كأس العالم روسيا ٢٠١٨... الأبطال السابقون مرشحون والأمل في بطل تاسع

ما يقرب من ٦ سنوات فى كونا

من روجيه زياده (تقرير)

الكويت - 6 - 6 (كونا) -- مع انطلاق أي مسابقة رياضية تكثر التوقعات والترشيحات بهوية من سينافس على اللقب ومن سيحظى به في النهاية.
هذه هي الحال مع كأس العالم في كرة القدم والتي تستضيفها روسيا لأول مرة في تاريخها بمشاركة 32 منتخبا من بينها سبعة من الحاصلين على هذا اللقب سابقا ومنهم أكثر من مرة واحدة وبالتالي فهم حكما وبدرجات متفاوتة مرشحون للمنافسة على لقب هذه البطولة رغم أن هناك من يمني النفس بأن تقدم هذه الدورة بطلا جديدا علما بأن هناك منتخبات من الممكن أن تنجح في تحقيق ذلك.
وتاريخيا توزعت ألقاب الدورات ال20 السابقة على ثمانية منتخبات يتقدمها منتخب البرازيل بفوزه بخمسة ألقاب يليه منتخبا ألمانيا وإيطاليا بأربعة ألقاب لكل منهما ثم أوروغواي والأرجنتين بلقبين لكل منهما فيما أحرزت منتخبات إنجلترا وفرنسا واسبانيا هذه الكأس مرة واحدة فقط.
وباستثناء أوروغواي التي ووفق الاعتقاد السائد في عالم المستديرة فإنها أحرزت لقبيها عندما كانت البطولة لا تزال في بداياتها وكانت هناك عوائق عديدة أمام مشاركات المنتخبات أو تطويرها وكذلك إيطاليا التي للأسف لم تتأهل الى هذه البطولة بما شكل مفاجأة كبرى فإنه يمكن القول إن المنتخبات الستة الأخرى تعتبر مرشحة للفوز بالبطولة طبعا بدرجات متفاوتة وحتى بحظوظ مختلفة نسبة الى تاريخها خلال الدورات الأخيرة بشكل خاص.
ونبدأ في هذا السياق من صاحب أكثر عدد ألقاب تاريخيا منتخب البرازيل المرشح الأول والدائم لحصد اللقب وهو بعد خيبته الكبرى على أرضه قبل أربع سنوات يسعى للتعويض ولديه القدرة على ذلك حيث ان صفوفه حافلة بالنجوم من الصف الأول لعل أبرزهم القائد نيمار وهو أغلى لاعب في العالم حاليا بعدما انتقل من برشلونة الاسباني الى باريس سان جرمان الفرنسي أوائل الموسم المنقضي مقابل نحو 222 مليون يورو (نحو 260 مليون دولار).
ويبرز ايضا اسم كل من فيليب كوتينيو (برشلونة) ودوغلاس كوستا (يوفنتوس) وفيرمينيو (ليفربول) وغبرايل خيسوس (مانشستر سيتي) وويليان (تشيلسي) كقوة ضاربة مرعبة في خطي الوسط والهجوم بينما يتمتع المنتخب بدفاع صلب أبرز نجومه مارسيلو (ريال مدريد) وميراندا (أتلتيكو مدريد) وتياغو سيلفا (باريس سان جرمان) ومن خلفهم الحارس البارز أليسون من فريق روما الايطالي.
كما انه لدى المنتخب مدرب جيد هو تيتو الذي تسلم منصبه منذ عامين بعد أن حقق بطولات محلية وقارية مع فريق (كورينثيانس) البرازيلي.
هناك بالطبع حامل اللقب منتخب ألمانيا الحاضر الدائم كما البرازيل والمكتمل الصفوف في كل المراكز ولديه تشكيلة تجمع النجوم المخضرمين مع الشباب الذين لا تنقصهم الخبرة علما بأن الألمان أحرزوا بتشكيلة رديفة لقب كأس القارات العام الماضي وهو ما يظهر مدى قوتهم.
