صلاح يكشف سر عظمة زيدان ورونالدو وحظوظ مصر في المونديال (حوار)

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

كتب: علي الزيني
أجرت صحيفة ليكيب الفرنسية، حوارا مطولا مع محمد صلاح نجم المنتخب الوطني وليفربول الإنجليزي، كشف فيه عن الهدف الذي وضعه لنفسه في بداية الموسم الحالي وكيف استطاع تحقيقه بنهاية الموسم، وبدايته مع كرة القدم وكيف يفكر في مستقبله وما ينتظره في كأس العالم مع منتخب مصر.
 

إلى متى تعود ذكرياتك الأولى مع كرة القدم؟

"كأس العالم 2002 لا يزال محفورا في ذهني.. بالتأكيد أتذكر جيدا مباراة النهائي وفوز البرازيل على ألمانيا بثنائية رونالدو ولكن البطولة بالكامل تميزت بالمنافسة القوية".

"أتذكر جيدا فوز السنغال على فرنسا في المباراة الافتتاحية (يضحك صلاح ويقول آسف) ثم يكمل "كذلك مباريات دوري أبطال أوروبا وأنا طفل كنت أتابعها طوال الوقت".

من هو مثلك الأعلى في كرة القدم؟

"البرازيلي رونالدو وزين الدين زيدان وفرانشيسكو توتي".

لماذا هؤلاء الثلاثة؟

"لدي شعور بأنهم كانوا مختلفين، لقد كانوا من أساطير كرة القدم، بالفعل هناك آخرون لكن طريقة هذا الثلاثي كانت مختلفة تماما وكل منهم كانت له مهاراته الخاصة، رونالدو ومهارته الكبيرة بالكرة وزيدان (يضيء وجه صلاح مبتسما) كان ساحرا.

هل تتذكر شيئا لزيدان على وجه الخصوص؟

"شاهدته كثيرا عندما كان في ريال مدريد وكان لا يصدق مع رونالدو، كان لدى هذا الثنائي سحرا وعندما شاهدت زيدان أدركت على الفور أنه كان يلعب كرة القدم لأنه أحبها، توتي أيضا لعب في روما لمدة 24 عاما وكان له أسلوبه الخاص ورؤيته في الملعب الفريدة من نوعها".

لعبت مع توتي عامين.. كيف توصفه؟

"لا يمكنك تخيل كل ما يمكنه فعله في كرة القدم، هو لاعب محترف عظيم، دائما أول من يصل إلى التدريب وآخر من يغادر.. كنا نتقاسم تدريبات الاستشفاء أو الرعاية أو التدليك قبل وبعد التدريبات".

كيف بدأت مسيرتك كلاعب كرة قدم؟

"في مصر الجميع يحب هذه الرياضة وكان عمري 7 أو 8 سنوات وكل ما كنت أريده هو لعب كرة القدم، في الشارع أو المدرسة أو في أي مكان".

كنت تتدرب في نادي المقاولون العرب على بعد 120 كيلومترا من قريتك.. فعلت ذلك كيف؟

"من الساعة 8 صباحا وحتى 9:30 أذهب إلى المدرسة، ثم أسافر إلى القاهرة على بعد 4 ساعات ونصف من قريتي، وبشكل عام كنت أستقل 5 حافلات للوصول إلى مكان التدريب وبعد نهاية المران أعود للبيت أيضا في 5 ساعات لأكون في المنزل حوالي الساعة الحادية عشر مساء، وبعدها أذهب للنوم مباشرة ثم الاستيقاظ مبكرا وفعل نفس الشيء كل يوم".

أنت تقول ذلك بابتسامة؟

"نعم كان الأمر صعبا للغاية ولكن كنت دائما قادرا على تقديم الكثير من التضحيات من أجل كرة القدم".

والدتك أرادتك أن تتوقف عن لعب كرة القدم؟

"قالت لي لماذا تتمسك بكل هذه الساعات من السفر ماذا إذا حدث لك شيء ما، لماذا يجب علي أن أقلق كل يوم حتى تعود للبيت؟ لماذا لا تقيم مع أخيك وأخواتك.. ولكن في معظم الوقت لم أرد عليها لأنني كنت نائما وليس مثل اليوم ولكن نوم الأطفال العميق، وكان أبي يرد عليها دعيه يلعب سنرى لاحقا، وأنا قلت لأمي أنا أحب كرة القدم ولا أستطيع التوقف عنها".

في ذلك الوقت ماذا كنت تحلم؟

"لن أخبركم أنني في سن الـ14 كنت أرى نفسي ألعب في ناد أوروبي كبير.. لا، عندما كنت طفلا أردت فقط أن أصبح لاعب كرة قدم محترف وأظهر على شاشات التلفزيون وتراه الجماهير وهذا كل شيء، وفي سن الـ16 ذهبت إلى القاهرة وأردت اللعب في أوروبا".

