كأس العالم تنطلق بغياب العديد من نجوم اللعبة مع الأمل ببروز آخرين

ما يقرب من ٦ سنوات فى كونا

من روجيه زياده (تقرير)

الكويت - 12 - 6 (كونا) -- لا شك أن حلاوة أي بطولة رياضية كبرى تتمثل في الفرق المشاركة والنجوم الذين تضمهم وهو حال كأس العالم في كرة القدم التي تبدأ عجلاتها بالدوران في روسيا بعد أيام معدودة.
وفي حين أن البطولة تشهد مشاركة منتخبات عريقة ونجوما يعتبرون الأبرز على الساحة الدولية إلا أن هناك جانبا مقابلا يتمثل في الغيابات عن هذه البطولة سواء لجهة المنتخبات أو اللاعبين البارزين والذين سيفتقدهم جمهور الكرة لا سيما ان بعضهم بات من الوجود المعتادة على مسارح البطولات في الفترة الأخيرة.
وفي جانب المنتخبات ستفتقد البطولة بشكل خاص منتخبين عريقين هما منتخب إيطاليا حامل اللقب أربع مرات كان آخرها عام 2006 في ألمانيا ومنتخب هولندا وصيف البطل لثلاث مرات آخرها عام 2010 في جنوب أفريقيا.
وإذا كان عدم تأهل المنتخب الإيطالي غير مفاجئ نظرا لمروره بمرحلة انتقالية تشهد بناء جيل جديد من اللاعبين يضاف الى ذلك عدم كفاءة المدرب جانبييرو فنتورا الذي استبدل مؤخرا بروبرتو مانشيني فإن عدم تأهل المنتخب الهولندي لثاني بطولة كبرى على التوالي بعد غيابه عن كأس الأمم الأوروبية 2016 في فرنسا يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول ما الذي يجري في صفوف "الأورانج" في ظل التخبط بالجهازين الإداري والفني.
مهما يكن فإن غياب هذين المنتخبين سيترك فراغا كبيرا إذ معهما يغيب نجوم كبار من أمثال الحارس العملاق جيان لويجي بوفون والجناح الطائر أرين روبن.
وإضافة الى هذين المنتخبين يسجل غياب منتخب الولايات المتحدة الحاضر الدائم منذ دورة عام 1994 أي لست دورات متتالية وهو كان الممثل الدائم مع المكسيك لشمال ووسط القارة الأمريكية.
كما فشل منتخب تشيلي بدوره في التأهل وهذا حدث بارز خصوصا عندما نعلم أنه حامل لقب آخر بطولتين في كاس أمم أمريكا "كوبا أمريكا" وهو المنتخب الذي يضم نجوما معروفين أبرزهم ألكسي سانشيز وأرتورو فيدال.
وفي خانة المنتخبات الغائبة أيضا يمكن إدراج كل من النمسا واليونان بطلة أوروبا عام 2004 فضلا عن باراغواي من أمريكا الجنوبية.
أما من حيث النجوم الذين سيغيبون عن الكأس فهؤلاء يمكن تقسيمهم الى ثلاث فئات تظهر سبب غيابهم أولها عدم تأهل منتخبات دولهم وثانيها تعرضهم للإصابة وثالثها قرار المدربين باستبعادهم عن التشكيلة لأسباب مختلفة.
في الفئة الأولى يبقى الحارس الإيطالي بوفون الأبرز فهو بطل العالم في عام 2006 وأحد افضل حراس المرمى في العالم رغم بلوغه 40 عاما.
والى جانب بوفون هناك عدد من نجوم الكرة الإيطالية في خط الدفاع ولا سيما الثنائي جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي اللذان كانا سيخوضان آخر بطولة كبرى مع المنتخب لو تأهل.
في الجانب الهولندي ستفتقد الجماهير الى الجناح الطائر أرين روبن الذي كان يمثل خلال السنوات الماضية روح المنتخب البرتقالي وكذلك الى أغلى مدافع في العالم فيرجيل فان دايك يضاف اليهما النجم الويلزي غاريث بيل الذي كان بطل نهائي كاس الابطال الأوروبية الشهر الماضي وكابتن النمسا الظهير الأيسر ديفيد ألابا فضلا عن نجمي تشيلي المذكورين آنفا المهاجم سانشيز والمحارب فيدال ومهاجم الغابون بيار-إمريك أوباميانغ.
