أدب الاستقالة

حوالي ٧ سنوات فى كفر

الجميع يعرف معنى الاستقالة وهي تعني تخل المرء عن المهمة التي كان يشغلها و إتاحة الفرصة لمن يقوم مقامه لمواصلة سير العمل ، و في ذلك تتردد نغمة دوام الحال من المحال .. كما تقفز أمام الأعين العبارة الشهيرة ( لو دامت لغيرك ما وصلت إليك) .
على كلٍ للاستقالة أسبابها و مسبباتها و أنواعها منها الإجبارية و الأختيارية من تلقاء الذات .
و يبقى للاستقالة أدبها الخاص الذي يُعرف بأدب الاستقالة Resignation Decency و يحفل به تاريخنا الإسلامي و هو خير معلم لنا ، كما أدبها مؤصل في التاريخ السياسي و الاجتماعي و الرياضي .
قبل الخوض في دور العاطفة الشعبية و مقارنتها في حال تقديم الفرد لاستقالته في الدول الأوروبية الكبرى ودول الشعوب العربية ، هناك نماذج في تاريخنا الإسلامي قُدمت فيها الاستقالة نتيجة النجاح و لنا في تقديم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لاستقالته من القضاء حيث ولًّاه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه القضاء ، و بعد عام تقريباً قدًّم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه استقالته من القضاء، فتعجب سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فنادى الفاروق لمناقشة الوضع و الأمر فقال له : يا أبا عبدالله لماذا تركت القضاء؟
فرد الفاروق عمر : يا خليفة رسول الله إذا كان الناس يعرفون حقوقهم و يخشون الله سبحانه وتعالى فلماذا أقضي بينهم . لي عام كامل لم تأتيني خصومة واحدة فلا داعي لتولي القضاء . لما عرف سيدنا أبو بكر السبب حمد الله و أثنى عليه .
و هناك نموذج آخر و هو أيضاً مع الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه و الصحابي الجليل الزاهد سعيد بن عمير ، حيث أمَّره على ولاية حمص التي عُرف أهلها بكثرة الشكوى . و يبقى ابن عمير بين أهلها و لا يُرسل للفاروق مال الصدقة، ليطلب منه العودة للمدينة للمساءلة و المحاسبة . فيسأله عن مال الصدقة فيجيب : أخذتها من أغنيائهم و أعطيتها لفقرائهم و لو بقي منها شيء لأع --- أكثر

شارك الخبر على