الزبير بن العوام.. حواري رسول الله الذي توفي وهو راض عنه
حوالي ٧ سنوات فى التحرير
"سيف طالما جلا الغم عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم"، هكذا وصف علي بن أبي طالب سيف صحابي أصيب جسده بثلاثين ضربة من الطعن والرمى، إنه الزبير بن العوام الذي قيل عنه "صدره كأنه العيون من الطعن والرمى".
من هو الزبير بن العوام؟
هو الزبير بن العوام بن خويلد، بن السيدة صفية بنت عبد المطلب، عمة النبي محمد، وكان معروفا لدى المسلمين بأبى عبد الله، نسبة لابنه، أما أمه فكانت تناديه "أبو الطاهر".
كان الزبير يتيما، حيث قتل أبوه في حرب الفجار، أما أمه فكانت تعامله بشدة، وتضربه منذ طفولته، بهدف أن يكون له شأن عظيم بعد ذلك، ولكن كان عمه يعاتبها على ذلك ويتهمها أنها تبغض الزبير.
اعتنق الزبير الإسلام وهو ابن ثمانية أعوام، وجاء إسلامه تلبية لدعوة أبي بكر الصديق له، وبالرغم من تعرضه للأذى من قومه، إلا أنه ظل ثابتا على الدين الإسلامي، وروى الحاكم في مستدركه بإسناده إلى عروة أن عم الزبير كان يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار ويقول ارجع إلى الكفر، فيقول الزبير: لا أرجع أبدا.
لم يدخل الزبير الإسلام وحده، بل أسلم أخواه السائب وعبد الرحمن، ولم يسلم أخوهم الرابع عبد الله.
"إن لكل نبي حواريا وأنا حواري الزبير"، هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الزبير، لذا لقبه المسلمون بحواري الرسول، وذلك لأنه كان ينصر النبي على عدوه ويمنع عنه الأذى.
تزوج الزبير من أسماء بنت أبي بكر الملقبة بـ"ذات النطاقين" وهاجر مرتين، المرة الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى يثرب.
رزقه الله بمولوده الأول عبد الله بن الزبير، بعد هجرته إلى المدينة، ليصبح عبد الله أول مولود للمسلمين بعد الهجرة.
كان الزبير من الستة الذين قال عنهم عمر بن الخطاب إن الرسول توفى وهو راض عنهم، لذا اختارهم عمر ليكونوا من أهل الشورى في اختيار الخليفة من بعده.
اشتهر الكثيرون من صحابة الرسول بنقل الأحاديث عنه، إلا أن الزبير كان مقلا في ذلك، بالرغم من ملازمته للنبي منذ أن دخل الإسلام، وعندما سأله ابنه عبد الله عن السبب قال: "ما فارقته منذ أسلمت، ولكن سمعت منه كلمة، سمعته يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"، فتجنب الزبير كل ما قد يدخله النار، بالرغم من أن النبي محمد بشره بالجنة.
أول من سل سيفا في وجه المشركين
روى الإمام أحمد في الفضائل عن هشام عن أبيه قال: "إن أول رجل سل سيفه في الله الزبير بن العوام"، فكان أول من سل سيفه في وجه المشركين، وأصيب الزبير بثلاثين طعنة في جسده.
شهد الزبير كل غزوات النبي محمد، وكان في مقدمة الصفوف في غزوة بدر، وكان حاملا إحدى رايات المجاهدين الثلاث في فتح مكة، وشارك الزبير في فتح مصر، وكان من حراس المدينة في أثناء حروب الردة، وشهد غزوة خيبر، وغزوة الخندق، وكان من الذين انتدبهم النبي لمتابعة جيش قريش بعد انتهاء المعركة في غزوة أحد.
استشهاده
بعد حدوث الفتنة ومقتل عثمان بن عفان، خرج الزبير بن العوام مع السيدة عائشة زوجة رسول الله، للمطالبة بدم عثمان، فالتقى به على بن أبي طالب وذكره بشيء ما عن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد قاله له، فانصرف بعدها الزبير، وعندما اتهموه بأنه جبان، أكد أنه ليس بجبان وأن انسحابه كان لترديد على شيئا سمعه الزبير من الرسول، فحلف ألا يقاتله، وبالفعل عاد الزبير إلى داره، ولكن لحقه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو نائم، ليلقى ربه، عن عمر يناهز السبعة والستين عاما، ويصبح من الشهداء.