من فؤاد إلى «السيسي».. تاريخ حلف اليمين الدستورية فى مصر
حوالي ٧ سنوات فى التحرير
"أعاهد الله وأعاهدكم بأن أظل مخلصا فى عملي، مقاتلا من أجلكم وبكم لكى تظل مصرنا العزيزة الغالية فـى مقدمـة الأمـم، وختامـا، نـردد سويـا، تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر" بهذه الكلمات اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسى، خطابه للشعب عقب أداء اليمين الدستورية اليوم السبت.
ففى تمام الساعة الـ10٫30 صباحا استقبل مجلس النواب الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لأداء اليمين الدستورية أمام البرلمان، ليبدأ بذلك الرئيس فترة ولايته الثانية بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى شهر مارس الماضى وفاز فيها بنسبة 97% من الأصوات.
وطبقا للمادة 144 من الدستور، يحلف الرئيس اليمين الدستورية والتى يقول نصها "يشترط أن يؤدي رئيس الجمهورية قبل أن يتولى مهام منصبه أمام مجلس النواب اليمين الآتية: أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه".
الملك فاروق (عهد الملكية)
فى عهد الملكية لم يؤد الملك فؤاد الذى يعد أول ملك للبلاد والذى خلف والده السلطان حسين كامل، اليمين الدستورية أمام الجمعية التشريعية التى كانت تمثل البرلمان آنذاك، لأنها كانت معطلة منذ قيام الحرب العالمية الأولى فى عام 1914.
ومنذ أن تم وضع الدستور المصرى في العام 1882 بعهد الخديو توفيق، لم يتم أداء اليمين الدستورية باللغة العربية من قبل حاكم إلا في عهد الملك فاروق الأول 1937وأقسم الملك فاروق اليمين الدستورية، وكان نصها: "أحلف بالله العظيم أنى أحترم الدستور وقوانين الأمة المصرية، وأحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه".
محمد نجيب (النظام الجمهوري)
ثمانية رؤساء صعدوا إلى سدة حكم مصر، منذ أن بدأت مصر بالعمل بالنظام الجمهورى، وإلغاء الملكية فى أعقاب ثورة 23 يوليو 195، شهدت خلالها مصر الكثير من مراسم حلف اليمن الدستورية، كما أن مصر شهدت نقلة أخرى فى تغير القسم الدستورى فى عهد الملوك الذين تولوا حكم مصر.
بعد أن اختار الضباط الأحرارالرئيس محمد نجيب، بعد ثورة 23 يوليو، أدى القسم الجمهوري في الفناء الداخلي للقصر الجمهوري بعابدين في 23 يونيو 1953 أمام الوزراء ومجلس قيادة الثورة.
عبد الناصر ويمين الولاء
وفى أثناء الاحتفال أمسك عبد الناصر بالميكروفون وطلب من الجماهير التى احتشدت أمام القصر أن تردد وراءه يمين الولاء والمبايعة لنجيب، ثم ردد القسم والجماهير تردد وراءه: "اللهم إنا نشهدك وأنت السميع العليم أننا قد بايعنا اللواء أركان حرب محمد نجيب قائدا للثورة، ورئيسا لجمهورية مصر، كما أننا نقسم أن نحمى الجمهورية، بكل ما نملك من قوة وعزم، وأن نحرر الوطن بأرواحنا وأموالنا، وأن يكون شعارنا دائما، الاتحاد والنظام والعمل والله على ما نقول شهيد والله أكبر وتحيا الجمهورية والله أكبر والعزة لمصر" ثم توجه الرئيس نجيب بعد ذلك إلى الإذاعة وألقى خطابا على الشعب.
الحبيب بورقيبة وجمال عبد الناصر
كما شهدت فترة تولى الرئيس جمال عبد الناصر حلفه اليمين الدستورية، لثلاث مرات كانت الأولى عندما تولى مقاليد الحكم فى ٢٤ يونيو ١٩٥٦بعد أن تم انتخابه عن طريق الاستفتاء من الشعب بحسب ما كان ينص عليه دستور 1956، وأدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الذى ترأسه محمد أنور السادات.
