هل سعت الإمارات لوصول ترامب إلى البيت الأبيض؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

بعد الاتهامات التي طالت روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية الأخيرة 2016، تواجه الإمارات مخاطر الملاحقة في التحقيقات التي تجرى بشأن مزاعم تمويلهما حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية.

فقد زعمت تقارير إعلامية أمريكية مؤخرا أن المدعي الخاص روبرت مولر، الذي يقود التحقيق في قضية احتمال وجود تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يحاول استجواب شهود حول إمكانية وجود دور إماراتي في القضية.

دعم ترامب

وزعمت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ترامب الابن التقى مبعوثا نيابة عن وليي عهد السعودية والإمارات قبل انتخابات 2016 الرئاسية بثلاثة أشهر.

وبحسب الصحيفة، فإن ترامب الابن رد خلال الاجتماع مع مبعوث البلدين الخليجيين، بـ"قبول" عرض بالمساعدة في حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بمليارات الدولارت لدعم والده.
لكن محامي ترامب الابن، آلان فوترفاس، أكد من ناحيته، انعقاد الاجتماع، لكنه قال إنه لم يسفر عن شيء.

وذكرت الصحيفة، أن الاجتماع انعقد بترتيب من مؤسس شركة بلاكووتر الخاصة، إريك برينس، وأن اللقاء انعقد 3 أغسطس عام 2016.

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن مسؤولا كبيرا في إحدى شركات الاستشارات الإسرائيلية، ويدعى جويل زامل، كان مشاركا في اللقاء.

إقرأ أيضا : «سقطرى» تثير أزمة بين الإمارات واليمن.. فهل تخدم الانقلاب الحوثي؟ 

كما ذكرت أن جورج نادر رجل الأعمال الأمريكي المولود في لبنان، أبلغ ترامب الابن أن وليي عهد السعودية و"أبو ظبي" يسعيان إلى دعم والده في انتخابات الرئاسة 2016.

واشنطن لا تستبعد احتمال أن تكون الإمارات قد قدمت دعما ماليا لحملة دونالد ترامب الانتخابية، بهدف الاستئثار بنفوذ سياسي لها في أوساط صنّاع القرار الأمريكي، بحسب "روسيا اليوم".

ويباشر المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر، التحقيق بشأن مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية، واحتمال تواطئها لصالح ترامب، وما إذا كان الرئيس عطل سير العدالة بمحاولته إحباط تحقيق وزارة العدل في المسألة.

وذكرت تقارير خلال مارس الماضي أن مولر بدأ في التحقيق مع رجل أعمال أمريكي من أصل لبناني يعمل مستشارا لدى الإمارات العربية المتحدة.

المحققون، قاموا باستجواب جورج نادر على خلفية محاولات محتملة من قبل الإماراتيين لشراء نفوذ سياسي على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وذكرت مصادر مقربة من التحقيقات، أن المحققين مهتمون بمعرفة ما إذا كان الإماراتيون قد وجهوا أموالا لدعم ترامب في حملته الانتخابية وما إذا كان لنادر أي دور في صنع القرار في البيت الأبيض، بحسب "د ب أ".

نفي إماراتي

إلا أن الإمارات سرعان ما ردت على ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية في الأيام الماضية، حول مساعي الإمارات التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفي تغريدة له باللغة الإنجليزية عبر حسابه الشخصي على "تويتر"، أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية، أن الإمارات لم تتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

إقرأ أيضا : «صمت الشرعية».. هل يدفع الإمارات للانسحاب من اليمن؟

وقال وزير الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية، إن الإمارات لم تبذل أي جهد للتأثير على الانتخابات الأمريكية لعام 2016.

وأضاف قرقاش أنه على غرار حكومات أخرى صديقة للولايات المتحدة، كان المسؤولون الإماراتيون على اتصال بالموظفين والمستشارين في كل من الحملات الرئاسية لعام 2016 لإعلامهم بالسياسات الخارجية للمرشحين وإعلامهم بها. وأشار إلى أنه على المجتمع الدولي الالتزام بالحقائق وليس بالتلميحات والتكهنات، بحسب الـ"سي إن إن".

وتحظر القوانين في الولايات المتحدة منذ عام 1974 على الحملات السياسية الأمريكية تلقي أي أموال من دول خارجية أو أجانب، أو حتى التنسيق معها في أي حملة انتخابية.

توجيهات قطرية

وكانت تقارير عديدة قد تحدثت عن ارتباط قطر بتوجهات التحقيقات الحالية، إلا أن جاسم آل ثان، الناطق باسم السفارة القطرية في أمريكا نفى اتصال أحد بقطر مؤكدا "لم يكن لقطر أي اتصال حول أي قضية مع مكتب المستشار الخاص".

إقرأ أيضا : «وصية قديمة وتحجيما لنفوذ إيران».. سر تواجد الإمارات في اليمن 

وتابع: "ليس لقطر أي اتصال مع الحكومة الأمريكية حول أي تحقيقات ذات صلة والتقارير المخالفة لهذا التصريح غير صحيحة".

إلا أن شبكة "إن بي سي" الأمريكية ذكرت أن مسؤولين قطريين زاروا الولايات المتحدة، نهاية يناير ومطلع فبراير، طرحوا التعاون مع مولر، لتقديم "أدلة" تدين الإمارات.

وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن "مسؤولين قطريين طرحوا إمكانية تسليم مولر أدلة تفيد قيام جيرانهم في دول الخليج، بالتنسيق مع صهر ترامب، جاريد كوشنر، لإلحاق الضرر ببلدهم".

ولكن "إن بي سي" أوضحت أن المسؤولين القطريين، الذين لم تكشف عن هويتهم، تراجعوا عن القرار في اللحظة الأخيرة.

ورجعت ذلك إلى أن الدوحة خشيت من أن تعاونها مع مولر، قد يتسبب في إحداث أزمة بين قطر والبيت الأبيض، بحسب "سبوتنيك".

أُقيمت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة 2016 يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 وهي الانتخابات الثامنة والخمسون لرئاسة الولايات المتحدة، وفي يوم 9 نوفمبر 2016 فاز دونالد ترامب من الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

شارك الخبر على