«العاصوف» تحرق صورة عبد الناصر.. السعودية تهين رموز مصر وترفض الإساءة لها
over 7 years in التحرير
شملت الحلقة الثامنة عشرة من المسلسل السعودي «العاصوف» مشهدا يضم أعضاء تنظيم مناهض لسياسات الدولة، يسمى بـ«ناصر»، وقائد التنظيم هو «راشد» -يجسده الفنان سامي حازم- الذى اجتمع بباقى الأعضاء من الرجال السعوديين لمناقشة خطواتهم وتحركاتهم المناهضة للنظام، ويؤكد القائد الذي يستضيف أعضاء التنظيم داخل منزله أن الشباب أصبحوا جاهزين للعمل السري، بينما يطرق الباب، إذا بـ«خالد» -الفنان ناصر القصبي- الذي جاء يحذرهم بأن المنزل مراقب من الاستخبارات، لينسحب الجميع والرعب يملأ قلوبهم، بينما يقوم قائد التنظيم بحرق صورة الزعيم جمال عبد الناصر؛ لكى ينفى علاقته بالتنظيم، ليتم القبض عليه بالفعل.
مصر ترفض إهانة رموزها
المشهد الذى لم تتخط مدته الدقيقتين، كان كفيلًا بأن يقلب الرأى العام المصري على هذا العمل السعودي وشبكة قنوات mbc المنتجة له، باعتبارهما أهانا أحد الرموز المصرية، ووجه رئيس المجلس الأعلى للإعلام، مكرم محمد أحمد، خلال الساعات الأخيرة من مساء أمس الإثنين، خطابًا إلى وزير الثقافة والإعلام السعودي، عوّاد بن ناصر، مطالبًا خلاله بحذف هذا المشهد من الحلقة، لأن حرق الصورة يعد إساءة إلى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وذكر البيان أن "هذا المشهد يمثل إهانة لرمز مصري وعربي كبير"، مشددًَا على ضرورة التنبيه على شركات الإنتاج والقناة بعدم المساس بالرموز العربية الوطنية.
الإصرار على الإساءة
اللافت أن شبكة قنوات mbc وفريق عمل «العاصوف» لم يقدما أي رد على خطاب «الأعلى للإعلام» حتى الآن، لنجد أن الحلقة التاسعة عشرة من المسلسل تبدأ بمشهد القبض على «راشد»؛ ليصيب الذعر أخاه «محسن» -الفنان عبد الإله السناني- والذى يدور بينه وبين «خالد» -الفنان ناصر القصبي- وينتهى بإشارته إلى صورة الرئيس جمال عبد الناصر المعلّقة على حائط الغرفة، قائلًا: «لا أبغى هذه الصورة تخلص منها»، بينما يشير الآخر إلى صورة الملك فيصل المعلقة بجوارها ويقول له: «هذه الصورة هي الحرز الذي يمنع عنه كل شر»، كما لو كانت القناة تتحدى الإعلام المصري وتعرض مشهدا آخر يتضمن صورة «عبد الناصر»، الذي تتم الإشارة إلى كونه سبب التطرف خلال فترة الثمانينيات التي تدور خلالها أحداث المسلسل.
الإخوان وعبد الناصر
«العاصوف» مأخوذ عن رواية «بيوت من تراب» للراحل عبد الرحمن الوابلي، والمخرج السوري الكبير المثنى صبح، من بطولة ناصر القصبي، دانة آل سالم، عبد اﻹله السناني، ريم عبد الله، حبيب الحبيب، حمد المزيني، مديحة كنيفاتي، فادي صبيح، وآخرين، ويتناول العمل الانتماءات السياسية التي نمت داخل السعودية مع بداية السبعينيات وتمثل كل شخصية من «عائلة الطيان» تيارا؛ فتجد أن الفنان ناصر القصبي يمثل التيار المعتدل، الفنان عبد اﻹله السناني يمثل التيار الليبرالي والفنان عبد العزيز السكيرين على علاقة بجماعة الإخوان المسلمين ومتأثر بأفكارهم.
ويتعرض المسلسل لوفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والشعبية الكبيرة التي يمتلكها فى الوطن العربي، كيف كان رد فعل الجماعة الإرهابية على هذا الحدث، وأثار ذكر «عبد الناصر» داخل «العاصوف» جدلًا كبير بين متابعي العمل، حيث أخذ البعض يتكهن بأن المسلسل يشير إلى أن الاضطهاد الذي عاصرته جماعة الإخوان أثناء عهده؛ كان سببًا فى فرارهم إلى السعودية بسبب قيام الملك فيصل بحمايتهم.
بين الرفض والقبول
«العاصوف» لم يمس فقط الدولة المصرية ورموزها، بل تسبب فى غضب عارم داخل المملكة العربية السعودية، فهناك دعوات شنها عدد كبير من السعوديين بوقف عرضه، مؤكدين أنه لا يمثل الشعب السعودي وأنه يسيء إليهم ويدعو إلى الانحراف كونه يقدم المرأة السعودية بصورة أكثر جرأة ويتطرق إلى زنى المحارم وخيانة الجار، وغيرها من الاتهامات التي وجهت لصناع المسلسل، فى المقابل هناك عدد آخر وجد أن العمل يتماشى مع سياسة الانفتاح الثقافي والفني والاجتماعي التي يتبعها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
نجد أن السباق الرمضاني الحالى شهد أيضًا أزمة «مصرية سعودية»، قبل انطلاقه بسبب عدم قبولهم بوجود أى شخصية داخل عمل مصري سيعرض على شاشة التليفزيون السعودي يسيء لشعبهم وسياساتهم، هي أزمة التى شاهدناها قبل أيام من انطلاق رمضان 2018 بين قناة sbc وشركة «العدل» جروب، والتى رفضت عرض مسلسل «أرض النفاق» بطولة الفنان محمد هنيدي، على شاشاتها بسبب مشاركة الإعلامى والصحفى إبراهيم عيسى فى دور -بائع الحبوب- على خلفية آرائه المناهضة لهم، ليتم استبعاده واستبدال الفنان سامي مغاوري به.. فكيف تقبل الدولة السعودية، التي رفضت عرض عمل فنى بسبب وجود فنان سبق وأبدى اعتراضه على قراراتها، بأن يتضمن مسلسلها «العاصوف» إهانة للرموز المصرية؟