التايمز نهر دجلة يتعرض للجفاف لأول مرة في التاريخ الحديث

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 ترجمة / حامد أحمد
تسبب انخفاض مناسيب نهر دجلة بمعدلات عالية جدا في أزمة كبيرة. وصار بإمكان اهالي بغداد الخوض فيه وعبوره مشياً في أول حالة من نوعها في التاريخ الحديث.ألقيت لائمة التراجع المفاجئ في مناسيب المياه على تركيا وسدّها الجديد، إليسو، الذي تم إنشاؤه على حوض النهر وبدأت تركيا بتخزين المياه فيه وملئه هذا العام.
الانخفاض المفاجئ في مناسيب المياه بمستوى كبير جدا في معظم مناطق العراق سلّط الضوء على إخفاقات الإدارة الحكومية في بغداد. ومن المعروف بشكل عام بقاء العراق يعتمد على نهري دجلة والفرات اللذين كان لهما الدور في بزوغ حضارة وادي الرافدين منذ آلاف السنين.وكتب الباحث مصطفى حبيب، عن هذه الازمة قائلا إنها حالة غير مسبوقة، وان"هناك روايات محلية تشير الى ان النهر تعرض للجفاف مرة في بداية القرن الماضي وكان لأيام قليلة فقط، ولكن هذا غير مؤكد. أما الكتب التاريخية الموثوقة فتقول بأن النهر لم يتعرّض للجفاف مثل ما حصل هذه المرة منذ مئات السنين."بدوره عقد البرلمان العراقي، المكبل بنتيجة غير محسومة لانتخابات الشهر الماضي، السبت جلسة طارئة لمناقشة الازمة. وقد حضرها 50 نائبا فقط من مجموع 329 عضو برلمان.وزير الموارد المائية حسن الجنابي الذي كان حاضراً دافع عن الحكومة بقوله إنها كانت على دراية بالمشكلة مسبقا ووضعت خطة من 24 نقطة للتعامل معها.وحثّ الوزير الاهالي على تخزين المياه، لكنه ألقى باللوم قانونيا على تركيا، مؤكدا بقوله"هناك اتفاقية موقعة بين العراق وتركيا للتنسيق في ما بينهما مسبقا بخصوص ملء السد. مع ذلك بدأت تركيا بملء السد في 1 آذار الماضي".كان من المفترض ان يبدأ ملء السد في 1 حزيران، ويسمح بعدها بتدفق مزيد من المياه خلال مرحلة مهمة تتزامن مع موسم زراعة المحاصيل، لكن ازمة الحرب مع داعش في العراق ألقت بظلالها على هذه الازمة، حيث أدت الى حدوث أزمة من نوع آخر على نهر دجلة.بعد سيطرة داعش على سد الموصل عام 2014 كانت هناك مخاوف من ان احتمال ارتفاع مناسيب مستويات الماء المخزون خلف جدران السد قد تؤدي الى تصدعه وانهياره مسبباً غرق نصف البلاد. تجهيزات العراق بالمياه كانت متدنية قبل بدء تركيا بملء السد الجديد. معدلات تدفقات المياه عبر العقد الماضي كانت أقل من نصف معدلاتها قبل ذلك بفترة طويلة، وان أهوار المنطقة الجنوبية، التي تم إحياؤها بعد تجفيفها في عهد نظام صدام حسين وإدراجها ضمن لائحة مواقع التراث الدولي لليونسكو في العام 2016، قد بدأت بالتعرض للجفاف مرة اخرى.فضلاً عن ذلك فان معدلات هطول الأمطار انخفضت دون ثلاثة أرباع معدلاتها السابقة خلال السنين الاخيرة في وقت تتعرض المنطقة لعوامل التغيرات المناخية تجعلها اكثر سخونة وجفافا.مع ذلك، فان الصور التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي في بغداد عن النهر جاءت لتشكل صدمة. في احدى الصور ظهر رجل يقف منتصف النهر وبالكاد يغطي الماء ركبته.السفير التركي في بغداد، فاتح يلدز، دافع عن سياسات دولته بقوله ان تركيا تأثرت ايضا بالجفاف الذي وصفه بانه الاسوأ منذ 40 عاما، واكد في مؤتمر صحفي في بغداد"الوصول الى اتفاق مشترك حول الفترة الخاصة بعملية ملء السد وهي من ١ حزيران الى ١ تشرين الثاني ٢٠١٨ وذلك في الاجتماع الثنائي الذي عقد في أنقرة يوم ١٥ أيار".واضاف يلدز انه"تم الاتفاق على إجراء اجتماع ثان بين وفدي البلدين في ٢ تشرين الثاني ٢٠١٨"، مبيناً ان"ملء سد إليسو لا يعني أبدا قطع جريان المياه. لذلك سيستمر جريان مياه نهر دجلة الطبيعي بالمقدار المتفق عليه في الفترة ١ حزيران - ا تشرين الثاني".ولفت الى انه"لن يستمر ملء سد إليسو لسنين طويلة. من المخطط ان يتم إتمام عملية الملء خلال السنة المقبلة، وان الهدف من السد ليس السقي، وإنما إنتاج الكهرباء. بمجرد توليد الطاقة سيتم إطلاق المياه الى العراق بصورة منتظمة".أما سلطات إقليم كردستان فقد ألقت باللوم على ايران، فقد انخفضت مناسيب مياه نهر الزاب الى معدلات متدنية جدا، واتهم حسن صفار، مدير المركز الوطني لموارد المياه في حكومة الاقليم، إيران بانتهاكها بنود اتفاقية المياه الدولية بحجز مياه الانهر وتحويل مجاريها.
عن: صحيفة التايمز البريطانية

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على