علي بن أبي طالب.. زوّجه النبي فاطمة وتنبأ بقتله

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

عندما يحب الأب ابنته حبا شديدا، وتكون هي أكثر أبنائه قربا إلى قلبه، يجد نفسه ممسكا بها وكأنها جيشه الوحيد في الحياة، ولا يفرط فيها بسهولة، ويغار عليها من أي شخص يتقدم لخطبتها، وعندما يرق قلبه ويختار لها زوجا يكون اختياره صعبا للغاية، يضع شروطا ومواصفات نادرة، وكأن الشخص سينتزع قلبه من صدره، ومن أروع الأمثلة في تعلق الأب بابنته، علاقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بابنته فاطمة الزهراء، فكان يقول "ما رضيت حتى رضيت فاطمة"، فما كان للنبي أن يوافق على زواج فاطمة إلا إذا كان هناك من يستحق وعن جدارة، أن يأخذ فلذة كبده، لذا اختار لها علي بن أبي طالب الذي أصبح زوجا لفاطمة بنت محمد لما رآه النبي فيه من الدين وحسن الخلق والشجاعة.

علي بن أبي طالب ابن عم الرسول وصهره

يعود نسب علي بن أبي طالب، إلى قبيلة بني هاشم، فأبوه أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وأمه أيضا هاشمية، وهو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته فاطمة، ولد قبل البعثة، كفله النبي واعتنى بتربيته، حيث كان والده أبي طالب كثير الأبناء، وأصابه الفقر نتيجة المجاعة التي حلت بمكة وقتها، وكان علي في ذلك الوقت يبلغ من العمر خمس سنوات تقريبا.

وفي يوم جمع النبي محمد عائلته وأقاربه ليعرض عليهم الدخول في الإسلام، ولكنهم رفضوا جميعا، ولم يلب دعوته سوى علي وكان لا يزال صبيا، لذا يعد علي أول من أسلم من الغلمان.

ولا يذكر أحد من المسلمين اسم علي إلا ويقول كرم الله وجهه، ويقال إن سبب هذه العبارة أنه لم يسجد لصنم قط، ويقال أيضا لأنه لم ينظر لعورة أحد قط.

هاجر علي إلى المدينة وعمره اثنان وعشرون عاما، وشهد كل المعارك مع الرسول ما عدا غزوة تبوك، وتولى علي الخلافة خلفا لعثمان بن عفان ليكون بذلك رابع الخلفاء الراشدين.

لقب علي بالعديد من الألقاب، منها على سبيل المثال "أمير المؤمنين"، و"زوج البتول"، و"أبو الحسنين"، و"أبو الريحانتين"، وكان الرسول يلقبه بـ"أبو تراب".

ماذا قالوا عن علي؟

حضر العديد من المسلمين والصحابة مواقف علي منذ أن دخل الإسلام وحتى وفاته، ونقلوا مواقف علي حتى يتعلم منها الجميع، ومما قيل عن زهده في الحياة ما رواه عبد الرازق عن الثوري عن أبي حيان التيمي عن أبيه، حيث قال: "رأيت علي بن أبي طالب على المنبر يقول: من يشتري مني سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته، فقام إليه رجل فقال: نسلّفك ثمن إزار"، يقول عبد الرزاق: "وكانت بيده الدنيا كلها إلا ما كان من الشام".

وروي عن علي أنه قال "الدنيا دار ممر إلى دار قرار، والناس فيها رجلان: رجل باع نفسه فأوبقها، ورجلل ابتاعها فأعتقها".

وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "إنه لم يكن قبلي نبي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشر: (حمزة، وجعفر، وعلي، وحسن، وحسين، وأبو بكر، وعمر، والمقداد، وعبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وحذيفة، وسلمان، وعمار، وبلال)".

ومن أبرز المواقف التي عبرت عن شجاعة علي، عندما نام في فراش النبي، ليلة الهجرة، ليحبط مؤامرة الكفار لقتل النبي.

استشهاد علي بن أبي طالب

تنبأ النبي محمد بمقتل علي، وأخبره بذلك، وصدقت نبوءة الرسول، ففي 17 رمضان عام 40 هجرية، توجه علي ليؤم الناس في صلاة الفجر، وفى أثناء الصلاة خرج عليه عبد الرحمن بن ملجم وضربه بسيف مسموم على رأسه، كان قد نقعه بسم زعاف.

لم تكن مؤامرة عبد الرحمن بن ملجم لقتل علي فقط، وإنما كان قد اتفق هو واثنان من الخوارج على قتل كل من عثمان بن عفان، وعمرو بن العاص، وعلي بن أبي طالب، ولم ينجح في المهمة سوة بن ملجم بقتله للإمام علي فى أثناء الصلاة.

ولكن لم يلق علي ربه في نفس اليوم، حيث ظل يقاوم السم ثلاثة أيام، حتى أتاه الموت في 21 رمضان عام 40 هجرية.

شارك الخبر على