٣٠ داعشيّاً يشنّون هجوماً ليليّاً على سامراء في أعنف خرق منذ ٦ أشهر

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 بغداد/ وائل نعمة
شنّ مسلحون، بينهم انتحاريون، هجوماً عنيفاً في وقت متأخر من ليل الإثنين/ الثلاثاء على بلدة في جنوب غرب سامراء، تزامناً مع الذكرى السنوية الرابعة لـ"غزوة"سيطر فيها عناصر داعش على المدينة عدة ساعات قبل سقوط الموصل بـ5 أيام فقط.واستمر الهجوم الاخير، وهو الأوسع في محافظة صلاح الدين منذ إعلان هزيمة داعش نهاية العام الماضي نحو 5 ساعات، قام خلاله انتحاريون بتفجير أنفسهم مستهدفين قوات محلية تابعة لإحدى تشكيلات الحشد الشعبي في صلاح الدين.وتمكن"الحشد"أثناء الهجوم من قتل نصف المسلحين البالغ عددهم 30 تقريبا، قبل أن يفرّ الباقون باتجاه الصحراء المحاذية للانبار التي يتوقع أنهم قد جاءوا منها، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوة العراقية.ومازالت عناصر من داعش، بحسب زعامات عشائرية سُنية، تختبئ في مناطق زراعية وعرة في صلاح الدين، وتتلقى دعماً من بعض الاهالي الذين انتمى أبناؤهم في السنوات السابقة الى التنظيم.وتكررت في الأسبوعين الماضيين الهجمات المسلحة في المحافظة، في وقت حذرت فيه السطات المحلية هناك من استهداف المدن ودور العبادة في سامراء.وأعدم مسلحون أكثر من 10 مدنيين ضمن عائلتين، في هجومين منفصلين على نفس المكان خلال أسبوع، كما هاجم التنظيم خلال تلك الفترة حقول النفط في شرق تكريت.وزرع تنظيم داعش بحسب مسؤولين أمنيين، خلال تلك الايام عشرات العبوات الناسفة في مناطق شمال غربي صلاح الدين، كما قتل ضابط رفيع في الشرطة بهجوم في منطقة ساخنة محاذية لديالى.التسلُّل عبر الصحراءوفي هذا الشأن كشف مهدي تقي الآمرلي، وهو عضو في مجلس محافظة صلاح الدين ومرشح فائز لمجلس النواب عن منظمة بدر، عن تعرض قطعات"سرايا السلام"ضمن تشكيلات الحشد الشعبي، التابعة للتيار الصدري، الى هجوم عنيف ليلة أول من أمس (الإثنين)، في منطقة جزيرة سامراء، جنوب غرب المدينة ذات الرمزية الدينية العالية.وأوضح الآمرلي في اتصال مع (المدى) أمس، أن"الهجوم حدث بعد الساعة الـ10 من مساء الإثنين واستمر الى ما بعد الثانية والنصف فجراً". واشار الى ان المهاجمين الذين يعتقد بأنهم من مقاتلي داعش كانوا بنحو 30 شخصاً بينهم انتحاريون.وتصدت"السرايا"للهجوم، فيما فجّر الانتحاريون أنفسهم على مقاتلي"الحشد"مما أدى الى مقتل اثنين وإصابة آخرين. واضاف الآمرلي، ان"السرايا قتلت 13 مسلحا من المهاجمين، فيما فرّ الآخرون الى الصحراء المشتركة مع الانبار".وبعد الهجوم أعلنت"السرايا"انطلاق عملية سميت بـ"بدر الكبرى"في مناطق غرب سامراء، لملاحقة عناصر وجيوب تنظيم داعش.ووقع الهجوم الاخير في مثلث صحراوي واسع يقع بين نهري دجلة والفرات، ويربط صلاح الدين مع الانبار ونينوى، وهو مكان يتوقع بانه مازال يضم عدداً من فلول داعش، فيما لا توجد معلومات واضحة عن تلك المنطقة ولا حتى إشارات في"الغوغل إيرث".ويقول مهدي الآمرلي الذي كان يرتدي الزي العسكري قبل ان يترشح للانتخابات في أيار الماضي، ان"اتساع المنطقة يحتاج الى عمليات عسكرية كبيرة للسيطرة على تسلل المسلحين".