وما يميز المنتخب الألماني الثبات في جهاز التدريبي حيث ان مدربه يواكيم لوف يتولى هذا المنصب منذ 12 عاما ويعتبر من أكثر المدربين نجاحا وهو يعتمد على تشكيلة مليئة بالنجوم في كافة المراكز من حراسة المرمى بوجود الكابتن مانويل نوير (بايرن) ومارك اندريه تيرشتيغن (برشلونة) الى الدفاع مع الثلاثي ماتس هاملز وجيرم بواتينغ وجوشوا كيميتش (بايرن) وأنطونيو روديغر (تشيلسي) وخط الوسط بقيادة مسعود أوزيل (أرسنال) وإلكاي غوندوغان (مانشستر سيتي) وسامي خضيرة (يوفنتوس) ويوليان دراكسلر (باريس سان جيرمان) وليون غوريتسكا (شالكه) فضلا عن الهجوم مع تيمو فيرنر (لايبزيغ) وتوماس موللر (بارين) وماركو رويس (دورتموند).
الاسم الثالث الذي يبرز بقوة كمنافس على اللقب هو المنتخب الفرنسي الذي استطاع المدرب ديدييه ديشان بكل راحة أن يستبعد العديد من اللاعبين البارزين من دون أن يقلق على مستوى المنتخب نظرا للإمكانات التي يتمتع بها اللاعبون الذين هم بحوزته في التشكيلة الأولية.
فليس بقدرة كل منتخب أن يستبعد أسماء من طراز ألكسندر لاكازيت (أرسنال) وأنتوني مارسيال (مانشستر يونايتد) وكينغسلي كومان (بايرن) فضلا عن المصاب ديميتري باييه (مرسيليا) من دون أن يتأثر وذلك لأن لدى الفريق نجوما كثرا من الصف الأول قد يكون أبرزهم أنطوان غريزمان (اتلتيكو مدريد) وثاني أغلى لاعب في العالم بول بوغبا (مانشستر يونايتد) يضاف اليهما كيليان مبابيه (باريس سان جرمان) وكل من أوليفييه جيرو ونغولو كانتي (تشيلسي) وتوما ليمار (موناكو) وعثمان ديمبيلي (برشلونة) ونبيل فقير (ليون) ورافاييل فاران (ريال مدريد) والحارس هوغو لوريس (توتنهام).
هناك منتخب إسبانيا الذي يمكن أن يفرض مرة أخرى سيطرته على الكرة بعد الفترة من 2008 حتى 2012 التي أحرز خلالها لقب كأس العالم مرة واحدة وكأس الأمم الأوروبية مرتين فهو الى جانب ضم تشكيلته الكثير من النجوم في كافة الصفوف فإنه مدعوم كذلك بالسيطرة المطلقة للفرق الاسبانية على البطولات الأوروبية خلال السنوات الماضية ولا سيما فريقا العاصمة ريال وأتلتيكو.
وفي هذا المنتخب يبرز الحارس ديفيد دي خيا (مانشستر يونايتد) كأفضل حارس مرمى في العالم برأي الكثيرين وهو سيكون أمامه خط دفاع شرس بقيادة سيرجيو راموس (ريال) وجيرارد بيكيه (برشلونة) وسيزار أزبيليكويتا (تشيلسي) وناشو مونريال (أرسنال).
لكن خط الوسط يبقى الأقوى في المنتخب الاسباني بقيادة الكبير أندريس إنييستا (برشلونة) الذي يخوض آخر بطولاته الكبرى قبل الاعتزال الدولي وديفيد سيلفا (مانشستر سيتي) وكوكي (أتلتيكو) وتياغو ألكنتارا (بايرن) وسيرجيو بوسكتس (برشلونة) والشابين إيسكو وماركو أسنسيو (ريال) وهم قادرون على تغذية أي هجوم بأفضل التمريرات القاتلة وبالتالي لن يكون تسجيل الأهداف صعبا رغم عدم وجود مهاجمين من الطراز الرفيع باستثناء دييغو كوستا (أتلتيكو).

