إعلانات شركات الاتصالات.. الصرف على النجوم بدلًا من تحسين الخدمة

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

بينما تعتمد إعلانات شركات الاتصالات في مصر دائمًا على نجم أساسي "يشيل" الإعلان بأكمله، وخاصةً في موسم رمضان الذي ترتفع فيه نسب مشاهدات القنوات، كما فعلت أورانج في إعلان (جاري يا جاري) الذي ضم هند صبري ودنيا سمير غانم و"الكينج" محمد منير، نجد أن نظيراتها الأجنبية تركز على فكرة الإعلان في المقام الأول؛ فالأهم عندها هو تحسين جودة الشبكة والخدمة التي تقدمها، وآخر شيء تفكر فيه هو الاستعانة بنجوم صف أول مثل جورج كلوني أو براد بيت مثلا لتقديم الإعلان.

شركة اتصالات vs Ultra Broadband

رغم بساطة فكرة إعلان اتصالات Ultra Broadband، الذي يظهر الناس في وضع Pause (متوقف) منهم عازف طبلة، ورجل وامرأة يتحدثان في العمل، ومغنية، وولد يلعب على التابلت، وبائع تتساقط فاكهته، وتتوقف قبل أن تصل الأرض، ثم تظهر رسالة بسيطة في آخر الإعلان، أنك لو كنت من عملاء Ultra Broadband لن تنتظر مجددًا، أو تعاني معها من سوء التغطية.. في المقابل نجد أن إعلان اتصالات في رمضان يدور بأكمله حول النجوم فيه سواء محمد رمضان أو باقي النجوم معه، وفي النهاية ندرك أن هدف الإعلان ليس النجوم، وإنما إعلان اتصالات عن عروض إضافية، وكأننا "ناقصين" عروض! ربما استثمار الأموال في تحسين الخدمة سيكون أفضل.
 

مبالغ طائلة

بطبيعة الحال لا يظهر النجوم  في إعلانات الاتصالات بمبالغ متواضعة، وإنما بأجور مرتفعة للغاية، ولعل هذا السبب الذي يجعل الشركات الأمريكية تحجم عن الاستعانة بالنجم براد بيت مثلًا ليكون الوجه الإعلاني لها، كما فعلت اتصالات مع النجم محمد رمضان، بل تتعامل الشركات الأجنبية مع الميزانية التي خصصتها للإعلان بذكاء فتنفق مبالغ أكثر في تحسين الخدمة، وأقل في من يقدمون الإعلان، المهم هو أن تكون فكرته جذابة.
 

فودافون بالمصري ولا الأجنبي

كل عام تختار شركة فودافون العالمية نجوم جدد ليقدموا إعلاناتها الرمضانية، وهذا العام كانت الفكرة مبتكرة وجذابة بالفعل، وهي الاستعانة بنجوم المنتخب الوطني منهم أحمد فتحي وسعد سمير ليمثلوا أدوار في الإعلان، لكن نجومنا ومنهم أمير كرارة وعمرو يوسف، يغارون ويدخلوا في تنافس معهم في مباراة كرة قدم.

فكرة الإعلان هي أن نجوم المنتخب يجمعونا دائمًا، وبسبب تقليد اللاعبين خفيف الدم للممثلين والأغنية السهلة التي تجدها تترد على لسانك تلقائيًا، نجح إعلان فودافون في كسب قلوبنا، لكن ما علاقة كل ذلك بإعلان لشركة اتصالات؟!
 

لو قارنا إعلانات فودافون بآخر لفرع الشركة في بريطانيا، سنجد أنها قدمت هناك إعلانا ممتازا ومختصرا، بدون الاعتماد على أي نجوم، فنرى في الإعلان أبا تتصل به ابنته لتبلغه أن زوجها انفصل عنها، فيرد عليها بأنه سيكون عندها في دقائق، كل هذا وهما يتحدثان على الهاتف؛ لينفذ الأب وعده فعلًا؛ لو كان هذا الأب في مصر لظل نصف ساعة يكرر "مش سامعك" ولما تمكن من اللحاق بابنته أبدًا، لماذ إذن يحدث في مصر هكذا؟! 
 

هدف خفي وعميل غير راضي

السؤال هنا هل نتذكر ما الذي كان يحتويه الإعلان بعد انتهائه؟ لا أظن. نحن نتذكر النجوم التي كانت فيه، لكننا لا نتذكر الهدف منه أو الرسالة التي يوصلها للتسويق للشركة، ومن هنا جاءت المشكلة؛ فأي إعلان لابد أن يكون له هدف واضح لكي يجذب الجمهور؛ فنجومنا ليسوا بحاجة إلى دعاية، ومع كثرة شكوى المستخدمين من إعلانات شركات الاتصالات، لابد أن يكون الرد هو تحسين الخدمة وليس زيادة عدد النجوم في الإعلان، لكن الحال ليس هكذا حتى الآن.

كل عام تنفق شركات الاتصالات ملايين من أجل إعلاناتها، هذه ليست المشكلة، المشكلة أن تصرف كل هذه الأموال ويبقى الحال على ما هو عليه من شكوى عملاء، في حين أن نفس الشركات تصدر إعلانات مختلفة تمامًا في بلادها وتهتم بجودة الخدمة قبل اختيار النجم الذي سيمثل الإعلان.

شارك الخبر على