رواية هشام الخشن الجديدة «حدث في برلين» بالمكتبات

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

طرحت الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع بالمكتبات منذ أيام رواية "حدث في برلين" للروائي هشام الخشن.

فى التعريف بالرواية الجديدة تضمن البيان الإعلامى أنها: "الرواية تدور أحداثها في الفترة ما بين نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، وتتمحور الفكرة الرئيسية للرواية حول هروب فلول النازيين خلال هذه الفترة من برلين ولجوئهم لمصر، والصراع الهائل بينهم وبين الموساد الإسرائيلي، وعمليات الاغتيال التي دبرها الموساد بحقهم، كذلك حياتهم بمصر وعملهم بمشاريع الصواريخ في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر. في "حدث في برلين" استطاع الخشن بأسلوبه الأدبي أن يمزج بشكل بديع بين الأحداث والحقائق التاريخية والخيال، كما أن الرواية سلطت الضوء بشكل كبير على الجانب الإنساني ومعانة النازيين بعد هزيمة هتلر في الحرب العالمية الثانية وانهيار ألمانيا".

من السطور التعريفية السابقة بالرواية الجديدة يمكننا أن نتوقع أن هشام الخشن مازال "أسيرا" للموضوعات والأجواء التى عرفت بها رواياته ومجموعاته القصصية، وربما يكون فى ذلك مدفوعا بذلك النجاح اللافت، وبتلك الطاقة المدهشة حقا على الكتابة المنتظمة، فهو إذ اتجه، فى العام 2010، إلى الأدب؛ مفضلا إياه على الهندسة المدنية التى عمل بها لسنوات، صنع إيقاعا لاهثا فى مسيرة أدبية قصيرة أنتج فيها مجموعتين قصصيتين وست روايات؛ بواقع عمل فى العام، وهو بذلك؛ وبكل المعايير النقدية، شديد الغزارة، فإذا علمت أن بعض تلك الإصدارت طبعت لست مرات خلال سبع سنوات، لأضفت إلى "الغزارة" علامة "الأكثر مبيعا وطباعة".

البداية كانت بالمجموعة القصصية "حكايات مصرية جدًا"، الدار المصرية اللبنانية (2010)، التى حمل غلافها عنوانا فرعيا لا معنى له، كأنه فائض لغوى، فماذا سيضيف للعنوان أن تقرأ "حكيات من واقع الحياة المصرية"، تلك الحكايات قد يستهوى بعض القراء وقع بعض الجمل فيها، جمل من نوعية: "ولكننا مصريون، نحن نجرح الخصوصيات بلا قلب أو ندم"، أو "ودون أحداث حزن حقيقية في حياتها تحولت تقاطيع وجهها إلى مرآة مآسٍ، وكأنه جزء من الأمومة المصرية أن يكون وجهها حزينًا".

فى العام التالى؛ العام الأكثر صخبا فى حياة مصر المعاصرة، أصدر "الخشن"؛ عن نفس الدار، روايتين: "ما وراء الأبواب" (182 صفحة)، و"7 أيام في التحرير" (152 صفحة)، الرواية الأولى قدم لها الدكتور جلال أمين، فوصف "الخشن" بأنه: " بالحكاء من الطراز الأول"، مستدلا على مقولته بأن "أول فقرة فى الكتاب، يمسك بيد قارئه، ويحثه على السير معه، والإنصات له، حتى يتم قراءة القصة"، وفى مقدمة لـ "الخشن" نفسه ذكر "إن أحداث الرواية تتناول دراما عائلة من أغنياء مصر الحاليين"، ويصفهم بـ "الأثرياء الذين اعتمدوا على أنفسهم حتى وصلوا إلى ثراؤهم".

الرواية الثانية؛ كما يبدو من عنوانها بوضوح، تتناول ثورة يناير، فتحكى عن مجموعة من السكان من شارع واحد (شارع حسين حجازي، المتفرع من شارع القصر العيني، والموازى للشارع الذى يقع فيه مجلسى: الوزراء والشعب، المتقابلين) يجمعهم ميدان التحرير فى أوقات مختلفة حسب تفاعل كل منهم مع الأحداث...منهم: وهم من مشارب متنوعة؛ ففيهم: الإخواني والقبطي، ورجل الأعمال، وعضو الحزب الوطني المتنفذ، ومنهم الشاب الثائر وطالب كلية الشرطة.

