رمضان في اليابان.. أجواء إيمانية وموائد تجمع كل الجنسيات والديانات

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

لا يختلف شهر رمضان المبارك في اليابان عن باقي أنحاء العالم، فالمسلمون الذين لا تتجاوز أعدادهم 185 ألف شخص حسب إحصاءات 2010 يحتفلون بقدوم الشهر الفضيل بإقامة الشعائر والطقوس الدينية، وتحضير وجباتهم وأكلاتهم المفضلة محاطين بأجواء إيمانية.

البداية تفتح المساجد أبوابها في مختلف مدن اليابان لاستقبال المسلمين وغير المسلمين في رمضان، وتقام موائد الإفطار ليجتمع المسلمون ببعضهم البعض، وهي فرصة التعارف الأبرز في السنة لانشغال اليابانيين الدائم بالعمل.

وعلى موائد الإفطار اليابانية يتناول المسلمون أشهر الأطباق اليابانية الشهيرة كلحم الحوت، والسوتشي، وشوربة العدس اليابانية، والتمبورا، وحساء الميسو، إلى جانب التمور سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: رمضان في اليمن.. موائد بلون الدم وظروف معيشية صعبة 

ويحرص المسلمون اليابانيون وغيرهم من أبناء الجاليات المسلمة الأخرى على إقامة صلاة التراويح، وحضور الدروس الدينية، حيث يأتي العلماء المسلمون من البلدان المجاورة لإلقاء الخطب الدينية، والتعريف بالدين الحنيف السمح. 

ويحظى المقرئان الراحلان عبد الباسط عبدالصمد ومحمد صديق المنشاوي بشهرة كبيرة بين اليابانيين، لصوتهما العذب في تلاوة القرآن الكريم.

يتمتع المسلمون بحرية دينية واسعة في بلاد الشمس المشرقة بموجب المادة 20 من الدستور الياباني، وهو ما أتاح لهم افتتاح مسجد "جوتاندا" العام الماضي، وهو المسجد الذي يتناوب عليه 4 أئمة يابانيون لتقديم الدروس والمحاضرات الدينية باللغة اليابانية لأول مرة، بعد أن كان يضطر مسلمو اليابان إلى أن يقصدوا مساجد الجاليات العربية والتركية في السابق، وهو ما شكل عائقًا أمام رغبتهم في تعميق فهمهم للإسلام.

اقرأ أيضًا: رمضان في سوريا تحت الأنقاض.. موائد الإفطار بنكهة الدمار 

إضافة إلى وجود مسجد طوكيو أحد أشهر وأكبر مساجد العاصمة اليابانية، الذي اشتهر بإقامة موائد الإفطار في رمضان ليتناول الجميع بمختلف أعراقهم ودياناتهم وجبة الإفطار مجانًا في أجواءٍ روحانية على الطريقة اليابانية.

وساهمت تبرعات الدول الإسلامية في إنشاء عدد من المساجد الجديدة، منها تبرعات من تركيا والإمارات بما يزيد على مليون دولار لترميم المساجد القديمة في اليابان، فضلاً عن التبرعات السعودية بالأراضي لبناء المساجد عليها.

وتحترم الدولة اليابانية مشاعر المسلمين وخصوصياتهم، إذ تقيم الحكومة ندوات تعريف بالإسلام والأطعمة الحلال لأصحاب المطاعم والمحلات، كما توزع منشورات بالوجبات التي يفضلها المسلمون في الشهر الفضيل.

اقرأ أيضًا: رمضان في غزة.. غاب الأحباب وحل الحصار والدمار 

وفي هذه البلاد يشكل المهاجرون غالبية المجتمع الإسلامي، حيث يصعب أن تجد مسلما من أهل البلاد وإن كان هناك مسلمون يابانيون لذا يمثل شهر رمضان فرصة من أجل ممارسة شعائر دينهم في أجواء احتفالية تذكرهم بالوضع في بلادهم التي جاءوا منها.

تقع اليابان في أقصى الطرف الشرقي من قارة آسيا، ويبلغ عدد سكانها 125 مليونا و422 ألف نسمة يعيشون على مساحة تقدر بـ377 ألفا و800 كيلومتر مربع، وتتكون اليابان من العديد من الجزر أشهرها جزر "هونتشو" و"هوكايدو" و"كيوشو"، ويدين أغلب السكان بإحدى ديانات شرق آسيا وهي "الشنتو"، وإن كان هناك البوذيون أيضًا بكثرة في المجتمع الياباني، أما المسلمون فهم قلة.

شارك الخبر على