وزير الخدمة المدنية لـ«الشبيبة» مواجهة «مكونو» كشفت عن معدن الشخصية العُمانية

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

حاوره - سعيد الهنداسيمعالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية الموقر، هو ضيف لقاءاتنا الرمضانية، إذ سنتعرف على ذكريات رمضان معه في طفولته وما الذي تغير في رأيه عن رمضان زمان، وكيف كان يقضي رمضان في الغربة وغيرها من المواضيع التي كانت حاضرة في اللقاء.رمضان الطفولةبدأ معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون حديثه معنا حول ذكريات رمضان في فترة الطفولة تحديداً، فقال معاليه: «شهر رمضان هو شهر خير وبركات، فهو شهر الرحمة والمغفرة، فيه تتجلى النفس البشرية بأفضل فرصة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فالنفحات الإيمانية لهذا الشهر الفضيل تعم كافة أفراد الأسرة الصغير والكبير، فالأسرة مجتمعة تعيش أجواء روحانية مختلفة عن بقية أوقات العام، وأذكر أني بدأت الصوم مبكراً في بدايات مرحلة الدراسة الابتدائية، وتدرجت بسرعة في صيام الشهر كاملاً في سنوات بسيطة، وكنا كأطفال في البداية نصوم لعدة أيام طوال الشهر الفضيل، وأبرز ما أتذكره الآن هو تجمعنا كأسرة -الوالد رحمة الله عليه والوالدة أطال الله في عمرها والإخوة والأخوات- وأمامنا أطباق رمضان الشهية التي كانت تقوم الوالدة بإعدادها، في جو تسوده السعادة والسرور على مائدة الإفطار والكل يترقب وقت رفع الأذان، والتي كانت لحظة يومية مهمة بالنسبة لنا كأطفال في تلك الفترة، وما يميز ذكريات رمضان بالنسبة لي هو التجمع الأسري والزيارات على مستوى الأسرة ككل، وأقصد بالأسرة هنا معظم أقاربنا من أعمام وأخوال وأبنائهم، فعدد منهم قد انتقلوا إلى رحمة الله ومنهم من انتقل إلى رحمة الله خلال أيام شهر رمضان في أعوام مضت، ومن الذكريات كذلك حرصنا كأطفال في تلك الفترة على لعب كرة القدم بشكل يومي رغم كوننا صائمين، وهذا الأمر عندما أتذكره يجعلني أتحسر على غياب اللياقة البدنية التي كنا نتمتع بها في السابق».الحياة بسيطةويواصل معالي وزير الخدمة المدنية الموقر حديث الذكريات قائلاً: «الحياة في الماضي كانت بسيطة وغير معقدة وكان التفاعل مع مظاهرها الدينية بشيء من التعمق، وفي الحقيقة فإن مظاهر رمضان في السابق لا تختلف كثيراً عن مظاهر رمضان في الوقت الحالي إلا من الناحية الروحانية وكثرة الزيارات بين الأقارب، فقد كانت مشاغل الناس في السابق أقل من الوقت الحالي وبالتالي كان الجميع يحاول قضاء وقت أطول في التعبد كقراءة القرآن وغيرها من الأعمال الصالحة التي يكون أجرها مضاعفاً في شهر رمضان».رمضان في الغربويتذكر معاليه قضاء شهر رمضان في الغربة عندما قال: «نعم، صادفني رمضان في الغربة بحكم دراستي في البداية ولاحقاً عملي، فقد صمت شهر رمضان المبارك في كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة ومملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية.والصيام في الغرب يختلف كلياً عن الصيام في العالمين العربي والإسلامي من حيث طبيعة الحياة وأوقات الصيام وغيرها، أما الصيام في دول مجلس التعاون فطبيعته إن لم تكن متطابقة فهي متشابهة مع طبيعة الصيام بالسلطنة، حتى المأكولات الخاصة التي تظهر عادة في الشهر الفضيل هي نفسها الموجودة بالسلطنة».عادات مشتركةوحول الأنشطة التي يزاولها في رمضان أكد معالي وزير الخدمة المدنية على تشابه تلك العادات والأنشطة، وأضاف: «السمات الغالبة على نشاط المرء في شهر رمضان المبارك هي الحرص على أداء صلاة التراويح جماعة وزيارة الأقارب والأصدقاء، إضافة إلى قراءة القرآن الكريم قدر الإمكان وهذه العادات أعتقد أن معظم الناس يتشاركون فيها في هذا الشهر الفضيل».السفر والترحالوحول كثرة أسفاره وترحاله وما استفاد من تلك الأسفار ذكر معاليه: «في الحقيقة، إن السفر يجدد النشاط ويزيد المعرفة من خلال الاطلاع على حضارات وثقافات الشعوب، ويضيف إلى التجربة والمعرفة الشخصية للمرء، ومن أهم الدول التي قمت بزيارتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والبرازيل والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وسويسرا وبلجيكا وهولندا وإسبانيا ولوكسمبورج والصين وتركيا وإيران وكازاخستان والهند وسنغافورة ومعظم الدول العربية، وكما يقال:سافر ففي الأسفار خمس فوائد، تفريج هم واكتساب معيشةوعلم وآداب وصحبة ماجد.وأعتقد أن فوائد السفر في الغالب عظيمة من حيث الإضافة إلى ثقافة المرء وتكوينه الشخصي، مما يعينه على الاستفادة من هذه المعرفة في تطوير ذاته وعمله».