وفي المقابل هناك ما يثير الاستغراب في المنتخب الأرجنتيني فكونه كان يضم خلال السنوات الماضية أبرز اللاعبين في الأندية الأوروبية وعلى رأسهم نجم (برشلونة) ليونيل ميسي إلا أن نتائجه على المستوى العالمي وحتى القاري لم تكن على قدر الآمال رغم أنه خاض نهائي كأس العالم و(كوبا أمريكا) إلا أنه لم يتوفق في إحراز أي لقب يرضي غليله ما أول نجمه الى حد إعلان اعتزال اللعب مع المنتخب قبل العودة عن قراره.
وللأسف ورغم كل نجومه لا يبدو المنتخب الأرجنتيني قادرا في (روسيا 2018) على إحراز اللقب فهو تأهل بشق النفس بعد تصفيات صعبة كما أن العديد من لاعبيه لم يقدموا المستوى المطلوب منهم في حين يبقى أداؤه مرتبطا بمدى فاعلية ميسي.
وقد تعود الأسباب الى أن مدربه جورجي سامباولي يرتكب العديد من الأخطاء وكان آخرها استبعاد هداف الدوري الإيطالي ماورو إيكاردي (انتر ميلانو) عن تشكيلة كأس العالم كمان كان يستبعد من قبله نجم (يوفنتوس) باولو ديبالا يضاف الى ذلك ان لدى المنتخب ضعفا في مركزي حراسة المرمى والدفاع حيث لا يمكن ذكر أي نجم فيما معدلات أعمارهم مرتفعة الى حد ما.
ويبقى السؤال فيما إذا كان بإمكان خطي الوسط والهجوم تعويض هذا النقص رغم ان هناك شكوكا بذلك في ظل تراجع مستويات كل من أنجل دي ماريا (باريس سان جرمان) وغونزالو هيغواين (يوفنتوس) والاصابات المتكررة لسيرجيو أغويرو (مانشستر سيتي).
للمنتخب الإنجليزي حكاية أخرى عنوانها الإخفاقات المتكررة في البطولات الكبرى ولا سيما في السنوات الأخيرة فمنتخب مهد الكرة يعاني الكثير ويسقط عند أول حاجز في معظم الأوقات وهو أمر غريب عندما نعلم أن لديه نجوما على مستوى رفيع وأنه يحقق خلال التصفيات نتائج شبه كاملة. ولا يتوقع أن يتغير الأمر كثيرا في البطولة الحالية إلا إذا استطاع المدرب الشاب غاريث ساوثغايت استخراج الأفضل من تشكيلته الشابة والتي طوى فيها صفحات قديمة من اللاعبين الذين رغم إنجازاتهم مع فرقهم إلا انهم لم يقدموا أي شيء مع المنتخب.
لكن النقص في الخبرة قد يضر بفرص المنتخب إذ انه باستثناء المدافع غاري كاهيل (تشيلسي) لا يحمل أي من اللاعبين الآخرين أي خبرة معتبرة في بطولة كبرى مثل كأس العالم ليبقى اتكال المدرب على مدى تأقلم التشكيلة وشخصية بعض قادة مراكزها ومنهم إضافة الى كاهيل كل من جوردان هندرسون (ليفربول) وآشلي يونغ (مانشستر يونايتد) وهاري كين (توتنهام) ورحيم سترلينغ (مانشستر سيتي).
إضافة الى كل ذلك هناك منتخبان قد يفجران مفاجأة كبيرة وهما قادران على ذلك وهما منتخب بلجيكا الذي يحتل المركز الثالث في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم على مستوى العالم بعد ألمانيا الأولى والبرازيل الثانية وهو يضم تشكيلة مرعبة من حراسة المرمى مع تيبو كورتوا (تشيلسي) الى الدفاع مع توبي ألدرويلرد ويان فرتونغن (توتنهام) وخط الوسط مع النجمين كيفن دي بروين (مانشستر سيتي) وإيدن هازارد (تشيلسي) الى جانب يانيك كاراسكو (داليان الصيني) ومروان فليني (مانشستر يونايتد) وأخيرا الهجوم مع روميلو لوكاكو (مانشستر يونايتد) وميتشي باتشواي (تشيلسي) ومعهم قد ينضم المنتخب البلجيكي الى قائمة الأبطال شرط أن ينجح المدرب الاسباني روبرتو مارتينيز في قيادتهم كما يجب.
وأخيرا وبعدما أخفق مرارا في السابق رغم الترشيحات التي تدعم تحقيقه نتائج جيدة إلا انه وبعد فوزه ببطولة الأمم الأوروبية في فرنسا منذ عامين قد يحقق المنتخب البرتغالي إنجازا آخر ويحرز هذه المرة كأس العالم بقيادة نجمه كريستيانو رونالدو (ريال مدريد) تحت إشراف المدرب المخضرم فرناندو سانتوس.
والى رونالدو يضم المنتخب العديد من اللاعبين الجيدين وأبرزهم المدافع رافاييل غيريرو (دورتموند) ولاعبو خط الوسط جواو موتينيو (موناكو) وبرناردو سيلفا (مانشستر سيتي) وويليام كارفالو (سبورتينغ) والمهاجمان أندريه سيلفا (ميلان) وريكاردو كواريسما (بشيكطاش).
رغم كل التوقعات والترشيحات فإن كل ما سبق قد يأتي مغايرا وقد تسقط منتخبات كبرى فيما تبرز أخرى صغيرة حيث أنه ابتداء من 14 يونيو الجاري وحدها الكرة على المستطيل الأخضر هي التي ستتكلم وستوصل بنتائجها بطلا واحدا سيدخل الفرح الى قلب شعبه ومشجعيه حول العالم. (النهاية) ر ج

شارك الخبر على