إذا كان لكل قاعدة استثناء، فالاستثناء المحلي الوحيد هو جبران باسيل

ما يقرب من ٦ سنوات فى تيار

عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العليا للدولة، أيُّ دولة، تنحدر الشكليات إلى أسفل سلَّم الأولويات، ويصبح الجوهرْ هو الأساس.إذا طبَقنا هذا المعيار على المستوى الدولي، لا يمكن اعتبار دونالد ترامب وكيم جونغ أون مثلاً، خائنين لبلديهما في الحدّ الأقصى، أو مقصِّرَيْْن في حقِهما في الحدِ الأدنى، ولو أن خطوتَهما اليوم في سنغافورة، خَرَقت كل المحظورات، وقَلبت كل المقاييس، وانقلبت على كل ما سبق، ما دامت المصلحة العليا الأميركية والكورية الشمالية وفق قراءتِهما، مؤمَنة.وإذا انطلقنا من المعيار عينِه على المستوى المحلي، لا يمكن اعتبار نديم بشير الجميل على سبيل المثال، خائناً للقضية التي استُشهد في سبيلها والدُه، أو مقصراً في حقِها على الأقل، إذا طالب-ولو متأخراً- بالتنسيق مع النظام السوري في موضوع النازحين، وفق تغريدتِه الشهيرة أمس.على المستويين الدولي كما المحلي، هذا هو المعيار، وتلك هي القاعدة.وإذا كان لكل قاعدة استثناء، فالاستثناء المحلي الوحيد هو جبران باسيل:إذا نبَّه من عدم ضبط النزوح، هو عنصري.وإذا التقى بنظيرِه السوري للبحث في الموضوع تحت سقف الأمم المتحدة، هو يتحدى المجتمع الدولي.وإذا أرسل بعثةً لتتحقق من ممارسات منظمةٍ دولية على أرض لبنان تُعرقل عودةَ النازحين، هو يستهدف علاقات لبنان الخارجية.وإذا اتخذ اجراء أولياً في حق تلك المنظمة، كِيلت في حقه الشتائم، وسِيقت أقسى العبارات، ونُعت بأبشع الصفات.أما المصلحة العليا للدولة اللبنانية في ملف النزوح، ففي خبر كان. والشكل المتمثل باللقاءات والإجراءات، يتقدم على الجوهر وهو حلُ أزمة النزوح.بهذه البساطة، يُختصر المشهد اليوم.لكن في المقابل، الأمر ليس بهذه البساطة. فالتراجع أو الاستسلام لا يبدوان من الخيارات المطروحة.إجراءات الخارجية أُبلغت رسمياً إلى المفوضية أمس، والمتابعة مستمرة يومياً للموضوع حتى التصحيح، وإلا فالمزيد من التدابير، دائماً تحت سقف الصلاحيات، ومصلحة الوطن والشعب.مصلحةٌ لا تتحقق إلا ببناء لبنان القوي، الذي أكد تكتلُه اليوم أنه انتُخِب مستقلاً ويبقى مستقلاً.لبنان القوي الذي يشكل الجيشُ اللبناني عمودَه الفقري. جيشٌ، تسلم اليوم دُفعةً ثانية من طائرات السوبرتوكانو في قاعدة حامات. 

شارك الخبر على