دخول الإيرانيين لبنان دون ختم.. هل يحول مطار بيروت إلى قاعدة للحرس الثوري؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

دخول الإيرانيين لبنان دون ختم.. تشجيع للسياحة أم تحايل على العقوبات؟

في الوقت الذي تحكم فيه إيران قبضتها على لبنان عبر ذراعها الرئيسية، حزب الله، الذي يسعى إلى تنفيذ كل ما تطلبه طهران، بعيدا عن مصالح البلاد، أثارت الأنباء المتداولة حول السماح للإيرانيين بالدخول والخروج من لبنان دون ختم جوازات السفر الخاصة بهم حالة من الجدل داخل لبنان.

وقد تم تداول أنباء حول السماح للإيرانيين بالدخول إلى لبنان دون ختم جوازات سفرهم، مما أدى لخروج العديد من التكهنات حول هذا القرار الذي أثار العديد من علامات الاستفهام.

الأنباء المتداولة حول القرار تقول إن السفارة اللبنانية في طهران، أعلنت أنّ جوازات السفر الإيرانية لن تختم بعد الآن في مطار بيروت سواء عند الدخول أو عند المغادرة.

وزارة الخارجية اللبنانية لم تنف إعلان سفارتها هذا الإجراء لكنها أكدت في بيان لها، أن الأمن العام هو من اتخذ هذا القرار بالنسبة للمسافرين الإيرانيين، لافتا إلى أن دور الوزارة ينحصر في الإبلاغ عنه فقط.

اقرأ أيضا : الحرس الثوري الإيراني.. ورقة ضغط كندية للإفراج عن مزدوجي الجنسية

 

تشجيع للسياحة

السفير اللبناني لدى طهران حسان عباس قال إن السلطات اللبنانية وتحفيزًا للإيرانيين على زيارة لبنان وتشجيع القطاع السياحي، قررت السماح لهم بدخول البلاد والخروج منها من دون ختم الأمن العام على جوازاتهم، مكتفية بختم بطاقات منفصلة وهو إجراء يطبق على الفلسطينيين الذي يحملون جوازات السلطة الفلسطينية.

ويواجه عدد كبير من الإيرانيين، الذين كانوا يسافرون إلى لبنان أو سوريا أو العراق بهدف السياحة مؤخرا، مشكلات كبيرة في حصولهم على تأشيرات سفر إلى البلدان الأوروبية وكندا والولايات المتحدة، وباتت السفارات الأوروبية ترفض إصدار تأشيرات لهم، تحسبا من أن يكونوا قد شاركوا في المعارك مع القوات الإيرانية في تلك البلدان، بحسب "رأي اليوم".

تحايل على العقوبات

في المقابل يرى البعض أن اتخاذ قرار كهذا في هذا الوقت لا ينفصل عن كل المستجدات الحاصلة بالمنطقة، ويربطه خبراء بسببين أساسيين، هما نقل الأموال تجنبا للعقوبات الأمريكية، وانتقال الإيرانيين إلى بيروت ومنها إلى سوريا، حيث يشاركون في القتال.

كما يشير آخرون إلى أن هذا الإجراء جديد بالنسبة إلى الإيرانيين؛ لكنه يطبّق منذ سنوات بالنسبة إلى عدد من الدول، وقد ينفّذ أحيانا أيضا بناء على طلب المسافر إذا كانت لديه الأسباب المقنعة، إلا أنهم نفوا ما يتم التداول به بأن هذا الأمر كأنه دخول بطريقة غير شرعية، مشيرين إلى أن المواطنين الإيرانيين يدخلون إلى لبنان من دون تأشيرة نتيجة اتفاق بين البلدين منذ عام 2010.

اقرأ أيضا : تشكيل الحكومة الجديدة.. لبنان في مهمة صعبة

النائب في القوات اللبنانية وهبي قاطيشا يصف الإجراء بـ"المخالف للقوانين والدستور"، مؤكدا "أن إجراءات كهذه تخفي خلفها أهدافا غامضة وغير قانونية، وتدل على أن لبنان بات بلدا مستباحا، وهو ما نرفضه ولن نقبل به".

قاطيشا أوضح أن الهدف من هذا القرار هو إما نقل أموال وإما تسهيل انتقال أشخاص يخضعون لعقوبات وملاحقين دوليا، كإدخال عناصر في الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان، ومنه إلى سوريا، بحسب "الشرق الأوسط". 

قاعدة للحرس

كما يشير الصحفي والخبير الأمني في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية رامان غافامي إلى أن هذه الخطوة ستجعل سفر عناصر الحرس الثوري والقادة أسهل من أجل تفادي العقوبات.

كما أشار محللون إلى أن هذا الإجراء يعد فرصة لتحويل مطار بيروت إلى قاعدة للحرس الثوري الإيراني ولنشاطاته ونشاطات حزب الله، بحسب "جنوبية".

صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية كانت قد نشرت تقريرا عن استخدام حزب الله مطار رفيق الحريري ببيروت كقناة لإدخال الأسلحة والمخدرات إلى لبنان.

وأضاف التقرير أن حزب الله يسمح لعناصر الحرس الثوري الإيراني باتخاذ مطار الحريري مقرا للعمليات، بما في ذلك نقل الأسلحة والمقاتلين لبؤر القتال في الدول الأخرى، بحسب "الحرة".

اقرأ أيضا : وزير خارجية لبنان يثير أزمة أممية مع مفوضية اللاجئين

الحرس الثوري الإيراني يرسل مسلحيه لعدد من دول المنطقة، لتأجيج الصراع والتدخل في شؤون الدول لتعقيد الأزمات، مثل ما يحدث في سوريا والعراق واليمن.

ومع إقحام حزب الله نفسه في الصراع بسوريا، وتصنيفه منظمة إرهابية من قبل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، فقد لجأ الحزب إلى تمويل تكلفة تلك الحرب والعقوبات على إيران، من خلال مصادر تمويل مختلفة شكلت المخدرات الجزء الأكبر منها.

ولطالما كانت إيران الممول الرئيس للحزب وأنشطته منذ التأسيس، لكن العقوبات المفروضة عليها أنهكت اقتصادها وعطلت كثيرا من قدراتها.

بدورها أعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني أمس، أن الأنباء المتداولة غير صحيحة، إلا أنها أكدت في الوقت ذاته أنها تعتمد إجراء متاح أمام رعايا عدد من الدول الوافدين إلى لبنان وللراغبين منهم فى وضع أختام الدخول والخروج على بطاقات مستقلة ترفق بجوازات سفرهم، نافية صحة ما تردد حول إلغاء ختم الدخول والخروج للمسافرين الإيرانيين الوافدين إلى لبنان.

اقرأ أيضا : خلاف حاد بين موسكو وطهران بعد نشر قوات روسية قرب لبنان

ومن خلال ما سبق فإن ما يتم تداوله عن التسهيلات التي أعلنتها سفارة لبنان في طهران، إن صحت، فهذا يدل على أن لبنان بات رسميا تحت الغطاء الإيراني، هذا الغطاء الذي لن يجلب إلا مزيدا من العقوبات الاقتصادية على لبنان هذه الدولة المصابة أساسا بالعجز والتي أصبحت على حافة الانهيار وسط وضع اقتصادي مترد.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على