برنامج الديمقراطيين الأمريكيين

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

جيفري فرانكلعندما يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل، فمن المرجح أن تكون اختياراتهم موجهة بقضايا تتعلق بالمصالح الاقتصادية والمالية، وليس الشؤون الخارجية أو فضائح الرئيس دونالد ترامب. وإذا كان الديمقراطيون يأملون في استعادة السيطرة على مجلس النواب، فإنهم يحتاجون إلى برنامج يعالج المخاوف الاقتصادية للناخبين ــ وخاصة المخاوف التي تقض مضاجع العديد من الناخبين الذين انتخبوا ترامب في المقام الأول.لا يزال التصور التقليدي قائما: فوراء انتخاب ترامب كان المفهوم السائد بين الأسر المتوسطة بأنها تُرِكَت وراء ركب العولمة والتغير التكنولوجي، في حين ذهبت المكاسب المترتبة على هذه التطورات إلى الأغنياء. ولكن من حسن الحظ، من منظور أهل الاقتصاد، ليس من الصعب التفكير في مقترحات واضحة في ثمانية مجالات حرجة مرتبطة بوضع السياسات والتي من شأنها أن تعمل في وقت واحد على توسيع الكعكة الاقتصادية وتقسيم الشرائح على نحو أكثر إنصافا.يتعلق الاقتراح الأساسي الأول بالرعاية الصحية. إذ يتعين على الديمقراطيين أن يتعهدوا بتوسيع حصة الأمريكيين في التأمين الصحي، وليس تقليصها، وهو الاتجاه الذي عمل الجمهوريون نحوه. وهذا يعني بادئ ذي بدء إصلاح الضرر الذي أحدثه الجمهوريون بقانون الرعاية الميسرة (المعروف باسم «أوباما كير»).ثانيا، يجب أن يتعهد الديمقراطيون بالاستثمار في البنية الأساسية، بما في ذلك بناء وإصلاح الطرق والجسور، بتمويل من ضريبة أعلى على البنزين. ومثل هذه البنية الأساسية لن تساعد في دعم النمو الاقتصادي الطويل الأجل فحسب، بل وسوف تساعد في الأمد القريب أيضا في خلق وظائف للعمال الذين كانت آفاق تشغيلهم راكدة.يشكل الاستثمار في التعليم أيضا أهمية بالغة. وينبغي للديمقراطيين أن يعملوا بشكل خاص على ضمان التعليم ما قبل المدرسي للجميع، حتى يتسنى للأطفال أن يدخلوا رياض الأطفال وهم يتمتعون بفرص أكثر تساويا. كما ينبغي لهم أن يعملوا على توسيع القدرة على الوصول إلى التعليم العالي (وخاصة الكليات المجتمعية)، ولكن ليس من خلال تقديم قروض حكومية يجري توجيهها نحو جامعات هدفها تحقيق الربح والتي يخرج منها الطلاب وقد حُمِّلوا بديون كبيرة والقليل من أي شيء آخر. ولابد أن تكون المدارس التي تقدم معدلات تخرج كافية وسجلات توظيف جيدة فقط هي المؤهلة لهذه القروض.يتلخص البند الرئيس الرابع في البرنامج الاقتصادي الفعّال في التنظيم المالي، الذي يعمل الجمهوريون على إضعافه في توقيت سيئ بشكل خاص: في ذروة الدورتين المالية والتجارية. ينبغي للديمقراطيين أن يضاعفوا جهودهم لحماية إصلاحات دود-فرانك التي بدأ تنفيذها بعد الأزمة المالية في العام 2008. ويشمل هذا نسبة الرافعة المالية التكميلية المطلوبة من أكبر البنوك، والتي يعمل القائمون على التنظيم المعينون حديثا على تخفيفها. علاوة على ذلك، ينبغي للديمقراطيين أن يستأنفوا العمل الجيد الذي قام به مكتب الحماية المالية للمستهلك حتى الآن ــ على سبيل المثال، تنظيم قروض الدفع اليومي، وقروض الطلاب، وقروض السيارات، وديون بطاقات الائتمان. ينبغي لهم أيضا أن يعيدوا العمل بقاعدة الوكيل الائتماني التي أقرها الرئيس باراك أوباما، والتي تلزم المستشارين الماليين المحترفين بوضع مصالح موكليهم أولا عندما يقدمون إليهم المشورة بشأن الأصول المستثمرة في خطط التقاعد.