قلت قبل ذلك إذا لم تصبح لاعب كرة قدم محترف ستواجه الكثير من المشكلات في الحياة.. لماذا؟

"لأن كرة القدم كانت دائما هي حياتي ولا أعرف ماذا يمكنني فعله غيرها عندما أخرج من المدرسة الساعة 9:30 صباحا.. (ويضحك صلاح) نعم كانت حياتي صعبة إذا كنت بعيدا عن الكرة".

بين عامي 2010 و2012 تألقت مع المقاولون حتى وقعت حادثة بورسعيد

"في هذا الوقت كانت تمر البلاد بحزن كبير وكان الأمر صعبا على الجميع، وبصراحة ما زلت أجد صعوبة في العثور على كلمات أصف بها شعوري تجاه هذه الحادثة".

كيف تأقلمت بعد انتقالك إلى بازل؟

"عندما تكون مصريا وتذهب إلى سويسرا تشعر بفجوة كبيرة، جئت من بلد الجميع بعد سن الـ21 يكون في الخارج وفي الشوارع أما هناك الجميع في المنزل، البدايات كانت معقدة ولم أتحدث الإنجليزية ولم أتمكن من التواصل مع زملائي في الفريق ولم أكن أعرف هذا البلد، الطعام والحياة اليومية والثقافة كل شيء كان مختلفا".

متى أصبح الأمر سهلا عليك؟

"بعد ثلاثة أو أربعة أشهر عندما بدأت أتحدث الإنجليزية ويمكن أن أقول كيف حالك (يضحك صلاح).. لقد ساعدتني القدرة على التواصل كثيرا داخل وخارج الملعب ولكن من اليوم الأول كان النادي على دراية بكل صعوباتي وفعل كل شيء لمساعدتي وإرضائي وكانت بازل خطوة كبيرة في مسيرتي المهنية".

وعلى مستوى كرة القدم.. كيف كان بازل؟

"لم يكن من السهل لعب الدوري الأوروبي ثم دوري الأبطال هناك واستغرق الأمر الكثير من الجهد بعد موسمي الأول هناك، وصلنا إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي وخرجنا ضد تشيلسي".

هل أنت متفاجئ بما حققته من إنجازات هذا الموسم؟

(يفكر صلاح ويبتسم).. "لا لقد أتخذت قرار العودة إلى إنجلترا مع الرغبة في العثور على النجاح وقال لي الكثير لا تغادر واستمر في روما كل شيء على ما يرام لقد حققت للتو موسما رائعا مع الفريق الإيطالي ولكني أردت أن أعمل بشكل أفضل وشعرت أنني أستطيع الوصول إلى ليفربول".

كيف تفسر موسمك بأنك لاعب أكثر من هداف؟

"أسلوب لعب الفريق يساعدني كثيرا والمدرب يورجن كلوب أيضا طلب مني أن أكون قريبا من المرمى، وهو يعرف كيف يلمع لاعبيه المهاجمين والدليل أننا سجلنا الكثير من الأهداف في الدوري ودوري الأبطال ومن اليوم الأول اعتبرني صديقا ونحن قريبون، وفي النهاية هو المدرب وأنا لاعبه وجودة زملائي في الفريق واستعدادهم لمساعدتي في التسجيل كان مهما أيضا لنجاحي، مع العمل بجد كل يوم ورغبتي في تطوير نفسي".

الثلاثي الهجومي الذي تشكله مع البرازيلي فيرمينو والسنغالي ماني.. كيف ترى ذلك؟

"هذا الموسم سجلنا الكثير من الأهداف نحن الثلاثة ولا أحد منا كان أناني وخارج الملعب نحن أصدقاء.. نحن سعداء معا".

في بداية الموسم وضعت هدفا سريا لك.. حان الوقت للكشف عنه؟

(يتردد صلاح) .. "حسنا، خلال الموسم كنت أقول سألعب على الجانب ولا أفكر كثيرا في عدد الأهداف التي أسجلها (ويضحك صلاح) ولم يكن هذا صحيحا تماما وبعد 10 مباريات سجل هاري كين وسيرجيو أجويرو نفس عدد الأهداف لذا وضعت هدفي لأصبح هداف الدوري الإنجليزي الممتاز وهذا هو السر بعد أن حققت لقب الهداف، وكذلك الفوز بأفضل لاعب في الموسم فهو أمر كبير بالنسبة لي وسيبقى أحد أفضل لحظات حياتي".

"نعم كان لدي هدفا سريا خاص بي وهو بعد مرور 10 مباريات من الموسم قررت أن أصبح هداف الدوري الإنجليزي الممتاز".

وأصبحت أفضل هداف في تاريخ الدوري الإنجليزي في موسم يضم 20 فريقا برصيد 32 هدفا

"نعم هذا أيضا إنه أمر كبير وعندما وصلت إلى 20 هدفا تحدثت مع ديديه دروجبا (حامل سابق لرقم أكثر لاعب إفريقي تسجيلا للأهداف في الدوري الإنجليزي في موسم واحد) وقال لي دروجبا من فضلك اكسر رقمي وأجبته ضاحكا "لا مشكلة سأفعلها" ثم فكرت أنه لا يزال لدي الكثير من المباريات قبل نهاية الموسم ولكن الفوز بلقب الهداف فرحة كبيرة بعد تحقيق هذا الإنجاز".

