فرنسا تجمع فرقاء ليبيا.. وتقود مبادرة لتطبيق خارطة طريق سياسية

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

ما زالت ليبيا تعيش على وقع أعمال عنف وانقسامات رغم توقيع اتفاق سياسي في ديسمبر 2015 بهدف إعادة الاستقرار للبلد الذي غرق في الفوضى إثر الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، ويبدو أن هناك محاولات لإنهاء الانقسام وتوحيد الفرقاء.

مصدر دبلوماسي أعلن أن الرئاسة الفرنسية ستنظم مؤتمرًا دوليًا برعاية أممية يجمع كل الأطراف الليبية ويخصص للتحضير لإجراء انتخابات في البلاد.

وسيترأس الاجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن ترعاه الأمم المتحدة، وسيشارك فيه كل من رئيس الوزراء فايز السراج وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح عيسى ورئيس مجلس الدولة خالد المشري، وفقًا لـ"ليبيا 24".

فالهدف من المؤتمر هو توفير الظروف لإيجاد مخرج للأزمة الليبية وتحديد إطار لمؤسسات مستدامة يعترف بها المجتمع الدولي.

اقرأ أيضًا: الجنوب الليبي يشتعل.. والسراج يؤجج الصراعات مع حفتر 

المؤتمر الذي تنظمه فرنسا لن يشمل الأطراف الليبية فقط، بل سيشهد حضور ممثّلين عن 19 دولة معنية بالملف الليبي وهي: الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وإيطاليا، والدول المجاورة لليبيا (مصر وتونس وتشاد) والقوى الإقليمية (الإمارات وقطر والكويت وتركيا والجزائر والمغرب)، والرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي، ورئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة.

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سبق أن رعى في يوليو الماضي 2017 لقاءً بين السراج وحفتر قرب باريس في سبيل حل الأزمة الليبية.

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس دير مول قالت: إن "استضافة باريس لمؤتمر حول ليبيا نهاية الشهر الجاري، تعد دعما لتنفيذ خارطة الطريق الخاصة بالممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة"، حسب بوابة الوسط الليبية.

وأشارت إلى أن عقد انتخابات ليبية في 2018 ضرورة للتعبير عن سيادة الشعب الليبي، موضحة أن فرنسا لا تدخر جهدا للتوصل إلى حل سياسي شامل في ليبيا، يضم كل الأطراف الليبية.

اقرأ أيضًا: ليبيا تنفض الإرهاب│حفتر ينقض على درنة.. ويمنع استغلال السكان كدروع بشرية 

في المقابل، يُنتظر أن يبت المجلس الأعلى الليبي في موقفه من المبادرة الفرنسية في جلسة خاصة مقررة اليوم الأحد بعدما أجرى فايز السراج مشاورات مع الجزائر وتونس حول الملف الليبي.

على جانب آخر، هناك مخاوف من الجانب الجزائري بشأن إعداد اتفاق جديد بين الأطراف الليبية ينهي بموجبه اتفاق الصخيرات الذي وُقع 2015، ويقضي بأن حدد الليبيون بأنفسهم مسارات حل الأزمة.

لكن مصدرا دبلوماسيا أكد أن الجزائر تلقت وثيقة دبلوماسية من فرنسا تشرح أهداف قمة باريس المنتظرة حول ليبيا التي ستجمع شخصيات مؤثرة بقصد التوصل لاتفاق جديد يعجل بإجراء انتخابات في البلاد نهاية الشهر الجاري، وفقًا لـ"الوسط".

وبحسب المصدر فقد طمأنت الوثيقة بأن إعداد اتفاق بين الأطراف الليبية المدعوة للمؤتمر سيتم بتنسيق مع رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة، وعقب مشاورات مع الأطراف الليبية.

اقرأ أيضًا: الجنوب الليبي يشتعل مجددًا.. وقوات حفتر تحكم قبضتها 

المثير هنا أن الجزائر تتحفظ على محاولة فرض أي عملية تسوية سياسية في الوقت الحالي دون الرجوع إلى جميع الأطراف واستشارتهم.

وتتضمن المبادرة الفرنسية 12 بندا، ينص أهمها على توحيد المصرف المركزي، وإنهاء كل المؤسسات الموازية للإدارات الرئيسية إلى جانب الاتفاق على إجراء الانتخابات قبل نهاية عام 2018، بناء على جدول زمني تعلن عنه البعثة الأممية، مع فرض عقوبات من قبل المجتمع الدولي على من يعرقل سير عملية الاقتراع.

وللعلم أن الاتفاق السياسي الذي رعته الأمم المتحدة أدى إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني، لكن هذه الحكومة لا تحظى بإجماع في ليبيا حيث تواجه منافسة سلطة موازية في شرق البلاد مدعومة من قوات المشير حفتر.

شارك الخبر على