ينخفض الإنتاج فى العام التالى (2012) لرواية واحدة، لكنه يدشن الأسلوب والموضوع والأجواء: "آدم المصرى" (196 صفحة)، وأيضا من إصدار "الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع". "آدم"؛ الشخصية التى حملت الرواية اسمه وصفته "الأصلية"، محام إنجليزي من أصل مصري، تنتهي حياته بطريقة غامضة، وربما استوحى الخشن حبكة الرواية من حادثى انتحار (موت، اغتيال) الفنانة سعاد حسنى والذى اعقبه بسنوات حادث انتحار(موت، اغتيال) رجل الأعمال المصرى أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؛ والذى مازالت تطارد ذكراه اتهامات الخيانة والعمالة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلى "الموساد".

وبالرغم من ان سكوتلانديارد ادرجت الحادثتين كانتحار الا ان الكثير من المصريين حاكوا النظريات التى تشير الى ان كل من سعاد حسنى واشرف مروان لم ينتحرا بل ان جريمتى قتل محبكة تعددت فيها الأسباب وتشابكت الاحداث هى إلى أودت بحياة كلا من الضحيتين.

تعرض الراوية للكثير من تفاصيل البيئة التي يلتقي فيها الكثير من السياسيين ورجال الأعمال والأطباء وغيرهم من الشخصيات المصرية التي تعيش فى لندن بشكل مغاير لما يُعرف عنها في القاهرة. ثم تناول؛ يبدو عابرا ومن السطح، لمواضيع عدة شائكة: أوضاع الأقباط فى مصر، الموت الرحيم، الأمن والإرهاب، أحوال المرأة، الاغتصاب، وأخيرا قصة حب مبتورة.

وفى "دويتو" الصادرة عام 2013؛ عن "الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع"، أيضا، يخوض "الخشن" تجربة الإصدار المشتركة مع رشا سمير، وهى طبيبة أسنان صدر لها: تكتب عامود أسبوعى بجريدة "الفجر"، كما سبق وأن صدر لها؛ بخلاف "دويتو"، أربع مجموعات قصصية: (معبد الحب)، (حواديت عرافة)، (حب خلف المشربية)، (يعنى إيه راجل)، وروايتين (بنات فى حكايات)، و(جوارى العشق)، والمجموعة؛ التى تقع فى 260 صفحة، تحتوى على 18 قصة قصيرة قام "الخشن" بكتابة 8 منها، وقامت بكتابتهما "رشا"، بكتابة 8، فى حين اشتركا فى كتابة القصتان الأخيرتان، وربما من هذا التقسيم جاء اسم المجموعة؛ فكلمة "دويتو" ذات الأصل الإيطالية، والمستخدمة بالأساس فى الغناء لتعنى غناء لشخصين يقوم كل واحد منهما بغناء فقرات محددة، وقد يشتركان فى غناء مقاطع آخرى.

فى العام التالى (2014) يقوم "الخشن" بثلاثة تغيرات "شكلية"؛ فيغير "الجنس الأدبى" ويعود إلى الرواية، ثم يغير ناشره، ويذهب بروايته الجديدة "جرافيت"؛ التى تقع فى 222 صفحة، وهى بذلك أطول رواية له حتى وقت صدورها، إلى "مكتبة الدار العربية للكتاب"، ليحقق بها (الرواية) ومعه (ناشره الجديد)، أولى النجاحات على صعيد التغطية النقدية والاعتراف "المؤسسى"، فى التغطية النقدية يبرز ما نشرته جريدة "المصرى اليوم" خلال أقل من شهرين؛ فكتب الدكتور صلاح فضل، فى يوليو 2014، عرضا للرواية تحت عنوان "هشام الخشن يُبدع لوحة «جرافيت» ناعمة"، وفى سبتمبر كتب عنها علاء الديب فى زاويته الأسبوعية "عصير الكتب" تحت عنوان "عن حسن البنا.. ودرية شفيق"، ثم ذهبت الرواية مرشحة إلى "البوكر" العربية، لكنها لم تفز.

علاء الديب أثار أسئلة كثيرة فى عرضه، ترك بعضها دون إجابة، فأشار، أولا، إلى مسألتين باديتين من أى عرض لسيرة "الخشن" الأدبية: أنه "فى 2011(!) ذلك العام المشهود، أخرج هشام الخشن عملين: «وراء الأبواب» الذى يقول إنه تم إنتاجه كمسلسل تليفزيونى، ثم «7 أيام فى التحرير» الذى يقول عنه أيضا إنه يتم إنتاجه كمسلسل. بقى له عملان «آدم المصرى» رواية 2012. وفى عام 2013 مجموعة قصصية بعنوان «دويتو»."، ثم تساءل: "على ماذا يدل هذا الإنتاج الغزير المتدفق؟".

