كيف نجح زعيم كوريا الشمالية في إخضاع ترامب لعقد القمة؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

في تحول مفاجئ مجددًا، تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إلغاء القمة المرتقبة مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون والتي كان من المقرر عقدها في 12 يونيو المقبل، وأكد إمكانية عقد اللقاء مجددًا، وذلك بعد أن رحَب برد فعل بيونج يانج على انفتاحها على الحوار.

كان ترامب ألغى أمس القمة المرتقبة، منددا بعدائية نظام بيونج يانج، إلا أنه أبقى الباب مفتوحا أمام احتمال عقد لقاء آخر في سنغافورة خلال شهر على الأكثر.

ويبدو أن الدبلوماسية التي انتهجها الزعيم الكوري الشمالي تجاه ترامب، حققت أهدافها المنشودة، خاصة بعد أن أبدى كيم استعداده للقاء ترامب.

اقرأ أيضًا: ما هى الملفات المتوقع مناقشتها في قمة «ترامب-كيم»؟ 

وهذا ظهر من خلال لقاء رئيس كوريا الجنوبية، مون جاى بالزعيم الكوريا اليوم، في المنطقة الحدودية منزوعة السلاح لمناقشة قمة كيم المحتملة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المزمع عقدها فى سنغافورة في ثاني قمة بين الكوريتين في غضون أشهر .

صحيفة "واشنطن بوست" رأت أن كوريا الشمالية أرادت أن تبعث برسالة إلى الولايات المتحدة مفادها إذا كنت جادة بشأن السلام ونزع السلاح النووي، مطالبا إياه بعد ذكر ليبيا.

هذه الرسالة، وجهتها بيونج يانج مرة أخرى أمس إلى نائب الرئيس الأمريكي مايكل بنس، وذلك قبل ساعات من إلغاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القمة التي كانت مقررة في سنغافورة في 12 يونيو بهدف نزع السلاح النووي، معتبرة أنه دمية سياسية، ولا يمكن الاستجابة إليه.

اقرأ أيضًا: صحيفة بريطانية: كوريا الشمالية تخدع أمريكا بشأن أسلحتها النووية 

هذه التصريحات الكورية الشمالية جاءت بعد أن شبه "بنس" مصير كوريا الشمالية المحتمل بليبيا، وذلك وفقًا لقناة "فوكس نيوز".

وقال بنس إن الأزمة مع كوريا ستنتهي مثل الأزمة الليبية إذا لم يبرم كيم جونج أون صفقة"، وأيضا أكد ترامب الأسبوع الماضي أن مثال ليبيا أظهر ما الذي سيحدث إذا لم نبرم الصفقة.

الحقيقة أن أمريكا حاولت التظاهر باستعدادها لفعل أي شيء بما فيها الحل العسكري لـ"المشكلة الكورية"، وظهر ذلك من خلال تصريحات بنس.

لكن لم تع الإدارة الأمريكية أن بيونج يانج ليس لديها ما تخشاه، لأن سيادة البلاد هي الأغلى والصواريخ النووية تضمن هذه السيادة، لذلك لا معنى لتخليها عنها.

اقرأ أيضًا: هل سيؤثر انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني على كوريا الشمالية؟ 

يمكن القول إن إلغاء القمة، ماهي إلا حجة لترامب، خاصة أن السبب الحقيقي ليس في تصريحات المسؤولين في كوريا الشمالية، بل في ترامب الذي يخشى ألا يحصل على شيء يجعله يعلن انتصاره.

"واشنطن بوست" عاودت مرة أخرى، وأوضحت أن التاريخ كشف أن ليبيا قد تكون أسوأ نموذج اختاره بنس أو ترامب، وقد أسهم في تصعيد التوتر في الأيام الأخيرة.

فيما يرى مراقبون أنه إلغاء القمة هو بمثابة انتكاسة، إلا أنهم لم يستبعدوا تلك الخطوة التي أقدم عليها ترامب في بداية الأمر، نظرا لأن الأخير غير مستعد للهزيمة أمام كوريا اشمالية التي لن تتنازل عن البرنامج النووي التي تعتبرها أمن قومي لها.

شارك الخبر على