وفي الفئة الثانية التي تضم اللاعبين المصابين الذين كانت مشاركاتهم أكيدة مع منتخباتهم لولا ذلك فالقائمة ليست كبيرة وقد يكون الأبرز فيها لاعب الوسط الفرنسي ديمتري باييه ونظيره الإنجليزي أليكس أوكسليد تشامبرلين والمدافع البرازيلي داني ألفيش والحارس الأول لمنتخب الأرجنتين سيرجيو روميرو.
يضاف اليهم المهاجم الدنماركي نيكلاس بندتنر والظهير البرازيلي ألكس ساندرو والمدافع الفرنسي لوران كوشيلني.
أما الفئة الثالثة التي تتضمن اللاعبين الذين استبعدوا عن منتخباتهم المشاركة فهي حافلة بالمفاجآت التي فجرها المدربون وكان بعضها من العيار الثقيل فيما كان استبعاد البعض متوقعا إما بسبب التراجع في الأداء أو بعض المشكلات الشخصية أو لدواع أخرى.
أبرز هؤلاء هداف الدوري الإيطالي المهاجم الأرجنتيني ماورو إيكاردي الذي كان من المتوقع أن يكون له شأن في البطولة وقد يعود استبعاده لعدم اقتناع المدرب به أو كما يشاع لرغبة النجم ليونيل ميسي بعدم وجوده.
بدوره فجر مدرب المنتخب الألماني مفاجأة باستبعاد أفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي ليروي سانيه عن التشكيلة النهائية رغم الموسم الاستثنائي الذي خاضه مع (مانشستر سيتي) لكن تقارير برزت عقب ذلك أوضحت أن قرار الاستبعاد اتخذ بسبب تصرفات قام بها سانيه خلال معسكر المنتخب ويبدو انها زرعت أجواء غير صحية بين اللاعبين.
والى سانيه يغيب عن التشكيلة ماريو غوتزه صاحب هدف الفوز على الأرجنتين في نهائي البطولة منذ أربع سنوات وقد يكون الأمر مبررا نظرا لتراجع مستواه لا سيما بعد المرض الذي أبعده عن الملاعب عدة شهور كما يغيب ساندرو فاغنر رغم سجله التهديفي الجيد مع المنتخب. تشكيلة المنتخب الاسباني أبعدت بدورها عددا من اللاعبين البارزين أمثال الظهير ماركوس ألونزو والوسط المدافع خافيه مارتينيز وألفارو موراتا وهذا الأخير قد يكون السبب في استبعاده غيابه عن التهديف مؤخرا لكن لا يوجد سبب منطقي ظاهر لاستبعاد اللاعبين الأولين.
ورغم انها ليست مفاجأة إلا ان استبعاد المهاجم كريم بنزيمه عن المنتخب الفرنسي تبقى أمرا بارزا علما ان الأسباب معروفة وهي تتعلق بإشكال حصل قبل نحو ثلاثة أعوام عقب تورط المهاجم في إثارة فضيحة اضرت بزميله في المنتخب آنذاك ماتيو فالبوينا.
وفي حين أن استبعاد بنزيمه لا يعتبر مفاجئا إلا ان إقصاء زملائه في المنتخب ألكسندر لاكازيت وأنطوني مارسيال وكينغسلي كومان يدعو للاستغراب بعض الشيء رغم تبريرات بعض المراقبين بأن المنتخب لديه العديد من اللاعبين القادرين على ملء مراكزهم إلا ان البعض الآخر يرى انهم أفضل من أسماء أخرى في قائمة ال23 الفرنسية.
من جهته اعتبر مدرب المنتخب الإنجليزي انه لم يعد بالإمكان الاعتماد على كل من الكابتن السابق والهداف التاريخي للمنتخب واين روني والحارس جو هارت بعد التراجع المخيف في مستواهما.
في بلجيكا كان ملفتا استبعاد أحد أفضل لاعبي خط الوسط راجا ناينغولان فيما لم يستدع مدرب اسبانيا أفضل لاعب في بطولة أوروبا تحت 21 سنة العام الماضي داني سيبلالوس وربما يعود ذلك الى انه لم يلعب كثيرا منذ انتقاله الى ريال مدريد في الموسم الماضي.
وستفتقد كاس العالم أيضا أحد أبرز نجوم العالم في اللعبة السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي فضل مدرب منتخب بلاده عدم استدعائه بعدما تجاوز سن ال35 ولم يعد في مستواه الماضي.
إذن غيابات كبيرة بعضها قد يكون مؤثرا فيما البعض الآخر قد يمر من دون أي عواقب لكن الأمل بالنسبة للجماهير في أن تعوض النجوم المشاركة وتقدم أفضل العروض والنتائج وأن يبرز آخرون ويدخلون منتدى المشاهير.(النهاية) ر ج

شارك الخبر على