المجال الخامس الذي يحتاج إلى المعالجة من قِبَل الديمقراطيين هو الضرائب. وبشكل خاص، من أجل «جعل العمل مجزيا» ينبغي لهم أن يعملوا على تقليل معدلات ضريبة الدخل الهامشية على العمال من ذوي الدخل المنخفض ــ من خلال توسيع الائتمان الضريبي على الدخل المكتسب ــ وليس على العمال من ذوي الدخل المرتفع، كما فعل الجمهوريون.بالمثل، ينبغي للديمقراطيين أن يعكسوا التغيير في الضريبة العقارية الواردة في قانون الضرائب الجمهوري، والذي يرفع المبلغ الذي يمكن للزوجين تمريره إلى ورثتهم إلى 22 مليون دولار، دون فرض ضريبة عقارية أو ضريبة على الهدايا. فعندما يترك زوجين أكثر من 10 ملايين دولار، على سبيل المثال، لابد أن يذهب جزء من الفائض إلى وزارة الخزانة.لن يكتمل أي برنامج اقتصادي بدون التجارة، على أن تكون البداية بإلغاء التعريفات التي هدد ترامب بفرضها على الصلب وغيره من الواردات. من المؤكد أن التجارة تشمل خاسرين وفائزين. لكن هذه أيضا حال التعريفات، ويفوق الخاسرون عدد الفائزين. على سبيل المثال، تلحق هذه التعريفات الضرر بالصناعات التي تستخدم الصلب، مثل منتجي السيارات، فضلا عن المستهلكين الذين يواجهون ارتفاع أسعار المنتجات النهائية، ناهيك عن المزارعين وغيرهم ممن يواجهون حواجز انتقامية تحول دون تمكينهم من تصدير منتجاتهم.يركز المكون السابع للبرنامج الاقتصادي الشامل بشكل مباشر على تحسين أحوال الخاسرين نتيجة للتغيرات التكنولوجية وغير ذلك من القوى، وليس فقط أولئك الذين خسروا وظائفهم نتيجة للتجارة، كما هي الحال مع مساعدة تسوية التجارة. ويُعَد «التأمين على الأجور» أحد الحلول المحتملة.أخيراً، يتعين على الديمقراطيين أن يضمنوا تدبير تكاليف أي زيادة في الإنفاق أو التحويلات ــ بما في ذلك التأمين على الأجور ــ وليس السماح لهذه الزيادة بتفجير عجز الموازنة. ولتحقيق هذه الغاية، يجب «إلغاء وإحلال» التخفيضات الضريبية بقيمة 1.5 بليون دولار لعشر سنوات والتي يذهب القسم الأعظم منها إلى الأثرياء.ومن الممكن أن يعمل الديمقراطيون على زيادة العائدات الحكومية من خلال تطبيق ضريبة الكربون ــ وهو النهج الذي سيعود أيضا بفوائد بيئية جمة.قد لا تكون العناصر الواردة على هذه القائمة غير مسبوقة. والواقع أن الديمقراطيين اقترحوا أغلب هذه العناصر من قبل، لكنها كانت دوماً تلقى المعارضة من قِبَل الجمهوريين. لكن هذا ليس سببا لرفض المقترحات التي من شأنها أن تساعد في تحقيق النمو المشترك الواسع النطاق. والمطلوب، مع بداية انتخابات التجديد النصفي، هو رمية بداية قوية.أستاذ تكوين رأس المال والنمو في جامعة هارفارد.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على