بأمر من السادات قصة حفلة سعاد محمد التي كسرت قواعد المسارح الغنائية

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

إذا ما رتبنا رؤساء مصر من الأكثر شغفًا بالفن إلى الأقل، فقد نجد الرئيس الراحل أنور السادات في مقدمة تلك القائمة، فلمن لا يعلم، كانت رغبة السادات الأولى هي أن يصبح ممثلًا، وذلك بعدما استحوذ عليه حب الفن والسينما، لكن مسار حياته تغير ودخل الكلية الحربية، ثم أصبح رئيسًا للجمهورية، ورغم كل ذلك لم يفارقه شغفه بالفن، وفق ما ذكره الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه (خريف الغضب).

كان السادات من أكثر الرؤساء اهتمامًا بالتفاصيل، وكان بلغة الموسيقى (سمّيع) يهوى متابعة الحفلات الغنائية عبر الإذاعة المصرية بعد الانتهاء من جدول أعماله، ومن حسن حظها، كانت المطربة الراحلة سعاد محمد هي المفضلة للرئيس السادات، فكان يطرب لسماعها، رغم وجود عمالقة الفن آنذاك أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وآخرين.

للأسف معظم أغنيات الراحلة لم يتم تسجيلها، لذا تأثرت شهرتها، ولم يمتد فنها عبر الأجيال اللاحقة، مع العلم أن كثير من أغنياتها كانت للجيش المصري أثناء حرب أكتوبر، فقد كانت تمتلك من الوطنية ما يكفي لجعلها تجوب محافظات الجمهورية من الإسكندرية لأسوان في سبيل المجهود الحربي. 

من المواقف التي افتخرت بها سعاد محمد، كان موقفًا ذكرته ابنتها (إيمان) خلال حوارها الصحفي مع جريدة (الشرق الأوسط)، والذي أكد أن والدتها كانت بحق (مطربة السادات)، حيث قالت: "كان الرئيس الراحل يعشق صوتها ويطلب منها الغناء له في الحفلات)، متابعة: "أتذكر واقعة حدثت تؤكد إعجاب السادات بصوت والدتي، ففي إحدى المرات كان يذاع لها على التلفزيون حفل غنائي على الهواء، وكان يشاهدها الرئيس، وظلت تغني حتى منتصف الليل، ومن المفترض أن تنزل عليها الأستار لأن المسارح الغنائية كانت تغلق عند الساعة 12 صباحا".

وذكرت إيمان في حوارها أن الرئيس أنور السادات اتصل بالمسرح وأمرهم بعدم إسدال الستار على المطربة لحين انتهائها من وصلتها الغنائية، وهو ما فسر حب السادات لصوت سعاد محمد، وفور علمها بخبر اغتياله انهارت من البكاء، وجاءت من لندن سريعًا لحضور جنازته.

شارك الخبر على