نتنياهو في جولة أوروبية.. وعينه على إيران
over 7 years in التحرير
يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى أوروبا اليوم الإثنين، في محاولة لحشد الدعم من الدول الأوروبية لتعديل الاتفاق النووي مع إيران والضغط لإخراج القوات الإيرانية من سوريا.
ومن المقرر أن يجتمع نتنياهو مع قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، يبدأها بزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الإثنين.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن خطأ نتنياهو أمام مجلس الوزراء، الأحد، قوله إن إيران ستتصدر قائمة جدول أعماله، وأعرب عن تفاؤله بقيامه بزيارة ناجحة.
وكانت إسرائيل من أبرز منتقدي الاتفاقية النووية مع إيران، وقالت مؤخرٌا، إنها لن تسمح لإيران ببناء قواعد عسكرية دائمة لها في سوريا، وصرح نتنياهو "لقد وقفنا لسنوات بمفردنا ضد هذه التهديدات وأعتقد أن الوضع قد تغير للأفضل".
وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي عن جولته الأوروبية القادمة "سأبحث معهم سبل منع طموحات إيران النووية وتوسع إيران في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن هذه القضايا "حاسمة لأمن إسرائيل".
وحاول نتنياهو، دون جدوى، منع توقيع الاتفاق النووي، الذي خفف من العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، عندما تم التفاوض عليه في عام 2015 تحت قيادة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
اقرأ المزيد: «بلاك كيوب».. سلاح الموساد لقتل الاتفاق النووي الإيراني
إلا أن جهوده لقت صداها لدى الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، والذي أعلن الشهر الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن كل من الولايات المتحدة وإسرائيل تأملان في أن يؤدي انسحاب ترامب من الاتفاق إلى دفع جميع الأطراف إلى معالجة ما يقولون إنها أوجه القصور في الاتفاقية، بما في ذلك "بنود الغروب" التي تنهي القيود المفروضة على الأنشطة النووية الإيرانية بعد فترة معينة، فضلًا عن السماح لإيران بالاستمرار في تطوير صواريخ طويلة المدى.
وأكد نتنياهو إنه مع انتهاء الاتفاق على مدى العقد المقبل، ستمتلك إيران القدرة على إنتاج قنبلة نووية في وقت قصير للغاية.
وشاركت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، بالإضافة للولايات المتحدة وإيران في التفاوض على الاتفاقية، وقال الأعضاء الباقون إنهم ما زالوا ملتزمين ببنود الاتفاق، كما تحترم إيران جانبها من الاتفاق حتى الآن، رغم تهديد بعض كبار المسؤولين الإيرانيين باستئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده ستصر على إجراء حوار مع إيران، وأضاف أن فرنسا إلى جانب ألمانيا والمملكة المتحدة، كانوا "واضحين" أنهما ملتزمين بالاتفاق الحالي، باعتبارهما أفضل طريقة للسيطرة على النشاط النووي الإيراني.
وعلى العكس مما تقوله الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أن أوروبا تصر على أن اتفاقية عام 2015 فعالة وأن إيران قد التزمت ببنودها، حيث صرحت مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الأسبوع الماضي أنه "لا يوجد بديل".
اقرأ المزيد: «طهران تعمل على صنع قنبلة».. ما لم يقله نتنياهو عن برنامج إيران النووي
من جانبه قال عوديد عيران، السفير الإسرائيلي السابق لدى الاتحاد الأوروبي، إنه من غير المرجح أن يتمكن نتنياهو من إقناع نظرائه الأوروبيين بوجهة نظر مختلفة بخصوص الاتفاق الحالي.
لكنه أشار إلى أنه قد يتمكن من تغيير آرائهم بخصوص بعض التفاصيل غير المدرجة في الاتفاقية، مثل تطوير الصواريخ الإيرانية وإنهاء القيود على النشاط النووي.
وأضاف عيران، الذي يشغل حاليًا منصب كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب أنه "ليس سرا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد أن يغير الاتفاق بالكامل ويستبدله باتفاق يشمل القضايا الأخري"، إلا أنه أكد "لا أعتقد أنه سيغير سياسة هذه الدول، لكنه سيحصل على التزام بالعمل على هذه النقاط".