وتزامن الهجوم الأخير في الذكرى السنوية الرابعة لاستعراض داعش لقوته قبل ظهوره بشكل علني في 10 حزيران 2014، حين استطاع اختراق عدد من الوحدات العسكرية قرب سامراء وفتح الساتر الترابي المحيط بالمدينة بالجرافات.وسيطر في ذلك الهجوم الذي كان ينوي من ورائه هدم مرقدي الإماميين العسكريين او تفجير سد سامراء، لنحو 20 ساعة على المدينة، قبل ان يختفي عن الانظار ويظهر بعد 4 أيام في الموصل.إعدام مدنيينوحذرت اللجنة الامنية في المحافظة، الأحد الماضي، عن وجود تهديدات حقيقية لاستهداف دور العبادة والمدنيين شرقي المحافظة، وبهذا الصدد كشف بدر الفحل النائب عن صلاح الدين، في تصريح لـ(المدى) امس عن ان"داعش أعدم 12 مدنيا من عائلة واحدة في هجوم شنه قبل 3 أيام في قرية في جنوب بلد، الواقعة في جنوب سامراء".واعتبر الفحل، ان الحادث"تطور خطير"، لأن المسلحين يستطيعون تجاوز القوات الامنية واقتحام مناطق محررة منذ 3 سنوات. وتوقع النائب أن"تكون العائلة المستهدفة، ينتمي أحد افرادها الى الشرطة أو يعمل في وظيفة حكومية".ويعتبر داعش الموظفين في الحكومة العراقية من الطائفة السنية"مرتدّين"تطبق عليهم عقوبة القتل. بدوره يؤكد منير الجبوري، وهو عضو في مجلس محافظة صلاح الدين في اتصال امس مع (المدى) ان"الحادث الاخير ليس الاول، فقد سبقه هجوم آخر قبل 10 أيام في نفس المنطقة واستهدف مدنيين ايضا"، فيما قدر أعداد الضحايا بنحو 3 أشخاص.ويشير المسؤول المحلي الى ان التنظيم المتطرف يحاول"ترويع المدنيين"من خلال تلك الهجمات، نافياً قدرته على شن هجمات واسعة او السيطرة على مناطق.وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، في نيسان 2015 تحرير تكريت والمناطق المحيطة بها، فيما تأخر تحرير مناطق شمال سامراء الى العام الذي تلاه.ومنذ ذلك الإعلان وحتى بعد انتهاء العمليات العسكرية الرسمية ضد داعش نهاية 2017، تعرضت مناطق شرق تكريت الى هجمات متعددة منطلقة من جبال حمرين ومطيبجية، البلدة المشتركة مع ديالى والتي عجزت نحو 15 حملة عسكرية على تطهيرها.وهاجم مسلحون مطلع حزيران الحالي، حقول نفط"علاس"في شرق صلاح الدين، واستبكوا مع القوات هناك، كما كان العميد محمد الجبوري، قائد شرطة العلم، شرق تكريت، قد قتل نهاية أيار الماضي، في انفجار عبوة ناسفة قرب"مطيبجة"في إحدى العمليات العسكرية للسيطرة على تلك المنطقة.عوائل داعشوفي مكحول، شمال غرب سامراء، عثرت قوات الحشد العشائري على 20 عبوة خلال أقل من أسبوعين، تمت زراعتها في وقت قريب، بعد عمليات التطهير في العام الماضي. بحسب ما قاله عشم الجبوري، قائد لواء صلاح الدين ضمن تشكيلات الحشد الشعبي في المحافظة.وأكد الجبوري في اتصال مع (المدى) أمس أن قوته تواجه مصاعب في قاطع عملها في"مكحول"بسبب انتشار العبوات الناسفة. ومكحول هي منطقة جبلية وعرة في شمال تكريت، شهدت خلال السنوات الماضية أعنف المواجهات ضد داعش.وفي الاسبوعين الماضيين انفجرت 5 عبوات على مقاتلي الجبوري، أسفرت عن جرح عدد منهم. ويشير الزعيم العشائري السُني الى ان وجود"قرى قرب مكحول لديهم ابناء ينتمون الى داعش تمد المسلحين الذين يختبئون بالجبل بالمال والغذاء والسلاح. وأكد الجبوري أن"كل عوائل التنظيم في المحافظة مازالت تتواصل مع أبنائها".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على