فاطمة بنت الخطاب.. أخت الفاروق التى كانت سببًا في دخوله الإسلام

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

عندما تولد البنت وتجد أن لها أخا غليظ القلب، فإنها تعيش عمرها خائفة منه، وتخشى أن تقع في خطأ، أو أن تفعل أمرًا يرفضه هو حتى لو كانت على حق، حتى لا يعاقبها بقسوته، ولكن هناك فتيات لا يخشون أحدا طالما يفعلن الصواب والحق، ومن أشهر الأمثلة فاطمة بنت الخطاب، التي دخلت الإسلام وتعمق في قلبها الإيمان وصدقت النبي، دون أن تخشى شقيقها الذي عرف بشدته وغلظته وكان الجميع يخاف منه.

من هي فاطمة بنت الخطاب؟

هي أم جميل فاطمة بنت الخطاب، أخت الفاروق عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين، وأمها هي حنتمة بنت هشام بن المغيرة.

أسلمت فاطمة على يد زوجها سعيد بن زيد، فبعد أن أسلم على يد أحد الصحابة ونطق الشهادتين بين يدي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ذهب إلى البيت وتحدث إلى فاطمة بما دخل قلبه من إيمان، فتوهج قلبها هي أيضا، وما أن أنهى حديثه إلا وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

وتميزت فاطمة بنقاء قلبها، وثباتها على الدين الإسلامي، وحبها للإسلام والمسلمين.

أسلم الفاروق عمر على يديها

كانت فاطمة سببا في إسلام أخيها عمر بن الخطاب، بعد استجابة دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي دعا فيه ربه قائلا "اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام"، حيث كان عمر بن الخطاب من أشد أعداء الإسلام، وكان يخطط لقتل النبي محمد".

ففي يوم خرج عمر متجها إلى رسول الله ليقتله، فالتقى به نعيم بن عبد الله وهو في طريقه للنبي، فسأله إلى أين يتجه، فأجابه عمر دون خوف أنه سيقل النبي محمد، وكان نعيم قد أسلم ولكنه يكتم إسلامه، فحاول إبعاد عمر عن طريق النبي، فقال له إن أخته فاطمة وزوجها قد أسلما، فغضب عمر وذهب إلى منزل أخته فاطمة مسرعا، فوجدهما يتعلمان القرآن، فضرب زوج أخته، ولطم أخته فسقطت منها صحيفة كانت تمسك بها، فالتقطها عمر ليقرأها فرفضت أخته حتى يتوضأ، وبالفعل توضأ ليقرأ الآية التي أنارت قلبه بالإيمان وتسببت في دخوله الإسلام استجابة لدعوة النبي محمد بأن يعز الله به الإسلام، والأية هي "طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6).

وبعد أن خرج عمر من عند أخته فاطمة ذهب إلى النبي محمد وقال له "يا رسول الله جئتك لأومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله".

وهكذا كانت فاطمة سببا في دخول عمر إلى الإسلام، بعد تمسكها الشديد بدينها، وحكمتها في التعامل مع أخيها.

شارك الخبر على