نهائي كأس آسيا للشباب المنتخب السعودي يحمل آمال العرب أمام نظيره الياباني
almost 9 years in قنا
المنامة في 29 أكتوبر /قنا/ يسدل الستار يوم الأحد على بطولة كأس آسيا تحت 19 عاما بإقامة المباراة النهائية التي تجمع المنتخبين السعودي والياباني على ملعب استاد البحرين الوطني، في مواجهة تؤكد المعطيات السابقة أنها ستكون ساخنة ومثيرة نظرا لما قدمه المنتخبان من مستويات أثبتا من خلالها أفضليتهما وجدارتهما في البطولة.
المواجهة النهائية هي بمثابة اختبار جدي للمنتخبين بعد تحقيقهما للكثير من الأهداف في هذه البطولة بداية من تأهلهما لنهائيات كأس العالم وعبورهما لكل المنتخبات بكل جدارة وتقديمهما لأسماء شابة وواعدة في سماء الكرة القارية سيكون لها شأن ومستقبل باهر في قادم السنوات، وأهمية المباراة وحساسيتها تأتي لتسطير إنجاز لكلا المنتخبين خصوصا المنتخب الياباني الساعي لتحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ البطولة التي انطلقت العام 1953، فيما توج "الأخضر" باللقب سابقا في مناسبتين "1986 و1992".
الجوانب الفنية بين المنتخبين السعودي والياباني تكاد تكون متشابهة ومتساوية ومتقاربة لا سيما مع الإمكانات الفردية للاعبيهما، ويتشابه أسلوب لاعبي المنتخبين في ظل تمتعهما بالكثير من مقومات اللعب السهل الممتنع وطريقة اللعب المتشابهة في فرض أسلوب وشخصية كل منهما على أرضية الملعب من خلال الاستحواذ على الكرة والسيطرة عليها لامتلاك منطقة المناورات التي تعتبر مسرحا للعمليات الهجومية.
ويملك المنتخبان قوة هجومية رائعة وقوية جعلتهما يدكان مرمى خصومها في جميع المباريات التي خاضاها في البطولة، ووصل عدد أهدافهما مجتمعة إلى 29 هدفا في 10 مباريات بواقع 16 هدفا للسعودية و13 لليابان مما يدلل على قدرتهما في اختراق كل التحصينات الدفاعية التي تواجههما في المباريات عبر المهارة الفردية العالية.
ويدخل المنتخب السعودي الشقيق المباراة على أمل حصوله على دعم ومساندة جماهيرية من خلال توافد أعداد كبيرة من الجماهير عن طريق جسر الملك فهد وهو ما يمنحه دافعا معنويا كبيرا سيزيد من حماس لاعبيه، ويجيد "الأخضر السعودي" اللعب السهل الممتنع وبناء الهجمة من الخلف نظرا لتواجد مجموعة مثالية من اللاعبين خصوصا في منطقة الوسط بقيادة المبدع سامي النجعي، ومن أمامه الهدافان عبدالرحمن اليامي وراكان العنزي وأيمن الخليف، ويتواجد عبدالإله العمري في خط الدفاع، ويعتمد المدرب سعد الشهري على أسلوب هجومي مفتوح بانتهاج طريقة 4/3/3 التي تتحول فوق أرضية الملعب بحسب معطياتها ومجرياتها.
وما يقلق مدرب المنتخب السعودي سعد الشهري هي حالة فريقه الدفاعية وتلقي شباكه للكثير من الأهداف في مبارياته الخمس التي خاضها في البطولة والتي وصلت إلى 11 هدفا، وربما يعمد الشهري إلى تغيير أسلوب اللعب من أجل الحفاظ على شباكه في ظل قوة الخصم وقدراته التي يتمتع بها.
وفي المقابل، فإن المنتخب الياباني لا يقل شأنا عن المنتخب السعودي ويتميز بقدراته الكبيرة خصوصا في عملية التنظيم التي يعتمدها مدربه اوياما والذي يعتمد على السيطرة على منطقة المناورات من خلال طريقة لعب لم تتغير وهي 4/4/2 والضغط على الخصم في منطقة الوسط وتشكيل حائط دفاعي في هذه المنطقة بالذات من أجل استعادة الكرة بأسرع وقت، ويجيد اليابانيون السيطرة والاستحواذ على الكرة عبر الانتشار الصحيح ومن ثم بناء الهجمة من الخلف ويملك المنتخب قوة دفاعية مثالية من خلال عدم اهتزاز شباكه والحفاظ على نظافتها طوال المباريات الخمس الماضية.
ويتميز اليابان أيضا بتواجد مهاجمين خطرين هما اوجاوا كوكي، ويوتو اوساكي ومعهما دون روتسو وكابتن المنتخب ساكاي دايسوتو واللاعب ميوشي كوجي صاحب النزعة الهجومية والقدرة على التسجيل وصناعة الأهداف، ومن المتوقع أن يستمر المدرب أوياما بذات النهج والأسلوب في مواجهة الغد.
ويعتبر مشوار المنتخب السعودي أصعب بكثير من مشوار المنتخب الياباني في كأس آسيا الـ39 لمنتخبات الشباب الحالية، لكن في الجهة الأخرى فإن اليابانيين هم الفريق الأكثر ثباتاً على المستوى في البطولة، وحتى بالمباراة نفسها فإنهم يسيرون على وتيرة واحدة ولا يتراجعون.
وحل المنتخب السعودي في المركز الثاني بالمجموعة الأولى في الدور التمهيدي بست نقاط، إذ خسر أولاً على يد منتخبنا بثلاثة أهداف لهدفين، وبات لزاماً عليه الفوز في المباراتين التاليتين وانتظار بقية النتائج، وأدى الفريق المهمة بنجاح، إذ تغلب على تايلاند بأربعة أهداف دون رد، وكانت مهمة التأهل أمام كوريا الجنوبية القوية وفاز الأخضر السعودي بهدفين لهدف وتأهل ثانياً.
وأصبحت أمام المنتخب السعودي مهمة صعبة للغاية في مواجهة العراق متصدر المجموعة الثانية، وتقدم الفريق بهدفين نظيفين لكنه ما لبث أن تلقى مثلهما وتم التمديد للشوطين الإضافيين وبعدها حسم السعوديون المباراة عبر ركلات الترجيح ولذلك تأهلوا لكأس العالم، ولكنهم كانوا ينظرون لأبعد من هذا الأمر وهو الشيء الذي جعلهم يتغلبون على إيران في نصف النهائي بستة أهداف لخمسة وبالتالي سيلعبون النهائي غدا، ولدى الفريق أقوى خط هجوم برصيد 16 هدفاً، لكن في المقابل لديه معدل دفاعي ضعيف للغاية كون شباكه تلقت 11 هدفاً.
أما المنتخب الياباني فقد تصدر المجموعة الثالثة بالدور التمهيدي وله 7 نقاط، إذ بدأ مشواره بتخطي المنتخب اليمني بثلاثية بيضاء، ثم تسيد مباراته أمام إيران لكنه عجز عن التسجيل وانتهت سلبية، وعاد ليفوز بثلاثة أهداف دون رد على قطر، ثم رفع هذا الرقم بربع النهائي حينما تغلب على طاجيكستان بأربعة أهداف دون مقابل ليتأهل لكأس العالم وللرباعي الذي فاز فيه بسهولة على فيتنام بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.
والفريق لديه معدل هجومي قوي، إذ سجل 13 هدفاً، وكذلك يملك أقوى خط دفاع كون شباكه لم تهتز ولا مرة طيلة البطولة.