وكانت الدول الأوروبية قد اعترفت بمخاوفها بشأن الأنشطة العسكرية الإيرانية في المنطقة، وبرنامجها الصاروخي، لكنها سعت إلى الحفاظ على الاتفاقية النووية مع وضع اتفاق منفصل حول هذه القضايا.
وفي الوقت الذي تقول فيه إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، فقد أفرجت إسرائيل مؤخرًا عن عشرات الآلاف من الوثائق النووية الإيرانية، والتي قال نتنياهو إنها تثبت أن إيران كانت تسعى لصنع قنبلة نووية في الماضي، ومن المحتمل أن يناقش هذه المعلومات مع القادة الآخرين.
وقال عيران إن نتنياهو قد يحقق القليل من المكاسب في طلباته الأخرى بطرد القوات الايرانية من سوريا.
وأشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن نتنياهو طالما وصف إيران بأنها أكبر تهديد لها، مشيرًا إلى برنامجها النووي، ودعواتها إلى تدمير إسرائيل، ودعمها للجماعات الإرهابية المناهضة لإسرائيل.
اقرأ المزيد: بسبب الاتفاق النووي الإيراني.. الاتحاد الأوروبي يتحدى أمريكا
وتخشى إسرائيل أنه مع انتهاء الحرب الأهلية السورية، أن تحول إيران، التي دعمت قواتها وحلفائها من القوات الشيعية الرئيس السوري بشار الأسد، تركيزها إلى إسرائيل.
وأشار عيران إلى أنه يعتقد أن القادة الأوروبيين يتفهمون المخاوف الإسرائيلية، وقال "أعتقد أنه سيصل إلى نقاط تفاهم مشتركة بشأن مسألة نشر قوات إيرانية في سوريا وغيرها من الأنشطة الإيرانية في المنطقة".
وقال المسؤول الفرنسي إن النفوذ الإيراني في سوريا يحتاج إلى إعادة النظر فيه، وأن فرنسا توافق على أن الوجود العسكري الإيراني هناك يشكل تهديدًا لأمن المنطقة، وأضاف أن ماكرون سيسعى للاطلاع على الحوار الإسرائيلي مع روسيا، أحد الداعمين الرئيسيين للأسد، بخصوص إيران.
وكان المسؤولون الروس قد أشاروا في الأيام الأخيرة إلى أنه قد يكون هناك قريبا اتفاق على أن تقوم إيران بنقل قواتها بعيدا عن حدود إسرائيل، لكن لم يكن هناك تأكيد على التوصل إلى أي اتفاق.
وصرح نتنياهو الأسبوع الماضي "أن رحيل إيران من جنوب سوريا وحده لن يكفي"، مضيفًا أن "الصواريخ طويلة المدى التي تعمل إيران على نشرها في سوريا ستعرضنا للخطر، لذلك على إيران أن تغادر سوريا تماما".
وقالت الصحيفة العبرية، إنه بالإضافة إلى مناقشة التهديد الإيراني، من المرجح أن يستغل القادة الأوروبيين زيارة نتنياهو للإعراب عن قلقهم بشأن استخدام إسرائيل للذخيرة الحية ضد المظاهرات الفلسطينية على طول حدود غزة مع إسرائيل، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 110 فلسطينيين، وإصابة الآلاف منذ بدء الاحتجاجات قبل شهرين.
اقرأ المزيد: المواجهة الإسرائيلية الإيرانية.. طهران تستعد وتل أبيب تحذر
واتهم الاتحاد الأوروبي إسرائيل باستخدام القوة المفرطة، كما اتهمت جماعات حقوق الإنسان، القناصة الإسرائيليين بالتصرف بطريقة غير قانونية باستخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين العزل الذين لم يشكلوا تهديدًا مباشرًا لحياتهم.
ومن المقرر أن تكون ألمانيا أول محطة في جولة نتنياهو الأوروبية، وتعرض نتنياهو لانتقادات من ميركل بسبب سياسات الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وفي العام الماضي، هاجم نتنياهو وزير خارجية ألمانيا السابق زيجمار جابرييل، بعد أن التقى بمنظمة غير حكومية تنتقد سياسات إسرائيل في الضفة الغربية.
وفي فرنسا، سيحضر نتنياهو وماكرون حفلًا بمناسبة الذكرى السبعين لإنشاء إسرائيل، ثم سيتوجه إلى بريطانيا للاجتماع برئيسة الوزراء تيريزا ماي.