هناك شيء ما يحدث بينك وبين مشجعي ليفربول.. كيف تفسر ذلك؟

"أعطي 100% للنادي في الملعب وخارجه منذ اليوم الأول والجماهير ترى ذلك وهذا هو حب المشجعين من أول موسم لي يملأني الفخر ويغنون أغنيتي".

كم أغنية تغنيها جماهير ليفربول لك؟

(يضحك صلاح ويقول) "إنه ألبوم كامل".

ما هو الشيء الأكثر جنونا الذي فعله المعجبون معك؟

"بعد المباراة ألقوا بأنفسهم أمام سيارتي"

هذا الموسم أثيرت الكثير من المقارنات بينك وبين رونالدو وميسي؟

"عندما يقترب اسمي منهما أشعر بالفخر لأنهما تألقا لفترة طويلة جدا ولديهم إمكانات خاصة حقا.. أنا أواصل في طريقي وسنرى".

كيف يختلف محمد صلاح اليوم عن الذي فشل في تشيلسي؟

"هو مختلف جدا كلاعب وكشخص، في تلك الفترة كنت صغيرا ولم تتح لي الفرصة للعب كثيرا لذلك قررت الانضمام إلى فيورنتينا حيث تمكنت خلال أربعة أشهر من إظهار كرة القدم، ثم ذهبت إلى روما وأعتقد أن أول موسم لي كان أفضل من وقتي في فيورنتينا ثم الموسم الثاني الذي كان أفضل من الأول وكان هذا الموسم مع ليفربول أفضل من السابق مع روما، لذلك أنا سعيد بتقدمي".

ما الذي تعلمته خلال فترتك في الدوري الإيطالي؟

"التكتيك الكثير والالتزام الخططي لأننا كنا نفعل هذه الأمور بشكل يومي مع سباليتي وأعتدت أيضا على التدريب بمفردي بعد نهاية المران الجماعي من أجل تقوية جسدي وأيضا هو الآن ليس كما كنت في تشيلسي، (ويضحك صلاح) الآن أنا أقوى بكثير ولدي المزيد من العضلات، ودعنا نقول إنني تطورت في جميع المجالات".

خلال أول نصف موسم لك في روما تدربت مع رودي جارسيا؟

"أتذكر اجتماعنا الأول كانت طريقته رائعة في التعامل مع اللاعبين ولم نعمل معا منذ وقت طويل ولكن يجب أن أشكره لأنه ساعدني كثيرا في الشعور بالفخر في الفريق، ورأيت أنه خسر نهائي الدوري الأوروبي قبل أسابيع مع مارسيليا أمام أتلتيكو مدريد لذلك أنا آسف له لهذه الخسارة".

ما هي قوة منتخب مصر؟

"قوتنا هي الجماعية والكثير منا أصدقاء وعرفنا بعضنا البعض منذ فترة طويلة بداية من منتخبات الناشئين والشباب باستثناء عصام الحضري قائد وحارس المنتخب فقط".

نعرف أنك أهدرت 3 ركلات جزاء في يوم قبل المباراة أمام عصام الحضري؟

(ينفجر صلاح في الضحك) "أنا لا أعرف كنت أشعر بالقلق في كل ليلة قبل المباراة والحضري لاعب كرة قدم رائع ومتحمس ويريد اللعب حتى 50 أو 55 عاما، في التدريب هو مثل الطفل ويفعل كل شيء في حالة بدنية رائعة".

ما هي حظوظ مصر في كأس العالم؟

(يضحك صلاح) "الفوز بالنهائي.. إنه سؤال صعب لا أريد الوصول إلى ربع النهائي أو نصف النهائي للخسارة والعودة إلى الوطن، نعلم أنه لن يكون من السهل الخروج من المجموعات لأن خصومنا الثلاثة فرق جيدة، لنلعب وسنرى".

كيف تخطط للموسم المقبل؟

"في الوقت الحالي أريد فقط الاستمتاع بكأس العالم وعطلتي بعد ذلك على الرغم من أن الهدف سيكون صعبا لأنه سيضاعف الجهد إلا أن الموسم المقبل أتمنى أن يكون أفضل من السابق".

لقد أصبحت أكثر من مجرد لاعب كرة قدم "أيقونة العالم العربي".. كيف تعيش هذه الحالة؟

"على الرغم من أنه ضغط كبير يجب ألا ينشغل ذهني بهذا بشكل دائم، أنا فخور جدا بأن أكون نموذجا ورسالتي ستكون الثقة بالنفس والتضحية والعمل والمثابرة يمكنك تحسين حياتك، حدث لي ذلك ويمكن أن يحدث لك أيضا، ويجب عليك أن تؤمن بنفسك".

شارك الخبر على