الأحجامُ المنفوخة التي نفَّسها قانونُ الانتخاب الجديد لن تُعيد نفخَها تغريدةٌ من هنا أو غَشاوة جديدة أمام العين من هناك

ما يقرب من ٦ سنوات فى تيار

مقدمة نشرة الـotv:
 
 في عيد الفطر السعيد، تَصوَّروا لو أن اللبنانيين استيقظوا على عيديةٍ من نوع آخر... كأن يفاجئ وليد جنبلاط نفسَه قبل الآخرين مثلاً، فيغرِّد قائلاً: "إن عهدَ ميشال عون ناجحٌ من أولِ لحظة".
تخيَّلوا حينَها، ردَّ فعلِ الناس:
البعضُ كان بادر فوراً إلى التكرار: حقاً، "كلن يعني كلن". ميشال عون كالآخرين.
بعضٌ ثان، كان قال: ميشال عون باع المهجَّرين. نسي المهجَّر والمهجِّر، وبينهما الصندوق الشهير، ومعهما مليون ونصف مليون نازحْ سوري وأكثر، كبَّدت مأساتُهم اقتصادَنا الوطني خسائرَ بمليارات الدولارات.
بعضٌ ثالث، كان علّق: الكلام على التوازن العائد إلى الجبل ذهب أدراج الرياح، وكان مُجرَّد شعارٍ للصرف الانتخابي، والنتيجة أنهم "دافنين الشيخ زنكي سوا".
لكن، بما أن العيدية الجنبلاطية جاءت في الاتجاه الآخر، فلنسأل معاً عن السبب:
هل هو شعورٌ مُستجِد بالإنسانية، حَضَرَ اليوم تُجاه النازحين السوريين الأشقاء، بعدما غاب أمس عن أبناء الوطن الواحد، لا بل الجبل الواحد، والبلدات والقرى الواحدة؟
هل هو سعيٌ إلى توريط دولة شقيقة في شأن داخلي كتشكيل الحكومة أو سِواه، بعدما وقَّت التغريدة إثر زيارةٍ إليها، وَصَفَها بالممتازة؟
هل ضاق ذَرعاً بالعودة السياسية المُحَقََقة إلى الجبل، وبالعودة الاقتصادية والإنمائية والإدارية المُرتقبة إليه، حيث فاز نوابٌ بأصوات الناس والمكوِنات، وبلا "منية وتربيح جميلة"؟
هل هي مجردُ فكرةِ العودة تَقُضُ المِضجَع، ولو كانت هذه المرة تعني نازحين سوريين، لا مهجَرين لبنانيين؟
هل مُجردُ ذِكْر الأجراس، ولو كانت أجراسُ عودةِ نازحين أشقاء الى بلادِهم، يعذِب الضمير، ويُذكِر بأجراسٍ سُرقت، وعيشٍ مشتركٍ سُحِلْ، ومصالحة يُريدها مجردَ إسمٍ للائحة في الانتخابات؟
هل هو إمعانٌ في الإقصاء، وإصرارٌ على الاحتكار، وتمسكٌ بالإلغاء؟
هل أصابه الملل في تلك البعقة من العالم حيث يسوح، متغنياً بطبيعة، دمَّرها في بلدِه، فقرر أن يتسلى بالناس؟
أسئلة كثيرة، وأجوبة أكثر. أما الواقع، فواحدٌ فقط لا غير:
الزمن تبدَّل، والشعارات الفضفاضة لا تُبدِل في واقع الحال: الميليشيات المدنية التي فَتَكَت بالدولة منذ الطائف، عهدُها انتهى، تماماً كما ولى عهدُ الميليشيات العسكرية.
أما الأحجامُ المنفوخة التي نفَّسها قانونُ الانتخاب الجديد، فلن تُعيد نفخَها تغريدةٌ من هنا، أو غَشاوة جديدة أمام العين من هناك.
وعيدية وليد جنبلاط الفعلية، التي وَصف فيها العهد بالفاشل، فعلامةٌ مضيئة في سِجل الرئيس القوي، ووسامُ شرفٍ يُعلَّق على صدره. أفلم يقل الشاعر يوماً: "وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ... فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ"؟

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على