في رواية (الحبيب المطلق) لغابرييل تالنت فتاة معنّفة تسترد كرامتها المسلوبة من والدها ..

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 ترجمة : عدوية الهلالي 
مع صدور روايته الأولى ( الحبيب المطلق) ، تحول الكاتب الاميركي الشاب غابرييل تالنت الى ظاهرة أدبية جديدة وأصبح كتابه الأكثر قراءة في الولايات المتحدة وفرنسا ، كما تم استضافته في نادي القراءة في صحيفة الفيغارو الفرنسية بعد أن سجل كتابه أعلى نسبة متابعة بين القراء ..بلحيته الخفيفة وشعره البني القصير وابتسامته الجذابة ، ربما يحمل تالنت ، الاميركي البالغ من العمر 30 عاماً ملامح آلاف المؤلفين الشباب ، لكنه يختلف عنهم بأن كتاباته فريدة من نوعها ، أما روايته ( حبيبي المطلق) فقد نالت شهرة كبيرة في الولايات المتحدة وأشاد بها نقاد الأدب الاميركيون والمؤلفون المشهورون من أمثال ستيفن كينغ ، كما تمت ترجمتها الى اللغة الفرنسية من قبل لورا ديراجينسكي ..وصفها البعض بأنها رواية قاتمة ورهيبة أحيانا لكنها تحمل مع ذلك عذوبة نادرة ..بطلة الرواية هي فتاة في سن الرابعة عشر تدعى جوليا لكن الجميع يناديها ( سلحفاة ) !! وتعيش الفتاة وحيدة مع والدها في منزل قديم متهالك في كاليفورنيا ، وترتاد الجامعة لكنها تقضي أغلب نهاراتها في بناء عضلات ذراعيها كما يمكن رؤيتها وهي تتدلى من على أشجار الغابة ..إنها تشبه هاغلبري فين ، الشاب " البري" الذي تخيله الكاتب مارك توين في روايات المغامرة التي اشتهر بها ، لكنها فتاة عانت من عنف اعتداء والدها عليها ..فكانت رواية غابرييل تالنت هي قصة معركة الفتاة ( سلحفاة) لاستعادة كرامتها المسلوبة ..يقول تالنت إنه سعيد لانفاقه خمس سنوات في التمرن على كتابة هذه الرواية وثلاث سنوات أخرى لكتابتها أي أن الأمر استغرق منه ثماني سنوات كاملة ..ويعترف تالنت إنه فكر قبل ذلك بكتابة رواية عن الحياة البرية الاميركية متناولاً موضوعة العنف من خلال التعامل بين المخلوقات البرية لكنه انتهى بكتابة هذه الرواية ، مؤكداً على تضمين الرواية وحشية الطبيعة سيما وان شخصية ( سلحفاة) هي رمز لحياة عنيفة تفرض نفسها تدريجياً ، لإيمانه بأن العنف هو موضوع مهم وبأن جميع من يهتمون بما يحدث حولهم لابد وإنهم شاهدوا ماهو العنف وخاصة ضد النساء ..تربى تالنت على يد إمرأتين ، والدته البيولوجية الكاتبة اليزابيث تالنت ورفيقتها غلوريا روجرز ..يقول عنهما إنه نشأ بين الحرس النسوي القديم !!وانه استمد منهما الإيمان بالمبادئ والمثل العليا للمساواة بين البشر ، كما ترعرع في مدرسة ميندوسينو الثانوية في كاليفورنيا حيث تجري أحداث الرواية ..يرى تالنت بأن القصة مأخوذة من وجهة نظر الفتاة ( سلحفاة) التي لاتدرك بأنها ضحية لجريمة قذرة وهي ( سفاح القربى) وتعني الاعتقاد بان ابنك ينتمي إليك وان بامكانك استخدامه كما تشاء ..ويروي تالنت كيف تعرض الى العنف بنفسه عندما حاول أحد اللصوص انتزاع جواز سفره منه فدافع عن نفسه لكنه تعرض الى ضرب مبرح واصيب بزجاجة في رأسه وعدة ضربات على وجهه وعثر عليه وهو مغطى بالدم دون أن يسعفه أحد من المارة وكأنه شخص غير مرئي ، مشيراً الى أننا نحاول أن نصدق أحيانا بأن ضحايا العنف لابد وانهم ارتكبوا خطئاً ما لأن هذا يريحنا ، وهو مادفعه للكتابة عن العنف وإدانته بشدة ..

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على