هند بنت عتبة من عدوة للإسلام إلى مجاهدة في سبيل الله

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

كم من شخصيات عرفت بقوتها وجبروتها في الجاهلية وتحولت إلى شخصيات رحيمة ومتسامحة بعد دخولها الإسلام، وكان من هؤلاء أشخاص لم يصدق أحد وقتها أن تلين قلوبهم، ولم يقتصر الأمر فقط على الرجال، بل كانت هناك سيدات أشبه بالرجال في شدتهن، وعلى رأسهن هند بنت عتبة.

من هي هند بنت عتبة؟

هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشية، وهي أم الخليفة معاوية بن أبي سفيان، لم تكن امرأة عادية، بل ذاع صيتها في الجاهلية، لما اتصفت به من القوة، والجرأة، والثقة، والفصاحة، وكانت تعتز بنفسها، فهي تنتمي إلى أسياد قريش.

كانت هند من أشد الناس كرهًا للنبي، صلى الله عليه وسلم، والدين الإسلامي، وكل من يصدق محمدا، ولا يوجد في تاريخ المسلمين امرأة حملت في قلبها عداوة مثل التي حملتها هند في قلبها للنبي.

مثلت بعم النبي حمزة بن عبد المطلب بعد استشهاده

ازداد كره هند بنت عتبة للإسلام والمسلمين، فشاركت في غزوة أحد، وظلت تحرض المشركين على قتل المسلمين دون شفقة أو رحمة.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل طلبت هند من وحشي بن حرب، أن يقتل حمزة بن عبد المطلب عم النبي، ووعدته بأن تعتقه ويصير حرا إذا فعل ذلك، ولم يكذب وحشي خبرا، وقتل حمزة، وبعد أن فارق الحياة، ذهبت إليه هند ومثلت بجثته، وفي بعض الروايات، قيل إنها شقت بطنه وأخرجت أحشاءه ومضغت كبده، ثم لفظته.

من الجاهلية إلى الإسلام

ويظل الدين الإسلامي، هو دين التسامح، الذي يضرب لنا الأمثال دائما وأبدا، على أنه لا يعادي أشخاصا بل يعادي أفعالهم، فهذه هند بنت عتبة التي أضمرت عداوة في قلبها للنبي والمسلمين، وقتلت حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ومثلت بجثته، تعلن إسلامها فيعفو عنها النبي، بعد أن أهدر دمها وهي في الجاهلية.

كانت هند بنت عتبة متزوجة من أبي سفيان بن حرب، وعند فتح مكة، أخذه العباس بن عبد المطلب عم الرسول إلى النبي فأسلم، وبعده أسلمت هند حيث قالت له (إني أريد أن أبايع محمدا قال قد رأيتك تكذبين هذا الحديث أمس فقالت والله ما رأيت الله عُبد حق عبادته في هذا المسجد قبل الليلة، والله إن باتوا إلا مصلين، قال فإنك قد فعلت ما فعلت فاذهبي برجل من قومك معك، فذهبت إلى عثمان بن عفان، وقيل إلى أخيها أبى حذيفة بن عتبة، فذهب معها فاستأذن لها فدخلت وهي منتقبة، وقال الرسول لها بايعيني على أن لا تشركي بالله شيئا، فلما قال ولا يسرقن ولا يزنين، قالت هند وهل تزني الحرة وتسرق؟ فلما قال «ولا يقتلن أولادهن، قالت ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا»).

وأنجبت هند الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وشاركت مع المسلمين في غزوة اليرموك، وساندت المسلمين، وكما حرضت المشركين من قبل على قتل المسلمين، أصبحت تحرض المسلمين على قتل المشركين بعد أن شرح الله صدرها للإيمان.

شارك الخبر على