أما المرة الثانية فكانت فى عام 1957، بعدما أدى عبد الناصر اليمين الدستورية كرئيس لمصر وسوريا عندما تم تنصيبه رئيسا "للجمهورية العربية المتحدة" وقتها، وفى مارس 1965، اختير ناصر لمرة ثالثة كرئيس للجمهورية، فى استفتاء جديد، وحلف اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة.
فترة حكم السادات
وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970، عين السادات رئيسًا خلفًا له باعتباره نائبًا، وبعد موافقة مجلس الأمة على ترشحه رئيسًا، وتم عمل استفتاء شعبي في 15 أكتوبر من نفس العام، أدى السادات اليمين الدستورية في مجلس الأمة أمام ممثلي الشعب، وفى 17 أكتوبر أدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة و كان نصه: "أقسم بالله العظيم، أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه".
وفي أكتوبر من العام 1976 أعيد اختيار السادات رئيسًا من خلال الاستفتاء الشعبي ليؤدي القسم للمرة الثانية واﻷخيرة قبل حادث اغتياله.
وبعد أن تم اغتيال السادات فى عام 1981 تولى صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب آنذاك رئاسة الجمهورية لمدة 60 يوما لحين انتخاب الرئيس الجديد؛ كما ينص الدستور المعدل لسنة 1980، وأدى اليمين الدستورية آنذاك.
مبارك
وفى عام 1980 وبعد أن تم تعديل الدستور وأدى الرئيس محمد حسنى مبارك اليمين الدستورية للفترة الأولى أمام مجلس الشعب في 14 أكتوبر من العام 1981، لتتوالى بعد ذلك لخمس فترات كانت آخرتها فى عام 2005 أدى خلالها اليمين الدستورية أمام مجلس النواب.
وفى عام 2012 أدى الرئيس محمد مرسى اليمين الدستورية، أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا كما كرره في جامعة القاهرة خلال احتفالية تنصيبه بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة.
الرئيس المعزول محمد مرسي
وعقب عزل الرئيس محمد مرسى فى أعقاب ثورة 30 يونيو، فى أثناء تولى المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية مقاليد الحكم فى يوليو 2013، أدى المستشار عدلي منصور اليمين الدستورية كرئيس مؤقت أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية.
السيسي والمحكمة الدستورية
وفى الحقبة الأخيرة أدى الرئيس عبد الفتاح السيسى اليمين الدستورية الأولى له داخل المحكمة الدستورية كرئيس منتخب لمصر فى عام 2014، ليبدأ فترة رئاسية عمرها أربع سنوات انتهت فى ٢٠١٨.
كما بدأت اليوم الحقبة الرئاسية الثانية وحلف الرئيس اليمين الدستورية، أمام مجلس النواب وهى المرة الأولى منذ ثورة الـ25 من يناير2011 التى يؤدى فيها الرئيس اليمين الدستورية أمام مجلس النواب.
وكان رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، قد قام بدعوة المجلس لعقد جلسة خاصة صباح اليوم فى تمام العاشرة والنصف صباحًا لأداء الرئيس السيسي اليمين الدستورية عن مدة ولايته الثانية عملا بحكم المادة 144 من الدستور والمادة 109 من اللائحة الداخلية للمجلس.
بدأت مراسم حلف اليمين الدستورية بعزف الموسيقى العسكرية السلام الوطنى وإطلاق المدفعية 21 طلقة احتفالا بالجلسة التاريخية مثلما حدث عند تأدية الرئيس السيسي لليمن الدستورية لأول مرة عام 2014 في مقر المحكمة الدستورية العليا.
كان فى استقبال الرئيس لدى وصوله الدكتور على عبد العال، والوكيل الأول السيد محمود الشريف، والوكيل الثاني سليمان وهدان، وأمين عام مجلس النواب المستشار أحمد سعد الدين.
كما حضر الجلسة رئيس الحكومة شريف إسماعيل، وأعضاء حكومته بالكامل، إضافة إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وكبار رجال الدولة، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية وعدد من الضيوف، وقيادات القوات المسلحة.