أوجه الشبه بين انتخابات العراق ولبنان وما تعنيه بالنسبة للولايات المتحدة

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

ترجمة / المدى
في جلسة استماع لها أمام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابعة للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأميركي، قدّمت الباحثة من مركز الدراسات السياسة الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط، تمارا كوفمان وتس، تقريراً لها عن نتائج انتخابات العراق ولبنان وأوجه الشبه فيما بينهما وما قد تشكّله من بصيص أمل على الأمد البعيد بالنسبة للولايات المتحدة إزاء سياستها الخارجية للحدّ من نفوذ إيران في هذين البلدين.تقول الباحثة، وتس، إن الانتخابات في العراق ولبنان التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر، مثّلت حالة هشّة ولكنها في الوقت نفسه نقطة تحول مهمة لمنطقة تعيش حالة اضطراب. يدّعي المتشددون أنه من خلال العنف فقط يمكن تحقيق تغيير، ولكن هذه الانتخابات وعدت بسلوك طريق آخر للتغيير. ولكن عندما يحقق كلٌّ من لبنان والعراق إقامة انتخابات حرّة تحت ظروف صعبة كهذه، فإنه لن يبقى هناك عذر أمام حكام أقوى في دول عربية أخرى من أنهم لايستطيعون المجازفة لتحقيق استقرار من خلال السماح لأبناء شعوبهم أن يختاروا من يحكمهم.النتائج السياسية لحصيلة الانتخابات في هذين البلدين توفر جانبين من المخاطر والفرص الايجابية المتاحة أمام السياسة الخارجية الاميركية تجاههما، وعلينا أن نكون حذرين من أن نتخذ قرارات قوية عبر نتائج غامضة. هذا يعني أن هناك بعض التطورات تستحق الإشارة إليها بأهمية، بدأت تنشأ في كل من العراق ولبنان.
1 - تميزت كل من انتخابات العراق ولبنان بنسبة مشاركة متدنية من المصـــــــوّتين مقارنة بمعدلات المشاركة خلال السنوات الماضية، حيث بلغت نســـــــبتها في لبنان 49% في حين بلغت في العراق 44%. وإن كلاً من المصوتين والذين بقوا في بيوتهم أعربوا عن نفاد الصبر لديهم إزاء سوء أداء الطبقة السياسية الحاكمة لديهم المهتمين بمصالحهم الخاصة بدلاً من أداء واجبهم الإداري.2 - في كلا البلدين، ساهمت الانجازات الأمنية في زيادة ميول المواطنين للسياسات البراغماتية اكثر والتي تحقق إنجاز احتياجاتهم الأساسية.3 - في كلا البلدين، تعتبر المؤسستان العسكرية والامنية كمؤسسات وطنية موثوقة نسبياً. وإن الشعور الوطني في كلتيهما يتنامى أكثر حيال الجانب الطائفي.تشير الباحثة، وتس، الى أن هذه التوجهات في كل من العراق ولبنان تبدي عن فرص لظهور قوى سياسية معتدلة جديدة، ولكن في الوقت نفسه تمثل خطورة أنه في حالة عدم تلبية احتياجات المواطنين، فإنهم ببساطة قد يتخلون عن سياسة الانتخاب ويتخلون عن الحكومة نفسها كمصدر لحل مشاكلهم اليومية. المتشددون قد يستغلون حالة الاحباط هذه. الولايات المتحدة لها تعهد بدعم منافسة سياسية صحية.1 - في كلا البلدين لم تغيّر حصيلة الانتخابات لديهما ميزان القوى بين حلفاء إيران وخصومها على نحو كبير. ولكن الصراع نحو احتواء وتحجيم نفوذ ايران لم يخسر ولم ينته في كليهما.2 - في العراق ستكون عملية تشكيل الحكومة اكثر اهمية من النتائج نفسها في تحديد دور ايران في البلد. وفي الوقت الذي لايمكن للولايات المتحدة أن تحدد حصيلة مفاوضات تشكيل الحكومة، فإنه لديها نفوذ يمكن استغلاله، بخاصة من خلال العمل التنسيقي مع دول خليجية من التي تودّدت بنشاط خلال الأشهر الأخيرة لرئيس الوزراء حيدر العبادي والمرجعية الدينية في النجف ورجل الدين مقتدى الصدر، صاحب القائمة الفائزة بالانتخابات، على أمل الحصول على روابط اقتصادية أقرب مع العراق. قد يكون موقف حكيم من الحكومة الاميركية أن تبقى منشغلة بالوضع في العراق لتوضح المبادئ التي تتوقعها من حكومة جديدة ستتشكّل في البلد، ويتخلل ذلك مواصلة جهود الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب والتنسيق الأمني بين بغداد وواشنطن، والحفاظ على عدم انحياز العراق في الصراعات الاقليمية، وحل مشاكل بغداد مع حكومة الإقليم وتطوير الاصلاحات لتعزيز الاقتصاد. فضلاً عن ذلك، فإنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تعمل مع شركائها العرب لتطوير فكرة، عراق سيادي، ضمن عالمه العربي.بإمكاننا تشجيع ترسيخ مبدأ السيادة والاستقلال في هذين البلدين وسط دوامة صراعات المنطقة والحفاظ على تعاون أمني ودعم تنمية ديمقراطيات محلية وتنشئة تغيرات سياسية بعيدة عن الطائفية نحو أداء حكومي ذي فاعلية واهتمام اكبر بمشاكل المواطنين.اكبر خطر بالنسبة لسياسة أميركا تجاه العراق ولبنان الآن هو أن تأخذ موضع المتفرج، إن هذا من شأنه يضعف النفوذ الأميركي على حساب تنامي النفوذ الإيراني أكثر في المنطقة.
عن معهد بروكنغز

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على