فاطمة الزهراء.. الطاهرة البتول أم أبيها

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

الصديقة والطاهرة والحوراء الأنسية، أم أبيها الزهراء التي سماها أبوها النبي محمد هو من سماها بالزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، وذلك لزهدها وورعها واجتهادها في العبادة، وفي ذلك ينقل بعض المحدثين وأصحاب السير عنها عبادات وأدعيةً وأورادا خاصة انفردت بها، مثل: تسبيح الزهراء، ودعاء الزهراء وصلاة الزهراء وغير ذلك.

البتول التي كانت متبتلة لعبادة الله، وقيل لأنها لم يصبها الحيض والنفاس قط، هي فاطمة بنت النبي صلى الله وعليه وسلم.

نشأتها
تختلف الروايات في تحديد ولادة الزهراء، فيبلغ أحيانا الفارق في عمرها (على اعتبار الفرق بين الروايات) عشر سنين أو أكثر بقليل. وعند استعراض تلك الروايات نجد أن بعضهم يقول بولادتها قبل البعثة النبوية بخمس سنين، وهو الرأي الثابت عند أهل السنة حيث يقولون إنها ولدت وقريش تبني البيت يوم حكم رسول الإسلام محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) في نزاع حول من وضع الحجر الأسود في مكانه؛ وممن يقول بهذا الرأي الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة، بينما ذهب ابن عبد البر في الاستيعاب والحاكم في المستدرك إلى أنها ولدت وعمر النبي 41 عامًا أي بعد سنة من البعثة النبوية.

على أن علماء الشيعة ومؤرخوهم ينقلون أنها ولدت بعد البعثة بخمس سنوات في أول شهر جمادى، ومنهم: المجلسي والطبرسي والكليني والإربللي والنيسابوري والشيخ الصدوق وابن شهر آشوب، لكن الشيخ المفيد في حدائق الرياض وقد نقل عنه الكفعمي في مصباح المتهجّـد والعدد القوية، يرى أنها ولدت بعد عامين من البعثة. وانفرد ابن أبي الثلج البغدادي في تاريخ الأئمة برأي وافق فيه علماء أهل السنة في أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنوات وقريش تبني البيت.

فبينما يكاد علماء الشيعة يجمعون على أن عمرها عند وفاتها كان 18 عاما، يرى أغلب أهل السنة ومنهم ابن عبد البر أن عمرها كان عند الوفاة 29 عاما، غير أن هناك اتفاقا على أن فاطمة كانت أصغر بنات النبي.
 

هجرتها
هاجرت الزهراء إلى المدينة المنورة وهى في الثامنة عشرة من عمرها وكانت معها أختها أم كلثوم وأم المؤمنين سودة بنت زمعة بصحبة زيد بن حارثة وهاجر معهم أم المؤمنين عائشة وأمها أم رومان بصحبة عبد الله بن أبي بكر، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة.

زواجها

تزوجها الخليفة علي بن أبي طالب وأصدقها درعه الحُطمية. في ذي القعدة أو قُبيله من سنة اثنتين بعد معركة بدر (قاله الذهبي). وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد معركة أحد، فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب. 

أبناؤها

أنجبت السيدة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، الحسن والحسين، وزينب وأم كلثوم.

مكانة الزهراء عند الرسول

تعلَّق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بابنته فاطمة عليها السلام تعلّقًا خاصًا لِمَا كان يراه فيها من وعي وتقوى وإخلاص فأحبّها حبًّا شديدًا، وكان إذا أراد السفر جعلها آخر من يُودَّع، وإذا قَدِمَ من السفر جعلها أوّلَ من يَلقى.

وكان إذا دخلت عليه وقف لها إجلالًا وقبّلها بل ربَّما قبّل يدها. وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "فاطمةُ بضعةٌ منّي من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله".

ومع كلّ ذلك، فقد جاءته يومًا تشكو إليه ضعفها وتعبها في القيام بعمل المنزل وتربية الأولاد وتطلب منه أن يهب لها جارية تخدمها. فلم يستجب لطلبها، بل استبدل ذلك بأمر آخر، عبّر عنه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "أعطيك ما هو خير من ذلك"، وعلّمها تسبيحة خاصّة تُسْتَحَبّ بعد كلّ صلاة، وهي التكبير أربعا وثلاثين مرّة، والتحميد ثلاثًا وثلاثين مرّة، والتسبيح ثلاثًا وثلاثين مرّة، وهذه التسبيحة عُرِفَت فيما بعد بتسبيحة الزهراء. هكذا يكون البيت النبويّ، حيث إنّه يتجاهل الأمور الماديّة، ويعطي الأهميّة للأمور المعنويّة ذات البعد الروحيّ والأخرويّ.

وفاتها
توفيت فاطمة بنت محمد بعد ستة أشهر من وفاة رسول الإسلام محمد بن عبد الله.

شارك الخبر على