تطور الرياضةوعن تجربته في الرياضة وما تمثله هذه التجربة، قال معالي وزير الخدمة المدنية: «الوسط الرياضي وسط حي ومتفاعل، فتجربتي في رئاسة الاتحاد العماني لكرة السلة وعضوية اللجنة الأولمبية العمانية كانت جيدة، وأعتقد أن الرياضة في السلطنة تطورت بشكل ملحوظ، وكدليل واضح على هذا التطور فوز المنتخب الوطني لكرة القدم ببطولة كأس الخليج لكرة القدم في دورتها الأخيرة التي أقيمت بدولة الكويت الشقيقة قبل أشهر، وأعتقد أن ما تحتاجه الرياضة العمانية بشكل عام هو زيادة مساهمة القطاع الخاص في دعم الأنشطة الرياضية، وكذلك تفاعل المجتمع بشكل أكبر مع الرياضات الأخرى غير كرة القدم».تشابه واختلافوعن دراسته في دول عربية وأجنبية وما تمثله هذه الفترة في حياته، أشاد معاليه بما تتميز به الدول من خصوصيات قائلاً: «طبعاً كل مرحلة تختلف فيها طبيعة حياة المرء عن مرحلة أخرى، فعامل السن له دور في حركة ونشاط المرء، والدراسة في الدول العربية بشكل عام طبيعتها متقاربة، وبالنسبة للبنان، فهي دولة تجمع بين الطابعين الشرقي والغربي ويتميز أهلها بثقافة عالية وتعامل راق مع الآخرين، وهذا أيضاً ما تتمتع به الشخصية المغربية، أما في المملكة المتحدة فهي قلب العالم في الواقع والمركز الذي تتجمع فيه معظم جنسيات العالم، ومما لا شك فيه بأن لجميع هذه الدول إضافات معينة في تكويني الشخصي».تجربة الخارجيةوعن تجربته في العمل السياسي من خلال وجوده في وزارة الخارجية، أكد معاليه على أهمية هذه المرحلة والتجربة فقال: «عملت بوزارة الخارجية خلال عقد التسعينيات، وكانت فترة أعدها شخصياً من أفضل فترات مسيرتي الوظيفية، وذلك لخصوصية وطبيعة العمل بوزارة الخارجية، والتي من خلالها عملت كذلك في سفارة السلطنة بمملكة البحرين من 1992 إلى 1997م، وتعرفت خلالها على تاريخ وحضارة مملكة البحرين وطبيعة أهلها الذين يتميزون بكرم الضيافة والخلق الرفيع، وهناك كثير من المواقف التي ما تزال عالقة في الذاكرة خلال فترة عملي بوزارة الخارجية وسفارة السلطنة بالبحرين، إلا أن أبرز هذه المواقف هو تشرفي بالسلام على مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في 19 ديسمبر 1994م عند قدوم جلالته -أعزه الله- للبحرين للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخامسة عشرة التي عقدت خلال الفترة من 19 إلى 21 ديسمبر 1994م».ذكريات الشورىوعن تجربته في مجلس الشورى وما تمثله في حياته الشخصية، تحدث معاليه عنها بقوله: «تشرفت بعضوية مجلس الشورى ممثلاً لولاية صلالة في الفترة الرابعة 2000-2003م، وكنت خلالها رئيساً للجنة القانونية بالمجلس، التي قامت خلال تلك الفترة بدراسة العديد من مشروعات القوانين وقدمت مقترحات تهدف إلى تعزيز أوضاع الموظفين الحكوميين، وكذلك تطوير المرافق الحكومية، وكانت علاقتي في تلك الأيام مع أصحاب المعالي الوزراء مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون في كل ما من شأنه تحقيق الصالح العام».حكاية الشعروعن حكايته مع الشعر، تحدث عنها معاليه قائلاً: في الواقع أنا أقرأ الشعر كأي شخص آخر، وكما يقال إن من البيان لسحراً، فأعتقد أن الشعر يطرب الأذن ويضيف شيئاً من المتعة إلى المستمع أو القارئ، وفي الحقيقة، فإن اللغة العربية غنية بالمفردات والعبارات العميقة والتي تظهر في كثير من أبيات الشعر، أما بيت الشعر المنسوب للمقنع الكندي والذي قال فيه:إن الذي بيني وبين بني أبي ** وبين بني عمي لمختلف جداًفإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم ** وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداًفقد قلته أمام أصحاب السعادة رئيس وأعضاء مجلس الشورى، الذين أكن لهم كل الود والاحترام رداً على أحد أصحاب السعادة الأعضاء وهو شارح لذاته».ملحمة وطنيةوحول الأنواء المناخية الأخيرة التي تعرضت لها السلطنة، وما يمثله تعاون الجميع في تلك المرحلة، أشاد معاليه بهذا التعاون والروح الوطنية العالية فقال: «ملحمة التعاون والتعاضد التي قدمها العمانيون بشكل عام وأبناء محافظة ظفار بشكل خاص مع الأجهزة العسكرية والأمنية والمدنية كافة في التعاطي مع الأنواء المناخيـــــة «إعصار مكونو» التي تعرضت لها محافظتا ظفار والوسطى مؤخراً، لا تمثل جديداً بالنسبة لي، فهذا ما عُرفت به الشخصية العمانية التي يظهر معدنها في مثل ظروف هكذا».ويختم معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون حديثه معنا بتوجيه كلمة في نهاية اللقاء قال فيها: «أغتنم قرب حلول عيد الفطر السعيد لأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه، داعياً المولى جلت قدرته أن يعيد هذه المناسبة الجليلة وجلالته ينعم بالصحة والسعادة والعمر المديد».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على