هل تنجح مبادرة ماكرون في توحيد فرقاء ليبيا وإجراء الانتخابات؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

في ظل انقسام المؤسسات الليبية وتنافسها، وتدهور الوضع الأمني، أعرب الليبيون عن التزامهم بتحصين الاتفاق بين الفرقاء برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بكل الوسائل الممكنة.

الليبيون متمسكون حاليا بنقل مقر البرلمان من طبرق إلى طرابلس، ووضع حد لازدواجية المؤسسات والبنى الحكومية ودعوة البرلمان ومجلس الدولة إلى إعادة توحيد البنك المركزي.

ووفقًا لإعلان باريس، فقد شدد على وضع المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية، ودعا إلى دعم الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة، والحوار القائم في القاهرة من أجل الوصول إلى مؤسسات عسكرية وأمنية مهنية، مسؤولة وموحدة، بحسب ليبيا اليوم. 

وخلص "الإعلان" إلى أن الأسرة الدولية مجمعة على دعم جميع الليبيين في ما اتفقوا عليه، بما في ذلك سعيهم لإدخال إصلاحات اقتصادية جوهرية وملائمة من أجل مستقبل زاهر.

اقرأ أيضًا: فرنسا تجمع فرقاء ليبيا.. وتقود مبادرة لتطبيق خارطة طريق سياسية 

وإذا كان المشاركون في اجتماع باريس، قد ركزوا على الإيجابيات التي تحققت، فإن النتائج التي توصلوا إليها، والتي وُضعت تحت مسمى التزامات، ينقصها توافر الشروط لوضعها موضع التنفيذ. 

المثير هنا أن الرئيس الفرنسي، أكد أنه حصل على التزام الأطراف الإقليمية والدولية، التي كان لها دائمًا دور في تأجيج النزاعات في ليبيا.

ماكرون يعتقد أن إعلان باريس سيكون مرجعا يعتد به بين الفرقاء الليبيين، معتبرًا أيضًا أنه إنجاز لم يسبق أن تحقق في الماضي، حيث كانت التناحرات والخلافات تحول دون تحقيق تقدم. 

وحسب الرئيس الفرنسي، فإن التوافق بين الأطراف الليبية والدعم الدولي، الذي يرافقه، يشكل الضمانة للعمل بمضمون الإعلان، فضلاً عن التزامات محددة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. 

أما بشأن الغموض الذي ما زال يحيط بالأسس التي ستُجرى على أساسها الانتخابات، فقد أمل ماكرون فى إزالته خلال الأسابيع القادمة، انطلاقًا من أن الجميع متفقون على الحاجة إلى إجرائها، والحاجة إلى أن تكون الأكثر نزاهة وفاعلية، وفقًا لـ"الشرق الأوسط".

اقرأ أيضًا: جدل حول تدخل فرنسا بالصراع الليبي.. ومصر تقود مبادرة لإنهاء الأزمة 

المجتمع الدولي اعتبر أن إعلان باريس هو خطوة تاريخية كبرى، كون المسار الليبي خرج من الطريق المسدود، ومن شلل الجهود الذي كان يتغذى من الانقسامات الليبية والخارجية.

السؤال هنا.. هل تنجح مبادرة ماكرون في توحيد فرقاء ليبيا؟

المحلل السياسي الليبي، صلاح الدين الزواوي، أكد أن الابتسامات المتبادلة بين الفرقاء السياسيين في ليبيا، خلال اجتماع مؤتمر باريس، عابرة ولا تعبر عن حل المشكلات القائمة بين أطراف الأزمة.

فبنود المؤتمر الـ8 التي أعلن عنها في نهاية الاجتماعات، لن يطبق منها شيء على أرض الواقع، خاصة أن جماعة الإخوان والقاعدة لا يتنازلان عن المكتسبات التي تحققت لهما في طرابلس، بالإضافة إلى سيطرتهما على مجلس الدولة والمجلس الرئاسي، بحسب الزواوي.

اقرأ أيضًا: الجنوب الليبي يشتعل.. والسراج يؤجج الصراعات مع حفتر 

أما المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، فلن يتنازل هو الآخر عن دخول العاصمة طرابلس لتحريرها من قبضة الميليشيات الإرهابية وتوحيد المؤسسة العسكرية، خاصة بعد مطالبة فايز السراج، بوضع الجيش تحت سلطة مدنية.

في حين رأت صحيفة "الكوريري ديلا سري، أن مساعي ماكرون بشأن توحيد الفرقاء الليبيين، ما هي إلا تكرار ثقب في الماء"، وهذا ما أكده ظهور قوات مصراتة مجددًا في طرابلس ومهاجمتها لحرس السراجن لتثبت معارضتها لأي فرضية اتفاق بين السراج وحفتر.

يمكن الإشارة هنا إلى أن الأطراف المشاركة قبلوا بهذه المبادئ أمام المجتمع الدولى، وسوف يتم نسيانها عقب الخروج من مطار باريس.

شارك الخبر على