بعد مهاجمته للتحالف.. وزير الداخلية اليمني يتودد للإمارات

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

تحول نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، إلى شخصية جدلية تحمل الكثير من المواقف المتناقضة، أحدث تلك المواقف هي الزيارة التي يقوم بها حاليا لأبو ظبي بعد تصريحاته النارية ضد السعودية والإمارات، ومهاجمته التحالف العربي الذي يحارب في اليمن من أجل استعادة الشرعية والقضاء على ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

تصريحات نارية

تأتي زيارة الميسري عقب توتر في العلاقات بين الوزير اليمني ودولة الإمارات، ففي الوقت الذي تقوم الأخيرة بدور فعال باليمن كواحدة ضمن قوات التحالف العربى الداعمة للشرعية فى مواجهة ميليشيات الحوثي، اتهم الميسري خلال لقاء تليفزيوني مع شبكة "بي بي إس" الأمريكية، في 18 مايو الجاري، الإمارات بأنها تتحكم بإدارة الميناء والمطار في عدن، وأنه "لا يستطيع أحد الذهاب إليهما دون أخذ الإذن منها، وعدم استطاعته دخول العاصمة المؤقتة عدن، دون إذن من الإمارات العربية المتحدة".

سبق ذلك تصريحات له في أبريل الماضي، زعم خلالها أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، غير مرحب به ممن يحكمون السيطرة الأمنية على مطار عدن ومينائها ومداخلها، في إشارة إلى قوات التحالف المدعومة من الإمارات.

الميسري انتقد أيضا مساعي الإمارات إعادة أفراد من عائلة الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، خاصة نجل شقيقه العميد طارق محمد عبد الله صالح، إلى الواجهة، من خلال دعمه بقوات للمشاركة في عمليات التحالف ضد مسلحي أنصار الله، معتبرا ذلك رهانا على جواد خاسر، حسب تعبيره.

اقرأ أيضًا: «سقطرى» تثير أزمة بين الإمارات واليمن.. فهل تخدم الانقلاب الحوثي؟

الإشادة بدعم الإمارات

تحول موقف الميسري من الهجوم إلى الإشادة في محاولة لإزالة التوتر والتودد إلى الإمارات، حيث أشاد بالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لليمن.

وأشار الوزير اليمني، خلال لقائه في العاصمة الإماراتية أبوظبي، نائب رئيس الوزراء الإماراتي وزير الداخلية سيف بن زايد آل نهيان، إلى الدور الكبير والجهود الدؤوبة التي تبذلها وزارة الداخلية اليمنية، وما تحتاجه في هذا الظرف من مختلف أشكال الدعم والمساندة، مشيدا بما قدمته وتقدمه دولة الإمارات من مؤازرة ودعم للأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة.

وتم في اللقاء التأكيد على ضرورة وأهمية توحيد القرار تحت مرجعية وزارة الداخلية اليمنية ومع مختلف الأجهزة الأمنية التابعة لها في المحافظات اليمنية المحررة، وبما يرتقي بمستوى تنفيذ المهام بمستوى أفضل وينعكس على بسط المزيد من الأمن والاستقرار، حسب "سبأ".

اقرأ أيضًا: «صمت الشرعية».. هل يدفع الإمارات للانسحاب من اليمن؟

تبدل المواقف

يرى العديد من النشطاء اليمنيين أن الميسري معروف بتبدل المواقف، فقد فاجأ الميسري المتابعين في اليمن بتصريحات سعى من خلالها إلى مهاجمة التحالف العربي في اليمن، حيث ألمح إلى اتهام السعودية بـ"التخاذل" زاعمًا في الوقت ذاته أن الإمارات تمنع الرئيس عبد ربه منصور هادي من العودة إلى عدن، بحسب "إرم نيوز".

وألمح خلال تصريحاته لإذاعة فرنسا الدولية "ار اف اي"، باتهام للسعودية بالقول إن المملكة إذا أرادت تحرير تعز بالكامل لفعلت، وإذا أرادت دخول صنعاء، اليوم، لفعلت، في تصريح يريد من خلاله القول ضمنيًا إن المملكة لا تريد تحرير هذه المناطق، على حد زعمه.

اقرأ أيضًا: «الرعد الأحمر الإماراتي».. عملية برمائية قضت على مراكز قيادة الحوثي

كان رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، قد أعرب عن رفضه لمثل هذه التصريحات، قائلًا إن "الرئيس عبد ربه منصور هادي، يستطيع العودة وقتما شاء للعاصمة عدن".

وقال بن دغر، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط": "هذه مواقف نرفضها، نحن في الحكومة والرئاسة اليمنية، والأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي يستطيع العودة وقتما شاء للعاصمة عدن، نحن تحالف يقوم على مبادئ واضحة".

ضرورة التصحيح

يبدو أن الميسري غير موقفه في استجابة سريعة، بعد تحذير الإمارات للحكومة اليمنية ووزير داخليتها من "استمرار تماديها والتشكيك بدور الإمارات في التحالف العربي"، الذي تقوده السعودية وتعد الإمارات ثاني دولة أساسية فيه لدعم عودة الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثيين، وتنفذ ضربات على معاقل الجماعة منذ 26 مارس 2015.

صحيفة "الخليج" الإماراتية ذكرت في افتتاحيتها ردا على هجوم المسيري السابق، تحت عنوان "حاشية على ادعاءات الميسري": إن "الخلل في أركان الشرعية اليمنية بات واضحاً، مما يدعو إلى ضرورة التصحيح، فهنالك خطاب متناقض للشرعية لا يستقيم مع واقع الحال، ولا يتلاءم مع تضحيات التحالف العربي، ودولة الإمارات في قلبه والصميم".

وأضافت: "لقد خدم التحالف العربي اليمن وشعبه الشقيق بكل الحب والصدق، ولا يليق أن يقابل بهذه المواقف المتناقضة، التي يخشى أن تكون ناتجة عن خلافات بنيوية، أو عن توزيع أدوار مرتب، والموقف في الحالين سلبي ومضر ولا يجوز".

خطاب مرتبك

تابعت الصحيفة الإماراتية: "في خطاب الميسري المرتبك دعوة حق أريد بها باطل، حيث بسط السيطرة الكاملة للشرعية على المناطق المحررة مسألة فيها نظر في الوقت الراهن، ولا ريب أن مآل كل الأمور إلى الشرعية، لكن عملية التحرير مستمرة، وهي تحقق تقدماً يومياً، والتحالف العربي، والإمارات في قلبه وصميمه ثانية وثالثة وعاشرة، موجود لخدمة اليمن وتكريس شرعيته".

اقرأ أيضا: هل سعت الإمارات لوصول ترامب إلى البيت الأبيض؟

وطالبت صحيفة "الخليج" الوزير الميسري بأخذ بنصيحة الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية حينما نصح الميسري بأن يركز على الحوثي ويوجه رصاصاته صوبه، مذكرا إياه بقافلة الشهداء الإماراتيين.

وقالت في ختام افتتاحيتها: "الإمارات في اليمن لخير اليمن، لمستقبله ومستقبل شعبه الشقيق، وشرفاء اليمن الذين يردون على الميسري وغيره لا يدافعون عن الإمارات بقدر ما يدافعون عن اليمن، وسيادة وشرعية وأمن واستقرار اليمن".

شارك الخبر على