هل يقود الخلاف الأمريكي الكويتي بشأن فلسطين إلى قطيعة دبلوماسية؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

رغم أن العلاقات الكويتية الأمريكية ممتدة منذ سنوات، ولها طابع اقتصادي وأمني قوي، فإن خلافات دبلوماسية شابت العلاقات مؤخرا، خاصة في انعقاد مجلس الأمن الدولي لمناقشة جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

البداية كانت من خلال فشل مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار كويتي يطالب بتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

واستخدمت الولايات المتحدة، "الفيتو"، ضد مشروع القرار الكويتي، وأيدت 10 دول المشروع بينما امتنعت 4 دول عن التصويت، بحسب "روسيا اليوم".

أما مصدر دبلوماسي أمريكي فقد كشف عن لقاء قصير جمع بين سفير دولة الكويت في واشنطن، الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث عبّر المسؤول الأمريكي عن انزعاج واشنطن من موقف الكويت في مجلس الأمن تجاه الاعتداءات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضًا: مجلس الأمن يُؤجل التصويت على مشروع قرار لحماية الفلسطينيين 

"كوشنر" اعترف بأن التصرف الكويتي في مجلس الأمن أحرجه شخصيا أمام مسؤولي الإدارة وأمام دول صديقة لأمريكا تدعم جهودنا لحل الأزمة، قائلًا: "تعهدت لكثيرين بأن الكويت لا تدعم الإرهاب"، بحسب الرأي الكويتية.

الصحيفة نقلت عن المصدر الدبلوماسي، أن أمريكا دافعت عن موقف الكويت وردها الدائم على من يحاول تكبير مساهمة جمعيات فيها أو أشخاص بدعم الإرهاب، وأن "كوشنر" كان وراء إقناع دول كثيرة بإبقاء الكويت وسيطًا في الأزمة الخليجية، رغم أن كثيرين أرادوا أن نصنفها كطرف.

وكذلك إعطاء دفع للوساطة الكويتية من قبل الإدارة الأمريكية، وهو ما تجلى في مختلف المواقف التي ركزت على تكامل التحركين الأمريكي والكويتي، وظهر ذلك من خلال تصريحات الرئيس دونالد ترامب.

وخرج كوشنر من اللقاء بعد خمس دقائق، وفق المصدر، قائلا للسفير الكويتي: "سأتركك مع شبابي حتى تتوصّلوا إلى بعض الترقيع للأمر"، بحسب المصدر.

في غضون ذلك اعتبر مصدر دبلوماسي كويتي أن كوشنر لا صفة له لاستدعاء دبلوماسيين، واللقاء مع السفير الكويتي تم على خلفية شخصية، وأن واشنطن لا تتوقع انحياز الكويت لمواقفها مع إسرائيل، بحسب الصحيفة الكويتية.

فاستدعاء ممثّلي الدول يكون بسبب مشكلات في العلاقات الثنائية، ويحظر كتاب الإرشادات في وزارة الخارجية استدعاء أي ممثلي دول على خلفية اختلاف في الشؤون الدولية أو في محافل المنظمات الدولية.

اقرأ أيضًا: 11 فيتو أمريكي في خدمة الكيان الصهيوني ضد «روح فلسطين» 

يمكن الإيضاح أن العلاقات بين أمريكا والدول الأعضاء في مجلس الأمن لا تمر من خلال وزارة الخارجية أو البيت الأبيض، بل تنحصر بالبعثة الأمريكية في الأمم المتحدة ممثلة بنيكي هيلي، وبعثات الدول، كان مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، قد أبدى استغرابه من انتقاد المندوبة الأمريكية، نيكي هيلي، للمشروع بشكل أحادي الجانب، مشيرًا إلى أنهم أدانوا من خلال مشروع القرار الكويتي كل حوادث العنف، بحسب صحيفة "الخليج".

وقال المندوب الكويتي إن بلاده تفكّر في نقل مشروع بلاده لحماية الشعب الفلسطيني دوليا إن عرقلت واشنطن تمريره مجددا، من مجلس الأمن الدولي إلى الجمعية العامة بالمنظمة الأممية.

بدوره، رأى النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي مبارك الدويلة، أن ما حدث مؤخرا في واشنطن، ربما كان يقتصر على إيصال رسالة محددة، دون التأثير على العلاقات الاستراتيجية والمصالح المشتركة، مرجحًا أن التوتر الأخير بين الكويت وأمريكا لن يتطور ويتصاعد.

"الدويلة" أفاد أن رسالة واشنطن التي كانت تسعى لإيصالها، لن تؤثر على مبادئ الكويت الداعمة للقضية الفلسطينية، وأن الأمر سينتهي عند هذا الحد بين الجانبين، وستتم المعالجة لأي آثار عبر الطرق الدبلوماسية المتينة بينهما.

اقرأ أيضًا: بفيتو أمريكي.. مجلس الأمن يرفض مشروع قرار لـ«حماية الفلسطينيين» 

وربما تعمل الكويت على تقليل اندفاعها وتصعيد لهجتها في مجلس الأمن والمحافل الدولية، لكن لن تغير سياستها ومبادئها الثابتة تجاه القضايا العادلة، بحسب البرلماني الكويتي.

أما الباحث في مجموعة الدراسات الأمنية ماثيو برودسكي، فقد أكد أن "ترامب" لطالما أوضح أنه على عكس الماضي، سيحاسب الدول الأعضاء في مجلس الأمن على كيفية تصويتها.

ورأى أن أمريكا ستأخذ بعين الاعتبار بأن تلجأ الكويت لطلب المساعدة، بعد مساهمتها في إطالة عمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بتأمينها غطاء لمجموعات تصنفها واشنطن إرهابية، وأن الولايات المتحدة حررت الكويت من صدام حسين في سنة 1991، بحسب الباحث.

لكن لم يع الباحث جيدًا أن التباين في مجلس الأمن بين أمريكا والكويت التي تصنفها واشنطن بمثابة أقرب حليف للولايات المتحدة خارج الحلف الأطلسي، ليس الأول من نوعه، خاصة أن الكويت رفضت تبني تصنيف الولايات المتحدة لبعض التنظيمات الإسلامية ووضعها في خانة الإرهاب منذ الرئيس جورج بوش. 

شارك الخبر على