أظهر جدول الصادرات الروسية أن من المتوقع زيادة صادرات الخام والشحنات العابرة من روسيا إلى 63.36 مليون طن في ربع السنة من تموز (يوليو) إلى أيلول (سبتمبر) مقارنة بـ 62.45 مليون للفترة من نيسان (أبريل) إلى حزيران (يونيو)، ما يعني زيادة بنحو 20 ألف برميل يومياً. وفي الشأن الإيراني، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، إن «المشاكل في سوق النفط سياسية وليست ناجمة عن اختلال العرض والطلب». ونقل موقع «معلومات وزارة النفط الإيرانية» (شانا) عن زنغنه قوله قبل توجهه إلى فيينا، إن «المشكلة الحالية في سوق النفط هي نتيجة للتوتر السياسي الذي أحدثه الرئيس الأميركي دونالد ترامب»، لافتاً إلى أن «ترامب يرغب في سعر نفط مرتفع لدعم الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة، على رغم هجومه العلني على أوبك بشأن سعر النفط المرتفع»، مشيراً إلى أن "مهاجمة أوبك تهدف إلى تجنب ضغوط الرأي العام لزيادة أسعار النفط" . وكان العراق قد رفض فكرة زياد الانتاج على لسان وزير النفط جبار علي اللعيبي خلال الاسبوع الماضي حيث قال إن علينا أن لانبالغ كثيراً في حاجة السوق النفطية الى ضخ مزيد من النفط في الوقت الحاضروالتي قد تسبب ضرراً كبيراً للاسواق العالمية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على