وكتب "الديب" فيما يشبه الإجابة وما يشبه النقد "فى سنوات قديمة أفادت السينما الأدب فى بعض الأساليب والحيل فى أسلوب الكتابة، والتقطيع، والعودة إلى الماضى. أما الآن فإن السينما والمسلسلات التليفزيونية تخطف عين الأدباء عن بناء الشخصية من الداخل، وعن التأمل والتفكير داخل العمل الفنى. عن كتابة روح الشخصيات والأماكن: عن إقامة علاقة مع القارئ، وليس مجرد إخباره بالأحداث والوقائع.

لا أريد أن أستطرد فى هذا الشعور الذى أصبحت وأصبح غيرى يلاحظه فى الإنتاج الغزير، الذى يتدفق، ويكاد يحجب «صورة الأدب» الذى يتوارى خلف سطوة الأجهزة الجديدة. خاصة رعب المسلسلات التليفزيون سلطان العصر وجحيمه!!".

ثم ببصيرة لافتة يذكر "أعتقد أن أى متابع عادى للصحف أو لقنوات التليفزيون قد سمع عنها أو قرأ تقديما لها. فالرواية والكاتب يسيران فى طريق نجوم الأدب الجدد الذين تصاحبهم حملات دعائية غير مسبوقة"، فبعد أقل من عامين نشرت الصحف هذا العنوان "هشام الخشن يتعاقد مع وكالة C.A.T" وجاء فى تفاصيل الخبر "وقع الكاتب والروائي هشام الخشن عقد تعاون مع مؤسسة C.A.T وهي الوكالة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط المتخصصة بإدارة أعمال النجوم والموهوبين". ويعتبر الخشن أول روائي ينضم للوكالة التي ستتولى مهمة تسويق رواياته تلفزيونيا وسينمائيا في المرحلة المقبلة .

عمرو قورة الرئيس التنفيذي للوكالة اعتبر الحصول على توقيع الخشن تأكيدا أن الوكالة تسير في خطوط متوازية تسعى من خلالها لدعم كل المواهب في جميع المجالات الفنية ولا تحصر نفسها في دائرة مغلقة. وشدد قورة على أن الخشن من الأسماء التي صنعت جمهورا واسعا في السنوات الخمس الأخيرة، ونال إشادات نقدية ركز معظمها على أن مضمون رواياته يصلح لأن يراه الجمهور العريض عبر شاشات السينما والتلفزيون".

بصيرة "الديب" مدهشة إذا ما سعى القارئ إلى المزيد من المعلومات عن "مؤسسة C.A.T" فالأحرف الثلاثة هى اختصار لوكالة "كرياتيف آراب تالانت (CREATIVE ARAB TALENT)"، ومن تعريفها لنفسها نطالع التالى: "أول وكالة من نوعها في مصر والشرق الأوسط لرعاية وإدارة الفنانين والموهوبين في جميع المجالات الفنية. تضم الشركة عددا كبيرا من المواهب المتميزة في مجال التمثيل والإخراج والكتابة والغناء والتلحين وغيرها من أصحاب المواهب المتميزة، وذلك بالتعاون مع وكالة ذا آرتيست بارتنرشيب في إنجلترا ولوس أنجلوس والتي بدورها سوف توفر فرصا متبادلة لترشيح فنانين أجانب للعمل في السوق العربي وإتاحة الفرص للفنانين المصريين والعرب في المشاركة للعمل في السوق الأجنبي. انطلقت الوكالة في شهر مايو 2015 وتعمل الوكالة ما بين القاهرة ودبي وأبو ظبي وبيروت ولوس أنجلوس من خلال فروعها في تلك الدول".

فى العام التالى، وبإيقاع منتظم، وعن ناشره الجديد، صدرت رواية "تلال الأكاسيا" فى 200 صفحة، وفى حفل توقيع الرواية الذى أقيم فى مكتبة القاهرة الكبرى ذكر "الخشن" أنه بدأ فى الكتابة منذ عام 2009 بأول مجموعة قصصية تحت عنوان "ما وراء الأبواب"، ثم ذكر أن محمد رشاد اقترح عليه كتابة رواية جديدة فكتب "تلال الأكاسيا" التى تختلف كثيرا عن باقى أعماله الأدبية وحققت له نقلة مختلفة فى كتابة الروايات، ومحمد رشاد هو الناشر المعروف، ورئيس اتحاد الناشرين العرب، وهو مالك الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع التى عاد إليها هشام الخشن بروايته الجديدة "حدث فى برلين".

شارك الخبر على