«فطيرة الصاج».. سيدة موائد أهل سيناء

أكثر من ٧ سنوات فى أخبار اليوم

السيدات لازلن يخبزنها بالطريقة القديمة ويحتفظن بأدوات صناعتها

 

جلست أم محمد أمام قطعة «صاج» من الحديد، وأشعلت النار في قطع خشبية من تحته، واحاط بها أحفادها وهى تمسك بقطعة مستديرة من "العجين" وتمدده بيديها، وتستمر فى فردها حتى تصبح رقيقة، ثم تضعها على الصفيح الساخن لأقل من دقيقة واحدة، حتى تفوح رائحة الخبز، وينضج رغيفا شهيا،يتخاطفه الصغار ويأكلونه فى حماس وشهية بالغة.

ويعد خبز الصاج من التراث السيناوى الذى لايزال حيا ويستخدمه أبناء سيناء فى طعامهم، وخصوصا فى أكلاتهم الشهيرة مثل «الفتة والمرق»، ورغم رواج هذا الخبز فى الأفران الخاصة بمدينة العريش، إلا أن بعض النساء مثل «أم محمد»، مازلن يتمسكن بصناعته فى البيت، بنفس الطريقة التى رأين أمهاتهن يقمن بها،ولازالت كل واحدة منهن تحتفظ بالأدوات اللازمة لخبزه.

وتقول لنا أم محمد وهى تقوم برق كتلة "العجين" بكلتا يديها، ثم تستمر بفرده كالورقة، إن بعض النساء يستخدمن قطعة إسطوانية من الخشب، وتؤكد لنا أنها حريصة على خبزه فى بيتها، رغم توفر أصناف أخرى قد تكون أسهل فى تجهيزها، لكن هذا الخبز يحمل مذاقا خاصا بالنسبة لها، كنوع من التمسك بالعادات القديمة، التى تربت عليها، حيث كانت أمها تعده لأبيها، وعلمتها طريقة صنعه، حتى أعدته لزوجها وأولادها، وتعلم أيضاً كيفية صنعه لضمان استمراره.

كما يشير محمد سلمان أحد الخبازين فى العريش إلى أن فطير الصاج من أكثر انواع الخبز لمذاقه الطيب، واستخداماته فى بعض الوجبات التى لا تؤكل بدونه، خصوصا فى العزائم، كما يستخدمونه فى أكلات مختلفة، مثل الشاورما والطعمية، وفتة العدس.

ويوضح سليمان العياط الباحث فى التراث السيناوي، أن صناعة هذا النوع من الخبز ظهرت عام 3200 قبل الميلاد، ويشير إلى أن الكثير من ابناء سيناء ما زالوا يستخدمون الطرق التقليدية في صناعته من باب التمسك بتراثهم وتاريخهم.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على