فاضـل عبد الواحــد يغــادر عالـم الســومريات

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

المدى الثقافي
رحل عن عالمنا، عالم السومريات المعروف الدكتور فاضل عبد الواحد بعد معاناة مع المرض، عن عمر ثلاثة وثمانين عاماً. ولد الأستاذ فاضل عبد الواحد عام 1935 في البصرة و بعد إنهاء دراسته المدرسية انتقل إلى بغداد ليكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب و العلوم قسم الآثار و الحضارة عام 1953 و درس علي يد نخبة من رواد علم الآثار العراقي أبرزهم الأستاذ العلامة طه باقر حيث يصفه الأستاذ فاضل عبد الواحد علي بقوله:"من خلال تتلمذي على يد الدكتور طه باقر عرفت عنه حبه اللامتناهي لسيرة البطل كلكامش فقد أحبه أكثر من غيره فإذا كانت الملحمة تبدأ بالبيت الشهير هو الذي رأى كل شيء فأنا اقول للأستاذ طه باقر هو الذي عرف كل شيء "حصل الأستاذ فاضل عبد الواحد علي على البكلوريوس في علم الآثار من جامعة بغداد في العام 1957 و يذكر الأستاذ الدكتور بهنام أبو الصوف لقاءه بالأستاذ فاضل في جامعة بغداد قائلا:كنت من طلاب الدفعة الأولى في قسم الآثار لذلك كنا مادة لإهتمام القادمين الجدد إلى القسم فكان الأستاذ فاضل أكثرهم اهتماما ًوجدية في الاستفسار وأكتساب المعرفة، وقد شدّ أنتباهي منذ الأسابيع الأولى للسنة الدراسية بإلتزامه التام على حضور المحاضرات وعدم التخلف عن أي منها، ثم جلوسه الدائم في مكتبة الكلية في ساعات الفراغ وبعد انقضاء اليوم الدراسي.انتدب الأستاذ فاضل عبد الواحد علي لتفوقه لبعثة دراسية إلى أميركا فإنتقل إلى هناك ليكمل دراسته العليا في جامعة بنسلفانيا و على يد من؟ على اليد العالم الكبير الأستاذ سامويل نوح كريمر أستاذ السومريات في جامعة بنسلفانيا و تمكن الأستاذ فاضل عبد الواحد من الحصول على شهادة الماجستير في مادة السومريين وآدابهم في العام 1960 و من ثم الدكتوراه في فلسفة الآثار عام 1963 و نشرت له جامعة بنسلفانيا في العام 1964 كتاب بعنوان رسائل سومرية: مجموعتين من المدارس البابلية القديمة بحجم 310 صفحة و يمكن تتبع هذا الكتاب في المكتبات الإليكترونية باللغة الإنكليزية.عاد الأستاذ الدكتور فاضل عبد الواحد علي للعراق ليكون استاذاً في جامعة بغداد ويبدأ تدريس أجيال جديدة من الآثاريين العراقيينتكمن أهمية الدكتور فاضل عبد الواحد علي في كون إختصاصه في السومريات، و معرفته باللغة السومرية بالإضافة إلى اللغات الأخرى كالأكدية و الآرامية جعلته واحداً من القلائل الذين يجيدون قراءة هذه اللغة بسهولة، ما فعله الدكتور فاضل هو إستغلال هذه الخاصية و توظيفها بالطريق الصحيح لينتج نتاجا تميز به عن غيره، فمما لاشك فيه ان الحضارة السومرية هي أكثر الحضارات غموضاً من حيث إننا لم نكن نعلم عنها شيئاً على عكس البابلية و الآشورية التي وردت لنا عنها اخبار حتى قبل حل اللغة الأكدية من التوراة او حتى من تاريخ هيرودوتس لذلك هناك اهمية خاصة للسومريين و نصوصهم كونها المصدر الوحيد الذي يخبرنا عنهم بالتالي تميز الاستاذ الدكتور فاضل بأنه انكب على دراسة النصوص السومرية المحفوظة في المتحف العراقي تلك التي لم يتعرض لها احد و التي لم نعرف معانيها أبداً فكان ينقب فيها و يقارن ويترجم ليضيف نصوصاً جديدة لنتاجنا الأدبي أو العلمي القديم معدلاً او مكملاً لإسطورة هنا و أسطورة هناك ناشراً كل ابحاثه و مكتشفاته في كتبه أو في أهم المجلات انذاك منها مجلة سومر و أعطاه ذلك صفة الإحاطة بما هو معروف و ببعض مما هو ليس معروف عن الحضارة السومرية فأصبح الدكتور فاضل عبدالواحد علي مرجعاً بحد ذاته في الحضارة السومرية.و الدكتور فاضل عبد الواحد كان مختصاً في السومريات لذلك خصص جزءاً كبيراً من مؤلفاته تناقش السومريين أصولهم، عاداتهم لاهوتهم و آدابهم و اصدر مجموعة من المؤلفات المختصة غير العامة اهمها: عشتار و مأساة تموز، الطوفان في المصادر المسمارية، عادات و تقاليد الشعوب القديمة، من الواح سومر إلى التوراة، سومر أسطورة و ملحمة، تاريخ العراق القديم، وشارك في تأليف موسوعة العراق في التأريخ.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على