قمة محتملة بين بوتين وترمب في فيينا

ما يقرب من ٦ سنوات فى تيار

الإعلان عن اختيار فيينا مكاناً لقمة روسية - أميركية محتملة وقريبة، جاء غداة دعوة وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى مجموعة السبع لإعادة روسيا إلى صفوفها، في مبادرة قد تنهي العزلة الدولية لموسكو منذ ضمّ القرم عام 2014، وهذا ما ترفضه الدول الغربية الحليفة للولايات المتحدة.
وكانت قد توترت العلاقات مؤخراً بين موسكو وواشنطن، وتبادلتا طرد الدبلوماسيين على خلفية تسميم العميل الروسي سيرجي سكريبال وابنته في بريطانيا. لكن لم تطرد النمسا دبلوماسيين روساً كسائر الدول الغربية بعد حادثة الهجوم بغاز محرم دولياً في اعتداء اتهمت لندن موسكو بالوقوف خلفه، وجاءت هذه الحرب الدبلوماسية على خلفية توتر آخر في العلاقات مع موسكو بعد أن فرضت الدول الأوروبية عقوبات على روسيا جراء ضم القرم إليها. إلا أن المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتز حاول الابتعاد عن الإجماع الأوروبي، ولعبت النمسا في عهده دور الوسيط بين روسيا والدول الغربية.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين في ختام محادثاتهما الثلاثاء الماضي قال كورتز «أبقينا تعاوننا حتى خلال المراحل الصعبة». هذا التوجه النمساوي قد يكون وراء اختيار النمسا مكاناً لعقد القمة بوتين ترمب. ولفتت وسائل إعلام مؤخراً إلى أن النمسا أبلغت الولايات المتحدة استعدادها لتنظيم لقاء قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب على أراضيها.
وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، السبت، أن بوتين تحدث أثناء زيارة إلى النمسا خلال الأسبوع الحالي، عن احتمال عقد قمة مع ترمب في فيينا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (ريا نوفوتسي) عن بيسكوف قوله «ذُكر أن فيينا يمكن أن تكون المدينة لذلك». وكان بيسكوف يرد على سؤال عما إذا كان بوتين أثار هذه المسألة في لقاءاته مع الثلاثاء.
وذكّر بيسكوف من الصين، حيث يشارك بوتين في قمة إقليمية إلى جانب نظيريه الصيني، أن في المكالمة الهاتفية الأخيرة بين بوتين وترمب في 20 مارس (آذار)، تحدث الرئيسان عن احتمال عقد مثل هذا اللقاء في فيينا. وقال إن «الرئيسين أكدا ضرورة عقد مثل هذا اللقاء أثناء حديثهما الهاتفي الأخير. وخصوصاً أن فيينا قد تكون المدينة لذلك». لكنه أشار إلى أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق وليس هناك أي محادثات ملموسة جارية.
وأضاف بيسكوف «تعلمون مدى أهمية اللقاء... الرئيسان في محادثتهما الهاتفية الأخيرة بحثا إمكانية أن تصبح فيينا واحدة من خيارات الدول المطروحة لعقد لقائهما»، حسبما ذكرت قناة «روسيا اليوم» أمس (السبت).
واعتبر بوتين من جهته أن الحوار مع ترمب «يمكن أن يكون بناءً»، وذلك في حديث مع التلفزيون الروسي الرسمي نشرت وكالات الأنباء الروسية قسماً منه مساء الجمعة وبث أمس. ورأى أن الرئيس الأميركي «شخص جدّي، قادر على الإصغاء والرد على حجج محاوره». وأكد أن روسيا مستعدة لـ«تطوير وتعميق وتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن على واشنطن أن تقوم بالخطوة التالية. ولفت إلى أن قرارات السلطات الأميركية لم تعجبه «كثيراً»، لكنه أشاد بثبات ترمب. وقال: «ترمب يفي بالوعود التي قطعها قبل الانتخابات». ويعود اللقاء الأخير بين بوتين وترمب إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 في فيتنام.
وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، أن الرئيس بوتين قال أمس، إنه يأمل أن تتحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن، لكن الكرة في ملعب الولايات المتحدة. ونقلت الوكالة عن بوتين قوله «آمل ذلك» في إشارة لتحسن العلاقات. وأضاف: «على كل حال نحن مستعدون لذلك. أعتقد أن الكرة في ملعب الأميركيين».

شارك الخبر على