عبد الله بن عباس.. حبر الأمة وترجمان القرآن وبحر العلم

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

لا تنهض أمة في العالم إلا بعلمائها، فالأمة الجاهلة لا تستطيع أن تدافع عن نفسها، ولا أن تنتصر في معاركها، فالعلماء هم حصن الأمة ودرعها، والأمة الإسلامية تاريخها حافل بالعلماء وأصحاب المعرفة، ومن بين هؤلاء العلماء ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، الذي قال عنه النبي "إن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس"، ودعا له قائلا "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".

من هو عبد الله بن عباس؟

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، عرف برجاحة عقلة وذكائه منذ أن كان طفلا، وكان لا يترك النبي وتعلم منه الكثير، رغم صغر سنه.

لم يمنح القدر فرصة لابن عباس أن يصاحب النبي وينهل من علمه الكثير، حيث توفى النبي وعمر ابن عباس 15 عاما، ورغم أن الفترة التي عاشها مع النبي كان فيها طفلا فإنه روى عن النبي ما يقرب من 1660 حديثا.

حبر الأمة وفقيهها وبحر العلم

لم يكن ابن عباس مجرد صحابي دخل الإسلام واتبع النبي صلى الله عليه وسلم، ونهل من تعاليمه فقط، بل كان عالما جليلا أيضا، وكان على دراية واسعة بالقرآن الكريم وتفسيره.

اشتهر ابن عباس بكثرة علمه، حتى إنه لم يسكت عن سؤال سأله له أحد، وكان محاورا جيدا، ولا يخرج من نقاش إلا وأقنع بما يقول، حيث كان صاحب حجة قوية، وكان يستفيد من الحوار مع الآخرين ويزداد علما فوق علمه، وتعلم ابن عباس من عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب.

لقب ابن عباس بالعديد من الألقاب منها حبر الأمة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه "وإن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس"، وكذلك لقب بترجمان القرآن، ولقبه عمر بن الخطاب بفتى الكهول، وكان إذا ذكره قال: ذاكم كهل الفتيان".

وكان ابن عباس بحرا من العلم، فلديه الكثير من علوم القرآن والحديث والفقه، وقد سئل يوما عن سر هذا العلم كله، فأجاب بأن السر يكمن في سؤاله الدائم وعقله الذي لا يقبل أي شيء مباشرة بل يجب أن يشك فيه ويدققه ثم يقبله، وكان يتميز بذاكرته القوية، التي كانت تحتفظ بكل ما يحصل عليه من معرفة، وكان ينقل علمه للآخرين ولا يبخل به على أحد، ولا يكف عن جمع المعلومات، فكان فقيها وعالما جليلا.

وفاة ابن عباس

توفى ابن عباس وعمره 71 عاما، قدم خلالها نهرا من العلم لكل تلامذته، صعدت روحه إلى خالقه بعد أن تعلم الكثير وعلم غيره الكثير، وأفاد المسلمين بعلمه، ونقل عن نبي الأمة أحاديثه التي احتفظت بها ذاكرته على الرغم من صغر سنه.

 

 

شارك الخبر على