من الأشهر اليوم؟

مثلما فعلها المسلسل الأشهر عالميا Game of Thrones وتصدر "التريند" العالمي خلال عرض مواسمه السبعة، نجح المسلسل المصري "طايع" في تصدر "تريند" موقع تويتر لليوم الثاني؛ بعدد ضحايا يتفوق عن كل المسلسلات المصرية في الدراما الرمضانية لهذا العام، وهو ما جعل كثيرا من متابعي المسلسل الأمريكي من الجمهور المصري يتذكر مذبحة الـ Red Wedding التي سال فيها شلال دماء في صراع العروش وقضينا ليلتها نبكي تأثرًا واندهاشًا من قدرة صناع العمل على التضحية بكل هذه الشخصيات الناجحة في أدوار البطولة.

طايع ضد Game of Thrones

قصة مسلسل Game of Thrones تختلف تماما عن مسلسل طايع، فالأخير يحكي عن صراع دكتور "طايع" -يقوم بدوره عمرو يوسف- ضد العادات والتقاليد الصعيدية التي تجبره على الأخذ بثأر أبيه، بينما هو يرفض سفك الدماء؛ فمهنته كطبيب تفيد أن ينقذ حياة الآخرين، وليس أن يأخذ أرواحهم، لكن الأقدار تقف في طريقه فحينما يهرب من الثأر للسجن يجبره ضابط على مساعدته للتخلص من "حربي" -يقوم بدوره عمرو عبد الجليل- أكبر تاجر آثار في الصعيد، وفي سبيل القبض على "حربي" يقع "طايع" في مشكلات كثيرة فيجد نفسه متورطًا في تجارة الآثار من ناحية ومن ناحية أخرى يحاول حماية حياة أسرته وزوجته الحامل التي يهددها "حربي"، لكن مع تطور الأحداث يفشل طايع في حمايتهم ويخسر كل شيء.

تدور أحداث مسلسل Game of Thrones الخيالية في إطار دراما مشوقة، ويحكي عن 7 عائلات نبيلة تحاول الوصول للعرش؛ فبعد وفاة الملك يبدأ شلال الدماء فكل منزل من المنازل التسعة يرى أنه أحق بالعرش، وفي سبيل الوصول إليه شاهدنا أهم الشخصيات تقتل في أول حلقات الموسم الأول من المسلسل، "نيد ستارك" الذي توقع المشاهدون أنه سيستولى على العرش، ومنذ ذلك الحين يحطم صناع العمل توقعات المشاهدين، وعلى رأسهم جورج أر مارتن، كاتب رواية أغنية من ثلج ونار، المأخوذ عنها أحداث المسلسل، ويبدو أن عائلة دياب، (محمد وخالد وشيرين)، يسيرون على نفس درب المفاجآت النارية.

صراع على السيطرة

رغم اختلاف قصة المسلسلين فإننا لن ننكر وجود تشابه واضح، يتمثل في رغبة المعلم "حربي" في السيطرة على تجارة الآثار، وفي سبيل ذلك يدخل في معارك مع "عصمت بيه"، الرجل الأعلى منه سلطة والمسئول عن تهريب الآثار، ولا تتوقف صراعات "حربي" عند هذا الحد؛ فغريمه الأساسي طوال حلقات المسلسل -حتى الآن- هو العمدة وهو لن يهدأ إلا بعد إذلاله وإخضاعه له؛ فالعمدة قتل ابنة "حربي" وهي حامل، أو هكذا يظن "حربي"، ولا بد أن يأخذ ثأره منه ويرى في عينه نفس نظرة الحسرة التي سببها له عندما قتل ابنته وحفيده، لكن المفاجأة أن الانتقام لم يهدئ من حزن "حربي" أو يخفف من ألمه على وفاة ابنته، بالعكس..

مسلسل Game of Thrones قائم بالأساس على فكرة السيطرة؛ فالعائلات بأكملها تتصارع على العرش، والبقاء هنا للأقوى والأكثر حيلة، ومن أكثر حيلة من شخصية "سيرسي" -يقوم بدورها لينا هيدي- فكل مرة نظن أن "سيرسي" فقدت قوتها وستلقى جزاء أعمالها الشريرة، نكتشف أن لديها "سبع أرواح" كما يقال؛ لتعود أقوى وأكثر رغبة في الانتقام، وهنا نجد تشابهًا بين بناء شخصية "سيرسي" و"حربي"، فالأولى تخلصت من كل أعدائها، وحققت انتقامها من قتلة أبنائها، ومع ذلك لم تهدأ، ولم يشف الانتقام غليلها، ليزداد أعداؤها، تمامًا مثل "حربي" الذي نجح في قتل "مهجة" -تقومم بدورها صبا مبارك- زوجة "طايع" في قلب البلد كلها ضده، والسؤال هنا هل يمكن أن تتوقع لنا عائلة دياب مصير "سيرسي" وتسبق الدراما المصرية مثيلتها في هوليوود؟ 

شلال الدماء

فاجأتنا عائلة دياب في الحلقة السادسة عشرة بمقتل "فواز" -قام بدوره أحمد داش- شقيق "طايع" الأصغر، وبعدها زوجته "مهجة"، ثم "ضاحي" -علي قاسم- زوج شقيقته، وفي كل مرة كنا نظن أن شلال الدماء انتهى في المسلسل يفاجئنا صناع العمل بموت جديد يتركنا غارقين في دموعنا، وتذكرنا حلقات "طايع" الدامية بحلقة Red Wedding في مسلسل "صراع العروش"، فكما ماتت "مهجة" بسبب الخيانة وظهرت والدتها -تقوم بدورها سلوى محمد علي- وكأنها جسد بلا روح، وفقدنا "فواز"، بالمقابل فقدنا في حلقة Red Wedding، روب ستارك شقيق جون سنو، وزوجته الحامل، وشاهدنا لحظة انكسار أمه على الشاشة التي تحاول أن تفديه بنفسها؛ لتكون نهايتها قتيلة بجواره.

نجح مسلسل "طايع" في جذب اهتمام المشاهدين، وخاصة شخصية "حربي" التي أجاد عمرو عبد الجليل تجسيدها؛ ففي حين تعاني الدراما من شخصية الشرير الباهتة التي لا تمتلك أبعادا، فقط شر خام لا تفهم أهدافه ولا دوافعه، فاجأنا "حربي" ببُعد إنساني في شخصية القاتل؛ فبعد أن تنهي بكاءك على "مهجة"، تجلس لتتابع "حربي" المنهك الذي لا يريد أن يفقد ابنا آخر ولا يعرف كيف يشفي نيران فقدانه لابنته حتى الآن، فينجح في كسب تعاطفك؛ ليضيف دورًا ناجحًا جديدًا إلى قائمة أدوار "عبد الجليل" المميزة.